الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رغم شلال الدم غزة ستنصر/ بقلم :- راسم عبيدات

 الاحتلال الصهيوني وكل ألوان طيفه السياسي من أقصى يمينها المتطرف الى بقايا يسارها الشكلي والورقي،تصنع أمجادها وفوزها في الانتخابات للكنيست الصهيوني من خلال الجرائم والمذابح والإيغال في الدم الفلسطيني والعربي،وهي اعتادت على هذا المسلسل الدموي،بدعم وغطاء مباشر من عدوة الشعوب الأولى أمريكا،وهي كانت تستبيح العواصم العربية من محيطها إلى خليجها تقصف وتدمر وتقتل دون حسيب او رقيب،إلى أن كان العدوان الصهيوني على المقاومة اللبنانية ورأس حربتها حزب الله في تموز/2006،حيث أدرك الاحتلال بان هذا الزمن قد تغير،فحزب الله صمد وانتصر ومرغ أنف جيش الاحتلال،وكذلك غزة في عدوان كانون أول/2008 صمدت هي الأخرى. امريكا التي ما زال البعض في الساحة الفلسطينية،يراهن على انها قد ترى الأمور بعيون غير إسرائيلية،لأنه مصاب بعمى ألوان،فأمريكا هي رأس الأفعى وما يتغير فيها هو جلدها فقط،وهي المظلة الراعية والداعمة والمسؤولة الأولى والمباشرة عن كل ما ترتكبه اسرائيل من مجازر بحق شعبنا والتنكر لكل حقوقه المشروعة،فها هي تغطي وتدعم العدوان الصهيوني على شعبنا في قطاع غزة،كما دعمته وغطته في عدوان كانون اول/2008،وهي يا دعاة نهج الحياة مفاوضات،من يرفض التوجه للأمم المتحدة من اجل الحصول على دولة غير عضو فيها،فهل بعد كل هذا الوضوح نحتاج الى "تهريجكم" حول الاستمرار في المفاوضات؟؟ ألآن أقول اخجلوا من أنفسكم فهي فرصتكم التاريخية،من أجل قبر خيار المفاوضات إلى غير رجعة،وحل سلطة متهالكة،هي أسوء وكيل رديء للاحتلال،الدم الذي يسيل بغزارة في غزة ودماء الشهداء المتزايدة أعدادهم بفعل العدوان الهمجي،يجب أن تدفعكم من اجل أن تتخذوا قرارات ترتقي الى مستوى المسؤولية،قرارات تشرع في إنهاء جدي وفوري للانقسام،فالاحتلال بالقدر الذي يستهدف فيه غزة بكل ألوان طيفها السياسي ومقاومتها،فهو يستهدف الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني،فرأس الجميع مطلوب،والاحتلال يستهدف الإنسان الفلسطيني في كل مكان،ولذلك تحللوا من كل قيودكم والتزاماتكم وكونوا في الخانة والموقع الذي يريده لكم شعبكم،والعدوان على غزة فرصة تاريخية،من أجل ان يستعيد الوطن وحدته ويؤد الانقسام المدمر،فالوحدة هي قاطرة الانتصارات،وغزة التي جربت العدوان والقصف جواً وبر وبحراً في أواخر عام/2008،دفعت ثمناً باهظاً ولكنها في النهاية صمدت امام جحافل المغول،وتعرف كيف تدافع عن نفسها وتقبر الغزاة،فالدم الفلسطيني يوحد كل ألوان الطيف السياسي والفصائلي في القطاع،ويجب ان يوحد شعبنا وفصائلنا في الضفة الغربية،وفي كل مكان.
الآن لا وقت للحديث عن مفاوضات ثبت فشلها وعقمها،فالاحتلال لا يعرف غير لغة واحدة،والعالم لا يحترم الضعيف،ولا وقت للمزايدات او المهاترات،فشعبنا رغم كل الأسلحة المحرمة دولياً صمد في وجه ما أسماه الاحتلال "الرصاص" المصبوب،واليوم شعبنا وقوانا بكل الوان طيفها السياسي ستصمد وستهزم العدو فيما يسميه عملية الأعمدة المتدحرجة.
أنا واثق بأن غزة رغم فداحة الخسائر وشلال الدم الغزير،لن تهزم بل ستصمد وتصمد،وتقرب فجر حرية هذا الشعب المعطاء والتضحوي.

2012-11-14