الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
خرابٌ على ناصيةِ الأيامِ القادمة...كريم عبدالله


وينمو الألم فتكسّرتْ المرآةُ وتسرّبَ الجحيمُ يفتحُ أبواباً كثيرةً للخراب .../ إحترقتْ مجلّداتُ الذكرياتِ تنفخُ أشباحنا هباءاً تنشدهُ المدن ... / نتسلّقُ نزولاً متطرّفينَ نتخبّطُ في عتمةٍ إلى ليلٍ يستقبلُ أحلاماً تشيخُ .....
أفراحنا المنقرضةِ عرّشَ عليها جليدٌ مِنَ الشمالِ .../ يرتّلُ صباحهُ موتٌ جماعيٌّ يرقصُ في مشيمةٍ تحترقُ بصهريجٍ هاجمَ هالاتها ../ ينفذُ في جغرافيتها منّسلاً يعجنُ غربةً طويلةً تسدُّ الأستفاقة
الحروبُ الكثيرة تزمُّ شفتيها تلتهمُ طوابيرنا في كلِّ عصرٍ .../ هذرها يطلُّ علينا كلَّ ليلةٍ متخفّياً ثقيلاً يفتري الأقاويل ... / أيّتها العانسُ أللآنَ تستولدينَ وباءاً نزقاً يسترخصُ ناصيةَ الأيامِ القادمةِ !
نتملّقُ الصباحَ البعيدَ حينَ يشخبُ فيهِ العمى ..../ نتوجّسُ خراباً يزدهرُ كثيراً تلبسهُ البيوتَ أقراطاً ..../ فــ المرآثي سواقي يورّطها النهرَ يدفنها على حدودِ شهوةِ صحراءٍ فاجرة
لمْ تخلّفْ سوى الصبرَ المريرَ تحتَ ثيابنا المهدّمةِ ينسجُ غربةً أكثرَ سطوعاً ... / العذاباتُ شاخت يعفّنها طوفان بربريّ تجحظُ الأحلام فيهِ متهالكة ... / بينما الطبولُ التي تقرعُ حوافر الحروب حاصرتنا تلحسُ اسماء المدن
تتسللُ أفراحنا تنأى بعيداً هاجعة على ابوابٍ تنحسرُ عنها الصباحات ... / يطوّقُ النوافذَ حزنٌ يفرّغُ بذورَ اليقظةِ تعتصرنا غيبوبةً تقذفنا خارجَ المدى .../ هوجاء تستدرُّ حنيناً في أديمِ السنواتِ المشققةِ هي الحرب كقنّاصٍ أرعنٍ يتربصُ بنا دوماً
نتجولُ في نفوسنا مرعوبين كمْ نخرَ فيها هذا الخراب تمخرُ فيها ( المشاحيفَ )* تحملُ توابيتنا ..../ لا كمّادات تُوقفُ نزيفَ أشباحنا المتشظّيةِ على سريرِ الفجيعةِ .../ لكننا سنجتازُ الليلَ الطويلَ نجلو وجهَ الشمسِ نُجهضُ الفتنةَ وندفنُ عظامَ ميرات اساطيرِ الخيانة
 
المشاحيف : زوراق نهريَة صغيرة .

 

2015-09-26