الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نهاية رئيس أم نهاية أمه!....دكتور ناجى صادق شراب

 الصحفى الأمريكي توماس فريدمان يتسائل بقدر من عدم التفاؤل هل انتخابات 2020 تدشن لنهاية الديموقراطية الأمريكية . ويحذر أنه ربما لا ترى أمريكا انتخابات نزيهة حره ولا إنتقالا شرعيا سلميا للسلطة في حال خسارة الرئيس ترامب. فالتشكيك في الانتخابات والإتهامات بتزوير الأصوت بدأت من قبل ترامب قبل أن تبدأ الانتخابات.الكل متفق على أن الانتخابات القادمه هي الأخطر وستكون غير مسبوقه.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيو نجستاون بول سراسيك يقول:ترامب يميل بطبعه إلى تعطيل الظروف الراهنه، كما أنه يحمل ثقة  مطلقه بقدرته على إصلاح ما يدمره من غير قصد.لكن من سؤ حظه تختلف مهارات سبب المشاكل أي الشجاعة والجرأة والوقاحة عن الدقة والهدوء والتنبه إلى التفاصيل وهى المزايا اللازمة لمنع أي أضرار إضافيه .لا يريد الناخبون المتأرجحون مسؤولا بهذه المواصفات ، بل يفضلون شخصا قادرا على تبديد مختلف الأزمات ، لا يكفى الإعتماد على قاعدته الإنتخابيه بل ضرورة كسب الطبقة المتوسطه أمرا ضروريا. الرئيس ترامب لا يمل من الحديث عن نفسه ، ولا يركز على التفاصيل.أما أستاذ التاريخ ألأمريكى والمعروف بتنبؤاته  الان ليختمان، يتنبأ بفوز بايدن على ترامب .وكان من القليلين الذين تنبؤأو بفوز ترامب في انتخابات 2016، ويستند في توقعاته على فوز الديموقراطيين في الإنتخابات النصفية عام 2018، وإستمرار جائحة الكورونا وتزايد الإصابات والوفيات, والإحتجاجات المجتمعية في اعقاب مقل جورج فلويد وما زالت تداعياتها قائمه. والسبب الثالث محاكمة عزله، وإن كان خرج منها لكنها ما زالت تلقى بظلالها  لعدم القناعة ببرائته. وعدم تحقيق إنجازات سياسية وعسكريه كبيره، وتفتقد شخصيته الكارزمية . ومما يعمل لصالجه انه لا منازع له في حزبه، وبايدن المرشح الديموقراطى ليس كارزميا ولا ملهما. ولا شك أن الرئيس ترامب تواجهه تحديات ومشاكل كبيره لم تكن متوقعه لديه مثل كتاب بولتون ، وكتاب إبنة شقيقه الأكبر.وقد وصفت الرئيس ترامب بالكذب. هذا وتشير إستطلاعات الرآى العام لتقدم بايدن على الرئيس ترامب بما يقارب العشر نقاط، وجاء إختيار كامالا هاريس التي تتسم بالكارزمية والحيوية بأصولها الجاميكية الهندية ضربه قويه لترامب وتقلل من فرص فوزه ثانية . بعيدا عن هذه التحليلات وإستطلاعات الراى التي تؤكد فوز بايدن، يبقى التساؤل عن ردود فعل ترامب ، وما هي السيناريوهات المتوقع والتي قد تهدد بنهاية ألأمة الأمريكية وتشدها لحرب أهليه ، كما أشار الصحفى توماس فريدمان.أبرز السيناريوهات الطعن في نتيجة الانتخابات وعدم التسليم بنتيجتها . وسيناريو المطالبة بإعادة الفرز ، والسيناريو ألأخطر دعوة الجيش لإحتلال كل المدن ألأمريكية ، لا ننسى ان الرئيس الأمريكي يبقى رئيسا حتى 20 يناير 2021 ، اى ان ترامب وفى حال خسارته سيبقى رئيسا حتى هذا التاريخ وبإمكانه إصدار الكثير من القرارات التنفيذية ، ويمارس سلطاته وصلاحياته . وماذا لو لم يغادر الرئيس ترامب البيت الأبيض؟ المعلوم في ألإنتخابات الرئاسية ألأمريكية كل الرؤساء ألأمريكيين تركوا مناصبهم منذ جون آدمز دون حوادث.ويمكن اللجؤ إلى راى المحكمة العليا التي بيدها الحسم وتصدر حكما سريعا ،الذى يدعو للقلق التصريحات المختلفة التي يرددها الرئيس ترامب وطبيعته الديكتاتورية .فهو دائما يؤكد على أنه رئيسا لمدى الحياة ، وإعجابه بسلطة الديكتاتوريين. بقوله: تمنيت أن أفعل ما أريد مثل العديد من الطغاة. ويعتبر نفسه أنه هدية من السماء ومعصوم من الخطأ، ونرجسى الشخصية ، والأكثر غرابه مدحه رؤساء مثل بوتين ووصفه بالرجل العظيم, ومدحه أيضا لشخصية أردوغان وأنه من أكثر المعجبين به.  ورئيس كوريا الشماليه, ، وبثقة تجعلها يفكر بأسلوب أصحب النظرية ألألهية انا من بنيت أكبر إقتصاد في العالم، وأنا من يستطيع إعادة بنائه، وأن الله قد اختاره لذلك.  شخصية بهذه المواصفات ليس سهلا أن يتقبل الخسارة والهزيمة وتسليم السلطة بطريقة شرعية سلميه، ولعل أخطر السيناريوهات دعوة الجيش للتدخل ، وقيام العديد من أنصاره وهم مسلحونبالتظاهر في الشوارع وجر البلاد لحرب أهلية  إذا ما أندلعت ستعرض حلم ألأمة ألأمريكية للنهاية . وبالمقابل عندما سئل بايدن في حال فوزه ماذا سيفعل ، أجاب سأطالب الجيش بإخراجه بالقوة من البيت ألأبيض ، لكن السؤال أنه لا يمكنه إخراجه قبل نهاية فترة رئاسته في يناير 2021 .هذه الانتخابات خلاف لما سبقها تأتى في وقت تتزايد فيها مظاهر الإنقسام المجتمعى والسياسى وألإستقطاب ، وسيادة خطاب سياسى ميكيافيلى منزوع من الأخلاق، المهم فيه أن يفوز الرئيس ترامب حتى لو كان ذلك على حساب وحدة الأمة الأمريكية . وكما أشار أننى نقلت السفارة ألأمريكية للقدس وأعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل من أجل الإنجليكيين اى ليس من أجل أمريكا. في هذا السياق تبقى كل الإحتمالات مفتوحه ، لن تتم عملية تسليم هادئه للسلطه ـ وقد تكون مصحوبه بدرجة عاليه من العنف والإحتجاجات ل من جديد. أقل من ثلاثة شهور ويتقرر مصير ليس الرئيس ترامب بل مستقبل الديموقراطية والحلم ألأمريكى ومستقبل أمريكا القوة ألأولى في العالم .
 [email protected] 

 

2020-09-06