بذل شهيد محمود، وهو موظف حكومي متقاعد في باكستان، قصارى جهده لإقناع ابنه بعدم السفر إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل، لكن شهريار سلطان (25 عاما) كان مصمما على مغادرة البلاد.
ويخشى الأب الآن أن يكون ابنه من بين الذين فُقدوا في حادث غرق زورق قبالة اليونان يوم الأربعاء إذ يُعتقد أن مئات الأشخاص لقوا حتفهم في هذا الحادث المأساوي، من بينهم باكستانيون.
وقال محمود (60 عاما) إن أحد وكلاء السفر المحليين طلب 2.2 مليون روبية باكستانية (7653 دولارا) مقابل سفر ابنه ووعده بتحقيق أرباح جيدة في أوروبا. ولم يذكر اسم الوكيل.
وأضاف "حاولت منعه وطلبت منه أن ينسى الأمر برمته. لكن وكيل السفر سيطر على عقله بالكامل وقال له 'سيستغرق الطريق يومين إلى ثلاثة أيام فقط'. كان ابني ساذجا لذلك ذهب معهم".
وتابع قائلا "لقد أرسل إلي رسالة نصية قال فيها إنه في قارب على متنه نحو 400 إلى 500 شخص. كان من المتوقع أن يظلوا في البحر لمدة خمسة أو ستة أيام".
وقال عدنان افتخار، ابن عم سلطان، إن الأسرة تأكدت أمس الجمعة من وفاة أحد الذين كانوا بصحبة سلطان.
وتعاني باكستان من ارتفاع قياسي في معدلات التضخم وتباطؤ اقتصادي تفاقم بسبب الفيضانات المدمرة العام الماضي.
خطأ جسيم
يُعتقد أن عدد القتلى جراء الكارثة التي وقعت يوم الأربعاء يصل إلى عدة مئات إذ أشارت روايات الشهود إلى أن ما بين 400 و750 شخصا كانوا على متن قارب الصيد الذي غرق على بعد نحو 50 ميلا (80 كيلومترا) من بلدة بيلوس جنوب اليونان.
وقالت السلطات اليونانية إن 104 ناجين و78 جثة تم نقلهم إلى الشاطئ في أعقاب الكارثة مباشرة. وتتضاءل الآمال في العثور على المزيد من الناجين.
وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية السبت أن 12 من رعاياها نجوا من حادث انقلاب قارب مكدس بالمهاجرين وقع قبالة السواحل اليونانية الأسبوع الماضي لكنها لم تذكر عدد الباكستانيين الذين لقوا حتفهم في الحادث أو هوياتهم.
وأضافت أن السلطات حثت من يبحثون عن أقارب مفقودين على تزويد الوزارة بوثائق الهوية وتقارير عينات الحمض النووي من المعامل المعتمدة.
وقال رئيس الوزراء شهباز شريف في تغريدة على تويتر السبت "قلوبنا ودعواتنا مع العائلات الثكلى التي فقدت أحباءها في كارثة العبارة المؤسفة في البحر المتوسط قبالة سواحل اليونان".
وأشار مسؤولون بالحكومة اليونانية إلى أن معظم الركاب كانوا من مصر وسوريا وباكستان.
وقال محمود "هذا كله خطأ جسيم. يتعين على الحكومة اتخاذ إجراءات صارمة ضد وكلاء (السفر) هؤلاء".
رويترز