الخميس 23/10/1445 هـ الموافق 02/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رسالة مفتوحة الى فخامة الرئيس محمود عباس

 رسالة مفتوحة الى دولة الرئيس محمود عباس 

تحية طيبة وأما بعد: 

أنني كمواطن فلسطيني إلى جانب الكثير من الأهالي، نناشد فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتفعيل القانون الفلسطيني الخاص بمكافحة التدخين المادة 6 ومنع بيع التبغ ومشتقاته لمن هم دون سن 18، وإيقاع أقسى عقوبة حسب القانون بحق المخالفين من مقاهي ومحلات وبسطات وتجار الموت البطيء السريع.

أنا مواطن فلسطيني، ولا أملك أي جنسية أخرى، وأعتبر ذلك هدية جميلة وخاصة من أمنا الأرض لي، وبحكم الضرورة إن غرق المركب، فقاع البحر هو مينائي الوحيد، توفي أخي بمرض السرطان قبل ثمان سنوات، تاركاً لنا تركة عظيمة وعزيزة هي زوجته وفلذات كبده الست. وقبل أسبوع تبين إصابة إبن أخي 21 سنة بمرض سرطان نادر في الصدر في المرحلة الرابعة. نعم إبن أخي مدخن، وتبين لنا أنه كان يشتري السجائر (النفل أو الفلت) من عدة بقالات في المدينة منذ الصف السادس أي بعمر 12 سنة، ومنها بقالة تبعد بضعة أمتار عن مركز شرطة المدينة. غني عن الذكر أن سلوك البائعين مناف لأبسط القيم الأخلاقية والإنسانية، هذه جريمة قتل يا سادة، وكذلك إن سلوك البائعين مناف للقانون الفلسطيني، إذ بحسب قانون مكافحة التدخين الفلسطيني المادة 6 يمنع منعاً باتاً بيع التبغ ومشتقاته لمن هم دون سن 18.

ولأزيدكم من الشعر بيتا، وأثناء عملي في مدينة رام الله، كان طلاب إحدى مدارس الخاصة يصطفون أمام دكان يشترون منه السجائر على مرأى من شرطي المرور. ما أريد قوله أن هذه الظاهرة متفشية في بلدنا، وهي تمس الجميع، أغلبنا أمهات وآباء ومربين، والكثير منا يشعر بالقلق على مستقبل أبنائنا وبناتنا في ظل هذه الظواهر.

إن الأطفال لم يكتمل نموهم الجسدي بعد وخلاياهم في مرحلة التكاثر والإنقسام، مما يجعلهم عرضة أمام مخاطر الإدمان والمواد المسرطنة (أكثر من 60 مادة في الدخان). لم تتطور شخصيتهم لمقاومة إغواءات أقرانهم، ولم يكتمل الحلم  لديهم للقيام بخيار واع ووازن بالنسبة للتدخين. انهم لا يتحملون المسؤولية، بل نحن نتحملها. فمعظم الأهالي من العقلاء ويرفضون إدمان أطفالهم للتبغ ويرفضون تجارة الموت هذه. يقيني أن التدخين للأطفال هو كاللعب بالنار ويعتمد على الطفرات الجينية والتي تسببها عديد المواد المسرطنة في التبغ.

    إن ما تنفقه السلطة الفلسطينية على علاج الأمراض التي يسببها التدخين من سرطانات مختلفة وتضيق الشرايين وارتفاع ضغط الدم وجلطات  هو مبالغ مهولة، ناهيك عن حجم المآسي المترتبة، وأغلب المدخنين وقعوا في شر الإدمان في سن المراهقة، والوقاية خير من العلاج، والخيار لكم يا سادة.

نهيب بالإخوة والأخوات الإنضمام إلى موقع الحملة الوطنية لمنع بيع التبغ ومشتقاته للأطفال دون سن 18 في فلسطين على الفيسبوك: 

الحملة تعتمد على جهد المتطوعين، إذ أنها غير ممولة ولا تسعى للحصول على تمويل، وهي بعيدة عن التحزب الأعمى وجمود الأيدولوجيا، وتهدف إلى الضغط على الجهات التنفيذية لتفعيل قانون مكافحة التدخين المادة 6.        https://www.facebook.com/groups/358930812763203

    

2022-03-12