الثلاثاء 21/10/1445 هـ الموافق 30/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
سجال المعركة السورية/ حماده فراعنه

ما زالت المعركة الساخنة الإقليمية الدولية ، سجالاً محتدماً على أرض سوريا ، بأدوات شعبها وأرواحهم واجسادهم ودمائهم الرخيصة ، يساعدهم في ذلك متطوعون من خارج سوريا ، بعضهم يقاتل مع النظام بإعتباره حائط الصد عن مصالح التحالف السوري الإيراني الروسي ، وبعضهم يقاتل مع المعارضة المسلحة ، بإعتبارها معركة الوجود لإنتصار التيار الأصولي ، ونهضة الأمة وإستعادة أمجادها .

والنظام في سوريا ، يقاتل بشراسة ويملك مقومات الصمود ، إعتماداً على تحالف عريض قوامه حزب الله وجزء من النظام العراقي وقدرات إيران ، مدعومة بتغطية روسية كاملة ، والمعارضة تحالفاتها مكشوفة من قبل تركيا والمنظومة الخليجية وأوروبا والولايات المتحدة ، وكل طرف من طرفي الصراع ، لم يستطع حسم الصراع لصالحه بعد أكثر من سنتين ونصف ، ويبدو أن الطرفين غير قادرين على حسمه لصالح واحد منهما ، بقدراته الذاتية ، فالقرار في مواصلة المعركة ، وفي الصمود أمام الخصم ، وفي إنهائه إنما هو قرار دولي ، تتداخل فيه المصالح الإقليمية والدولية .

المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي ، وحده يقف صامتاً ، بدون تدخل مباشر وعلني ، رغم أن المعركة تجري على حدوده ، وتتواصل تحت أنظاره ومتابعاته الحثيثة ، وهو وحده المستفيد من مواصلة المعركة على أرض سوريا ، وإستنزاف شعبها وقدراته وتدمير جيشها وإضعافه .

إسرائيل لها مصلحة في تدمير التحالف الدولي المؤيد لنظام البعث وإضعافه ، ولها مصلحة في عدم نجاح المعارضة المسلحة وسيطرتها على سوريا ، ولذلك كانت تتحفز وتحرض على ردع النظام وضربه وإيذائه بعد سلسلة نجاحاته في عدد من المواقع في مواجهة المعارضة المسلحة ، وكانت متحمسة وداعمة عبر اللوبي اليهودي الإسرائيلي الصهيوني في واشنطن لدفع البيت الأبيض لإتخاذ قرار توجيه ضربات لسوريا ، بهدف إضعافها وشل قدرات الجيش السوري المتمكن ، وتلهفت نحو المبادرة الروسية بهدف نزع السلاح الكيماوي السوري ، وهو سلاح الردع الإستراتيجي السوري في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي ، وبذلك تكون إسرائيل حققت هدفين أولهما تدمير قدرات سوريا العسكرية ، وثانياً نزع سلاحها الإستراتيجي في مواجهة من يحتل أرض الجولان ، ولهذا وحدهم الإسرائيليون يكسبون الحرب عبر تدمير سوريا ، وهم يكسبون عبر المفاوضات بالتوصل إلى تسوية تنزع سلاح سوريا .

يحتاج النظام لمبادرة من طرفه بهدف لملمة أكبر قطاع من المعارضة ، وفتح حوار جدي معها ، أملاً في إشراكها في مؤسسات النظام ، على أساس توسيع قاعدة المشاركة ، لتكون سوريا للجميع ، لكل فئاتها وتنوعاتها وأفكارها وطوائفها ، على أساس المواطنة ، والتعددية ، والديمقراطية ، والإحتكام إلى صناديق الإقتراع ، في الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية ، لأن سوريا تستحق غير ما هو قائم ، من النظام ومن المعارضة ، فكلاهما وقع في الخطيئة القاتلة لنفسه ولشعبه ولسوريا .
[email protected]

2013-09-18