في حوار أجرته لـ"الوسط اليوم" الاعلامية بيان مقبل
أحد كتاب دراما مصر اللذين يتميزون بالابداع والنزاهة والكفاءة العالية في الكتابة ، ألقبه بالمفكر والفيلسوف والذي أهَّلَهُ لذلك هو التميز من الدرجة الأولى في صناعة الدراما بكل أنواعها الدراما الصعيدية ، الخيالية ، المسرح وغيرها الكثير ، يصنع من الجمال الابداعي الكثير وذلك من خلال أدواته الدرامية الخاصة ، حيث الحوار المعمق ، اللغة العالية ، والوفاء لقيمة الصورة والمشهدية .
استضفت في هذا الحوار اللطيف صانع أبرز الحكايات الخيالية وأرقاها ، سيشدنا بحذاقته نحو عالم ألف ليلة وليلة، إحدى الأساطير التاريخية التي طالما عشقنا تفاصيلها ، سيأخذنا في بحر جبروت شهريار وحنكة شهرزاد ، وبين سطور ألف ليلة وليلة أحداثاً عديدة ووافرة .
معي ومعكم في ضيافتي الاعلامية الكاتب الكبير الأستاذ أنور عبد المغيث وحديث مطوّل في عالم ألف ليلة وليلة العمل المنتظر في رمضان لهذا العام .
أستاذ أنور أرحب بك في ضيافتي الاعلامية المتواضعة ، سعيدةٌ جداً بحواري معك ، لأنك في الحقيقة من أهم كتاب الدراما المصرية التي كبرنا عليها وترعرعنا في عالمها ، أهلا وسهلا بك بين قرائك وجمهورك الذي اشتاق لإشراقات فكرك وكتاباتك الجميلة التي طالما تابعنا حرفيتها على الشاشات العربية … أهلاً بك .
أشكرك جزيل الشكر يا عزيزتي على هذه الاستضافة وأشكرك جزيل الشكر على تقديمكِ الجميل ، سعيدٌ جداً بتواجدي معكم .
أستاذ أنور في البداية ، ألف ليلة وليلة قصة دائماً تستهوي الكتاب ، تستهوي القرَّاء من خلال قرائتهم للروايات وتستهوينا نحن أيضاً من خلال معرفتنا ببعض تفاصيلها ، كيف تناولها الكاتب أنور عبد المغيث ؟
في الحقيقة هناك العديد من الأساتذة الكبار والكتاب في الإذاعة المصرية والتلفزيون المصري ، قدموا ألف ليلة وليلة بصور عديدة ومختلفة ، ولكن بالنسبة لأنور عبد المغيث سأقدمها بشكلٍ مختلف لأنني أتعامل في هذا العمل مع فكرة البطل الشعبي ، وفي منظور الأغلبية البطل الشعبي متواجد فقط في أدوار الأكشن ، ولكن البطل الشعبي في منطلق الدراما يخرج من حدود قضية شخصية يعيش بها إلى فضاءٍ أوسع بأن واقعه ينتقل إلى حدود الإنسانية بأكملها في لحظة معينة ، ويعيش وفق دوافع شريفة يصادف من خلالها صراعات كثيرة وتحديات مختلفة ليحقق في نهاية الأمر الهدف الإنساني النبيل الذي يعود بالخير على واقعه .
جميل جداً ، ولكن إن أردت الغوص أكثر في عالم ألف ليلة وليلة أستاذ أنور ، لما اخترت كتابة نص هذا العمل بالتحديد على الرغم من أن هناك الكثير من القصص الدرامية التي من الممكن تستهوي أنور عبد المغيث ؟
في الحقيقة أنا معني بالثقافة العربية والتراث الشعبي ، نص ألف ليلة وليلة لا يمنحكِ مفاتيح قرائته بسهولة شديدة ، لابد من مصاحبة النص ، ليساعدكِ في كيفية تعلم قرائته ، لأن النص ليس مجرد حكايات متوالدة مع بعضها البعض ، إنما تبدأ بشهريار وشهرزاد ومن ثم تتوالد الحكايات ليلة بليلة من داخل نسق الحكاية الرئيسية ، فالنص يدور حول معاني أساسية ، ومن وجهة نظري فهو نص مقاوم يقدم رؤية عالم واضحة ولا يخلوا من الهدف والمعنى .
في طبيعة الحال عندما يُقدم الكاتب على كتابة عملٍ ما، يرى أمامه بطل العمل من خلال كتابته ، لما اخترت النجم ياسر جلال بالتحديد بطلاً لهذا العمل ، ماهي المميزات التي جعلتك أن تُفضِّل النجم ياسر جلال دوناً عن غيره ؟
وبالطبع نوجه له التحية الكبيرة من خلال وكالة الوسط اليوم
في الواقع ياسر جلال كان مطروحاً منذ البداية بطلاً للعمل ، وبالمناسبة أنا أطلق عليه لقب ( عم النجوم ) ، وذلك بسبب خبرته الكبيرة في مجال التمثيل وفهمه العميق في الدراما ، فهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية والأول على دفعته ، فكوني ككاتب دراما أتعاون مع نجم بحجم ياسر جلال وأصل معه إلى تفكير درامي مشترك ، فهذا نوع من التحدي الكبير بالنسبة لي ، وأنا في الحقيقة حظيت بطرحه بطلاً للعمل .
