الأربعاء 9/6/1446 هـ الموافق 11/12/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نحو برنامج سياسي مقاوم وموحِد للجميع.....عدنان الصباح

 

 

 هناك بديهيات باتت ثابتة في القضية الفلسطينية ولم يعد يختلف عليها احد

 

اولا: ان دولة الاحتلال لا تفكر ابدا بالتخلي عن أي جزء من الاراضي المحتلة عام 1948 وعام 1967 ولا باي حال من الاحوال ومهما كانت الضغوط ان  السياسية ان وجدت اصلا

ثانيا: ان دولة الاحتلال اعطت للشعب الفلسطيني قطاع غزة وهو المكان الوحيد الذي ستسمح بقيام دولة فلسطينية به منزوعة السلاح وتحت الحماية والرقابة الدائمة من أي جهة شريطة وجود مشاركة من دولة الاحتلال

ثالثا: ان العبء السكاني والكثافة العربية التي تحمل جنسية دولة الاحتلال هي العبء الوحيد على يهودية هذه الدولة والخطر الوحيد المحدق بهم

رابعا: ان دولة الاحتلال تخطط وتنفذ على الارض مشروع تقطيع اوصال الضفة الغربية والغاء تواصلها عبر اقامة كتل استيطانية كبيرة عازلة لمناطق الضفة الغربية عن بعضها البعض

خامسا: انتهت دولة الاحتلال تقريبا من تهويد ما ارادت تهويده في القدس والاغوار وغرس وطوير المستوطنات في المناطق التي ارادت في الضفة الغربية

سادسا: تمكنت دولة الاحتلال من اخراج الجزء الاكبر من اهالي القدس الى الضواحي خارج السور بعملية ترانسفير مخططة لتصبح القدس ذات اكثرية يهودية مطلقة

سابعا: ان دولة الاحتلال ستحول المناطق الفلسطينية المقطعة الاوصال بما فيها بعض مناطق المثلث ووادي عارة الى مناطق  لا تحمل جنسية دولة الاحتلال.

ثامنا: ان دولة الاحتلال تريد في نهاية المطاف ما تبقى من الفلسطينيين في الضفة والمثلث ووادي عارة وقد يكون اكثر كبدو النقب مجدر بقايا سكان اصليين يعيشون في محميات تحمل صفة الحكم الذاتي لكل منطقة على حدة.

كل ذلك بعد توسيع وتطوير كل الادوات والاليات الكفيلة بتقليل عدد الفلسطينيين داخل فلسطين الى اقل رقم ممكن عبر تنغيص حياتنا وتعكير صفوها وتشجيع الهجرة بالاتفاق مع عديد الدول التي باتت توجه اعلاناتها يوميا للفلسطينيين للحصول على جنسيات واقامات في دول مختلفة وهناك الالاف يفعلون ذلك واذا واصلت دولة الاحتلال ذلك  من اعمال القتل والهدم والمصادرة والتهويد دون مواجهة فلسطينية حقيقية فان اعداد الساعين للهجرة ستتزايد اكثر بكثير مما هي عليه اليوم.

في الجانب الفلسطيني هناك ايضا بديهيات لا احد يستطيع انكارها

اولا: ان الانقسام الفلسطيني الفلسطيني بات راسخا بشكل لا يبدو معه ان هناك امل بإنهائه

ثانيا: ان لا برنامج سياسي فلسطيني موحد ولا اتفاق فلسطيني فلسطيني على أي شيء

ثالثا: ان الفلسطينيين منشغلين بمشاكلهم وصراعاتهم ومناصبهم وان لا احد يلتفت للهم الوطني

رابعا: شلل تام في مؤسسات السلطة والمنظمة تشريعيا وتنفيذيا وقضائيا

خامسا: العالم جميعا تقريبا لم يعد يهتم بما له علاقة بالقضية الفلسطينية

سادسا: مؤتمر القمة العربية الاخير اثبت رغم كل الكلمات الدافئة كارض الجزائر ان ما قيل عن القضية الفلسطينية كان كلام مجاملة للجزائر وليس لفلسطين.

وباختصار شديد فاذا لم يتوحد الفلسطينيون شعبا وفصائل حول  برنامج سياسي مقاوم فان ما تبقى من القضية الفلسطينية سيضيع على ايدينا نحن قبل الاحتلال

 

2022-11-04