الإثنين 30/5/1446 هـ الموافق 02/12/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مسرحية 'أنا هو..أنت' لرهام اسحق تمرد على المسرح التقليدي...بوسف شرقاوي

كأنها استحضرت قول الراحل "محمود درويش" :اثر الفراشة لايرى..اثر الفراشة لايزول. بعرض شيق،وبأداء غير مسبوق،يعد اقرب الى التمرد على المسرح التقليدي،اتحفتنا فنانة المسرح "الادائي" رهام اسحق،بعبقرية تداخل مشاهد الفيديو ،وخفة اداء الجسد وتعبيراته،مع الموسيقى ،والإضاءة. اداء واخراج رهام اسحق،ومشاهد الفيديو لعلي الديك،وموسيقى فراس اسحق بمسرحية "أنا هو أنت" جسدت "انتلجنسيا" المسرح الأدائي،من حيث عبقرية الإخراج والأداء. رهام ارادت ان توصل الفكرة بهذا العمل الفذ بشفافية الى المتلقي،حيث اتقنت محاكاة الواقع المؤلم،وسوريالية حياتنا اليومية وادخلت "المهرج الهادف" الى عملها لتظهر ماوصلنا اليه من خواء الروح وخلوها من المشاعر،وهزيمة روح الإنسانية وشفافيتها،لصالح الرياء والفشل،وارادت ان تظهر كذلك من خلال هذا العمل "المحبوك" بتقنية عالية رغم بساطتها الى ان سمو القيم الإنسانية هي المنتصرة إن اعتمدنا محاربة الظلام بالنور،والجهل بالثقافة الحقيقة والكاملة والتي لاتقبل التجزئة،ودور المسرح والفنون الأخرى لهزيمة مايحاك لنا في الظلام. هذا الأداء التوعوي التعبيري لرهام وتوظيف الجسد بشكل رئيسي في الأداء المسرحي التعبيري،صورت مشاهد مسرحية"أنا هو.. أنت بأبهى صور الأداء التعبيريّ الحيّ والإيماء الجسدي من خلال الحركة والرقص،برؤية اداء مسرحي غير مسبوق، يوحي الى تمرد على المسرح التقليديّ. الموسيقى، اداء الجسد التعبيري، حوار الذات،الصمت،الإيماء،شكل التعبير والتفاعل مع المشاهد،لغة الجسد،من خلال حركة "الفراشة" والتي رددتها رهام مرات،اظهرت انها تجيد السيطرة والتحكم لضمان انعكاس عبقرية الاخراج مع متانة النص المكتوب.

2016-04-01