أحسنتم الاختيار فهو ممثل من العيار الثقيل وننتظر ابداعاته على شاشاتنا الرمضانية كعادته ، فيما يخص تكرار العمل أستاذ أنور ، مسلسل ألف ليلة وليلة ليس بنسخته الأولى ، هناك العديد من الكتاب تناولوا كتابة هذه القصة منهم الكاتب أحمد بهجت ، محمد ناير وغيرهم الكثير ، ألن تقلق من وجه المقارنة بعد عرض العمل ؟
في الحقيقة كل من كتب هذه القصة وعالجها درامياً فقد أبدع ، ولكن كتابتي مختلفة عمّا قدم سابقاً ، فالعمل يحمل قيمة ويحمل مضمون ، وفي طبيعة الحال يجب على الكاتب أن يكون مهيئاً دائماً لتكنيك الكتابة المتطورة ، ويجب أن يكون مُلِّماً بصناعة الدراما ، وأن يستخدم أدواته الخاصة وأن يتصور الشكل النهائي للموضوع ، فكل الأسماء السابقة قدمت فناً جميلاً وإبداعاً راقياً ، ونحن بدورنا نحاول أن نقدم العمل من زاوية مختلفة .
نتمنى لكم التوفيق أستاذ أنور وبكل تأكيد سيكون العمل رائعاً جداً وفي الحقيقة مسلسل ألف ليلة وليلة من الأعمال المنتظرة في الشهر الفضيل ، ولكن إن أردنا الحديث أستاذ أنور عن آراء الجمهور المختلفة حول عرض الأعمال التي تناقش الأحداث الخيالية ( الفانتازيا ) في هذه الفترة الزمنية ، هناك بعض الآراء التي صرحها الجمهور بأن عرض مسلسل ألف ليلة وليلة غير ملائم لهذا العصر ، ما ردك على هذه الآراء ؟
الفنتازيا عزيزتي تخلق فسحةً للخيال ، والخروج من أسر الواقع المعيشي الضيق الذي يحاصرنا في كل شيء ، فما بين الحين والآخر يستهوي بعض المشاهدين أن يدخلوا في عالم يبعدهم عن قيد هذا الواقع المعتاد المتكرر ، من منا لم يشعر بتفاصيل الواقع الصعبة والثقيلة التي لا تنتهي ، فبرأيي الأعمال التاريخية الجيدة أو الأعمال التي تحتوي على فسحة خيال كبيرة ، تعطينا فرصة للتجدد الإنساني الذي يساعدنا في الابتعاد عن أسر الواقع المعيشي ، وتفاصيله المملة ، فهذا جزء من مهامنا أن نبعدكم عن هذه التفاصيل للحظات ، وحتى على مستوى الجيل الجديد نحرص على أن نقدم له مادة مشوِّقة لا تخلوا من الخيال كي ننمي لديه الحس الخيالي ونساعده على التعرف على المعالم التاريخية والإنسانية التي نغفل عنها في زحام الحياة .
لمن تعود ألف ليلة وليلة ؟
ألف ليلة وليلة نص مصري له نظائر في الكتابة قبل معرفة تاريخ الرواية الرسمية ، فعلى سبيل المثال الكاتب ليكوس أبيليوس لديه نص اسمه تحولات الجحش الذهبي من قبل البلاد ، فعندما نقرأ نص الجحش الذهبي ونص ألف ليلة وليلة نشعر بأن هناك آباء بعيدين لهذه التركيبة في صياغة ألف ليلة وليلة ، فهو نص مصري والمؤلف مجهول ، وهذا دليل على عبقرية الأدب الشعبي لأنه نص مقاوم .
حقيقةً أستاذ أنور تحمست كثيراً لمتابعة مسلسل ألف ليلة وليلة ، وجمهورنا العربي أيضاً متحمساً لمشاهدته ، بما يعدنا الكاتب أنور عبد المغيث ؟
أعدهم وأعدكِ أنتِ أيضاً بأن ألف ليلة وليلة المنتظر مختلف تماماً عما قُدِّم سابقاً على الشاشة الصغيرة ، فالعمل كما قلت لكِ يحمل ثيمة البطل الشعبي ، وليست مجرد حكاية من تلك الحكايات في تراثنا العربي ، ونحن نسعى لتقديم رؤية جديدة لعوالم ألف ليلة وليلة شديدة الثراء .
نتمنى لكم التوفيق أستاذ أنور ، سُعدت كثيرا بهذا الحوار ، وسُعدت بمعرفة الكثير عن عوالم ألف ليلة وليلة ، الذي من المؤكد أنه سيكون من أضخم الانتاجات الدرامية لهذا العام …. أشكرك جزيل الشكر …
كل الشكر والمودة عزيزتي ، أتمنى لكِ التوفيق في خطواتكِ وسعدت كثيرا بمعرفتك فأنتِ اعلامية على درجة عالية من التحضر والثقافة والوعي ، وأتمنى أن ينال مسلسل ألف ليلة وليلة إعجابكم جميعاً ، انتظرونا .