السبت 10/11/1445 هـ الموافق 18/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نزيف الدم العربي...هل يتوقف ..؟؟/ مرعي حيادري

سألني احد الاصدقاء ونحن نتمشى سويا بعيدا عن الناس ,, ووسط جبلين كبيرين وبينهما واد واسع وطويل ,, يمتد مسافة العشرات من ألكيلومترات وسرعان ما قطعنا تلك المسافات دون ان نشعر في الوقت مع ألحوار متجاوزين حدود المسافات مع الزمن ,, أنينا وتأوها وحزنا رهيبا على ما يحدث لأمتنا العربية من المحيط العربي الغربي والى مرابط خيولنا العربية في الخليج ألعربي ومع بداية غروب اشعة الشمس وحوارنا المسترسل ودون أن نشعر بوقتنا فعلا قطعنا شوطا لا بأس به من تلك المسافات (الكيلومترات) وبنا الرغبة والشوق لإكمال مشوار حياتنا نحو غد أفضل واجدى وانفع , لما فيه مصلحة امتنا العربية وما ينتابها من تشرذم وسبات لا يطاق إطلاقا حيث لم نصل لنتيجة تحليل الموت البطيء لهذه الامة العربية والإسلامية في تغيير معالمها وفقدان حضارتها ,, بين الاوراق والدساتير الحياتية المفقودة عبر هذا الزمان والغدر الذي ينتابنا من أقرب الناس لنا عربا وإسلام
ومن خلال المشي والهدوء الذي بدأ يخيم علينا ,, ومع اختفاء اشعة الشمس وغروبها ,, تكزني صديق حيث شردت قليلا متأملا غياب خيوط الشمس والظل الذي بدى يحل علينا اثناء السير,, فعاودنا الحوار متسائلين عما يدور في اروقة العالم العربي ,, وما تمر به البلاد العربية من فوضى لا مثيل لها والغدر الحاصل من اقرب الناس لأخوة لهم في الشق الاخر من ألوطن وإذا بصديقي يقول لي .. هيا لنتحرك اكثر حيث بدت العتمة تلاحقنا والفضاء على وشك ان ينحسر وينقطع , فهممنا في المشي خطوات اكثر استعجالا , ومع ان النظر مع الغروب بات رائعا في هدوئه وسكينته وجمال اشجار البلوط والخروب ورونقه يضفي علينا رونقا,, وتاريخا فلكلوريا عريقا لمن سكنوا تلك الاماكن وعابروها خلال الحروب والتاريخ المدون سابقا.
تناقشنا وتحاورنا واستمرينا في الحديث حتى باتت الطريق على وشك الانتهاء سبرا وإذا بصديقي المحاور يقول لي_ يا أخي متى ستنتهي قضايانا العربية خلافا ونفاقا وتشرذما ؟؟ ألا ترى أن ما حصل في العراف بلاد الرافدين ,, قد اضحت تاريخا يدون ويكتب ,, ولكن دون فخر أو اعتزاز ,, فقد قتلوا رئيس جمهورية كاملة في التعاون مع امريكا التي خططت مع من هم في الحكم اليوم .. ولكن دون اي شيء يحرز او يقدم لشعب ألعراق وكل ما سمعناه من حجج واهية لضرب وتشريد ابناء العراق ووضعها الحالي وبدويلاتها الثلاث والتقسيم الطائفي ,, كان مبرمجا ولا أساس لصحة ما اشيع عن (الكيماويات اطلاق)؟؟!! وما حدث في الصومال من قبل امريكا هو نفس المخطط ,, وما فعلته امريكا وحليفاتها في السودان ,, امر في قمة التمييز والعنصرية والتقسيم الطائفي ,, لكسب الثروات الطبيعية منها,, في ما يسمى (دولة جنوب السودان)..؟!
