الخميس 23/10/1445 هـ الموافق 02/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نساء لاجئات يطلقن مبادرة لزيادة السلامة والأمان في مجتمعهن

غزة-الوسط اليوم:

أطلقت مجموعة من حوالي 10 نساء من مدينة دير البلح مبادرة لتحسين السلامة والأمان في منطقتهن وذلك بعد حادث وقع في شارع صلاح الدين – أحد أهم الشوارع الرئيسية الرابطة في قطاع غزة – أدى إلى موت واحدة من صديقاتهن، حيث من المحتمل أن يكون الحادث نتيجة لعدم وجود إضاءة في الشارع العام؛ كما أن الشوارع الرئيسية لا تمرعبر مخيم دير البلح للاجئين.

 

تجتمع اللجنة المشرفة على المبادرة بشكل دوري في إحدى جمعيات المجتمع المحلي وهي جمعية روافد في مدينة دير البلح، والتي تقدم لهن النصائح التنظيمية والتقنية، إضافة إلى توفير مكان ومواد للحملة، وتعتبر جمعية روافد إحدى الجمعيات التي تتلقى دعم من مبادرة النوع الإجتماعي في الأونروا عبر عدة مشاريع.

 

تتذكر وردة أبو الروس العضو في المبادرة قائلةً "عندما سمعنا بموت صديقتنا، اقترحنا على الفور إطلاق مبادرة، ومن ثم بدأنا في جمع التواقيع من أعضاء المجتمع من حولنا للحصول على دعمهم"، وأضافت زميلتها في المبادرة فاطمة أبو صفر "إن أول تحدي واجهناه هو حديث البعض بأنه لن يدعمنا أو يستمع إلينا أحد، خصوصاً لأننا نساء".

 

إلا أن التراجع لم يكن خياراً لدى المشتركات في الحملة، وأدركن أنهن بحاجة إلى أن يكن أكثر تنظيماً إذا أردن أن تؤخذ جهودهن على محمل الجد لزيادة السلامة لأطفالهن ولعائلاتهن في المجتمع، وبينما كان من الصعب مبدئياً إسماع أصواتهن، فإنه مع مرور الوقت أكتسبن الدعم من قادة المجتمع ومن عائلاتهن، والكثير من أزواجهن ممن عارضوا الفكرة في البداية هم الآن مشاركين بفاعلية ويقدموا الدعم.

 

وإلى جانب جمع التواقيع، تقوم المشرفات على المبادرة بإرسال رسائل إلى الوزارات المعنية وإلى شركة كهرباء غزة مطالبين وضع إضاءة على جزء من شارع صلاح الدين، إضافة إلى ذلك، يقوم المسؤولون في بلديات المنطقة الوسطى بمساعدتهن على التواصل مع شرطة المرور من أجل وضع نقاط للتحكم بالسرعة إضافة إلى تنظيم جلسات توعية حول قطع الطريق بأمان لأطفال المدارس ولجمهور المستفيدين من نشاطات الجمعية.

وقد شعرت المشرفات على الحملة بالتمكين من خلال عملهن المجتمعي والكثير منهن ممتنات على الدعم الذي حصلن عليه من الجمعية ليس فقط خلال المبادرة ولكن في الماضي أيضاً.

 

وقالت أمل خطاب المشاركة في المبادرة "بدون الجمعية، لم تكن لتجدنا هنا اليوم، لقد ساعدتنا الجمعية أن نكون أقوى وأكسبتنا الثقة بأنفسنا"، كما علّقت سحر أبو عمرة التي تشارك بفاعلية من ملتقى مبادرة النوع الإجتماعي التعليمي المقدم عبر جمعيات المجتمع المحلي "عندما سمعت عن الحادث، أردت أن أفعل شيئاً فأنا أزور الجمعية بشكل دوري، وهو المكان الذي تعلمت فيه القراءة والكتابة، والآن أشارك في مبادرة شعبية".

 

إلى جانب مبادرة إضاءة الشارع، تقوم النساء بمناصرة قضايا أخرى في مجتمعهن، مثل تحسين النظرة للنساء المطلقات و المهجورات.

 

ولخصت إلهام أبو حمد المشاركة في الحملة قائلةً "أطلقنا المبادرة لتحسين الأمان في المجتمع، ولكننا أيضاً أردنا أن نمكن أنفسنا ونساء أخريات ليصبحن صاحبات قرار وأن ندافع نحو مزيد من التغيير".

 

تدعم الأونروا تطوير وتمكين المرأة من خلال عدة برامج، وخصوصاً من خلال مبادرة النوع الإجتماعي، ومن أصل 101 جمعية مجتمع محلي التي تعمل مبادرة النوع الإجتماعي معهن عبر برامجها المتنوعة، تقدم 30 جمعية مجتمع محلي من مختلف أنحاء قطاع غزة - بما فيهم جمعية روافد - مساحات إجتماعية وترفيهية للنساء، مثل ملتقيات تكنولوجيا المعلومات وملتقيات رياضية وملتقيات تعليمية مخصصة للنساء، وإلى جانب هذه الأنشطة، تعتبر جمعيات المجتمع المحلي مساحات صديقة وآمنة للنساء، حيث تشعر الكثير من النساء بالتمكين من خلال المشاركة في فعاليات خارج بيوتهن ومن خلال تأسيس شبكات تعارف والمشاركة في الحياة العامة ومعالجة الأمور بأنفسهن.

 

2016-01-31