ألا ترى ان الثورات العربية التي تزحف بخريفها السلفي من مكان لأخر غربا ومشرقا ,, هي مجرد تخطيط وإستراتيجية موضوعة من اجل عدم استقرار الاوضاع والرجوع الى الوراء اكثر وهنا وضعفا في الاقتصاد والخلخلة في النظام والحكم حتى يرتبون اوراقهم على ضعف الزعماء المنافقين والمداهنين والموالين لهم؟؟ فيا ترى ليبيا ماذا يحدث لها اليوم ؟؟ فوضى عارمة وحر وبات قبائل وطوائف ,, (حلة حكم) ومن المستفيد امريكا وحلف الناتو ومن يؤيده... سرقة ثرواتها الطبيعية, وعدم استقرارها والعودة لما كانت عليه,, سيكون سنوات طويلة؟!وبالطبع هذا ما ينطبق على اليمن وعلى مصر والدور آت على المتعاونين مع الولايات الامريكيه؟!.
قطعنا شوطنا وقاربنا على الانتهاء تقريبا وبدأ الظلام يحل علينا ,, ولكن حوارنا جعلنا ننسى الفرق بين الظلمة والنهار,, لأن الحياة الانسانية على وجه البسيطة أضحت قابلة للتغيير في الجنون والفنون ,, وأصبحوا العقلاء مجانين ,, والعكس هو الصحيح .. ولم نعد كبشر قادرين الفصل بين الأصح والخطأ ,, ومعرفة أن كان هناك مايسمى القمح والزيوان أم هو الشعير الذي لا تأكله ألا البغال من الرؤساء العرب ,, وغير قادرين على مضغة ولكن اسيادهم يجبرونهم على مضغ الفول القبرصي الاكل المحبذ للحمير ,, والشعير المرغوب فيه اكلا مفضلا عند البغال..فسمعت قهقهة صديقي عاليا لمن اتكلم عن وضعي في واقعنا المحزن والمأساوي فحتى نحن العقلاء والكتاب والمفكرين ,, اصبحنا لا نميز ,, وغير قادرين على معرفة تلك الخروق الانسانية والرئاسية والملوكية والأميرية... طاعة لأسيادهم من اجل البقاء في العرش ؟!.
وقبل ان نصل الى نهاية المسار وبالقرب من الوصول للشارع الرئيسي نحو القرية الهادئة التي كانت تاريخا وأصبحت اليوم مدينة تعج بالضوضاء وعدم الهدوء والسكون قديما,, قال لي رقيقي الم ترى أن الوضع في سوريا اخذ في التفاقم لما يحاك ضد نظامها القومي والوطني من مؤامرات غربية وعربية للآسف فأجبته سوريا هي الام والقلب والوطن .. والشام تاريخنا العريق أزليا وسيتبقى بهيبتها ونظامها ,, من خلال تكاتفها شعبا وجيشا ضد كل ماهو يحاك من مؤامرات من تلك الانظمة البائدة التي تنتظر دورها اجلا ام عاجلا من نفس الحلفاء الغربيين المتعاونين معهم اليوم.
فهم يخططون لسوريا .,, تماما كما خطط للعراق .. التقسيم الى دويلات وطوائف ألم تلاحظ أن سياسة التقسيم الطائفي التي تحاك ضد دولنا العربية هي نفسها تخطيط متعاون مع الغرب ومن ألعرب وهي دليل واضح على قلة الوعي والإدراك لما حصل في دول ومواقع اخرى ؟؟!! ولكنها لم ولن تحدث في قلب سوريا الشام والأصالة والوحدة الكاملة والمتكافلة وبأذن الله سينتصرون على العملاء والمرتزقة والمأجورين..
تصافحنا لنودع بعضنا على الحوار الذي كان لا بد وان نتحدث فيه ,, لأنه امر الساعة والحدث ,, وما يقلقهم هناك يقلقنا هنا كعرب في المغرب والمشرف وودعنا بعضنا على أمل اللقاء في مسار أخر لنكمل مشوارنا المستقبلي تحليلا .. متى سيتوقف نزيف الدم العربي ومتى وكيف؟!!
وان كنت على خطأ اعزائي وقرائي صححوني.

2012-09-05