الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
التطرف الهندوكي في زمن العلمانية....سمير الهنائي

التطرف الهندوكي في زمن العلمانية) العلمانية التي طالما تغنى بها البعض بشكل مبالغ في الهند كتجربة مثالية عالميا ،فهذه إحدى المجتمعات العلمانية التي تطل على العالم بين الحين والاخر في مواصلة صراع الإديان ، والكثير من الكتاب والمنظرين للعلمانية ابدعو على مضي سنوات وبحماسة زائدة يكاد يحسدون عليها بأن الهند هي التجربة المثالية والناجحة للفكر العلماني وينبغي على العالم أن يدرس التجربة الهندية ، لما يعتقدون بأنها بلد توافق وقبول للتعايش السلمي بين عشرات الديانات والطوائف ، لذلك مازلت متشبتا بما لايدع مجالا للشك بأعتقادي أنهم لم يصلو لحقيقة كاملة والمعادلة هكذا لا يمكن للإنسان أن يصل إلى حقيقة ما بسهولة فقد يرى حقائق لكنه لايصل إلى حقيقة فمن هذا المنطلق يحاول الاخوة العلمانيين دائما تلميع الفكر العلماني بأنه يزيل التعصب ويذوب الخلافات المذهبية والدينية ولكن الواقع هو عكس ذلك. وشخصيا عايشت المجتمع الهندي كثيرا ما بين الفترة 2008-2019 بشكل متقطع وقرأت لبعض المفكرين الهندوك وكتبت عن الإحزاب السياسية المتعصبة مرات عدة وخالطت جماعات متشددة واخرى مسالمة فأجتمعو جميعهم على كراهية الدين الإسلامي سوى تلميحا أو صراحة معي فهو صراع أبدي بحسب مافهمت كردة فعل حول مافعله المغول في الهندوس ذات زمن .فسيستمر هذا الصراع يتوارث ومتوارث للآجيال الهندوكية .فما زالت الكتب تطبع بماتحتوية من أفكار مؤججة للصراع الأبدي في بعض المدارس داخل المدن ذات كثافة هندوكية . كما أن الخطر (المحمدي) كما يوصمون بها المسلمين بهذا المسمى هناك و هم الخطر القادم على الأمة الهندية ، فيبدو هذا الفكر لايزال يواصل إبادته لتصفية مايقارب 300 مليون مسلم هندي بطريقة مباشرة . وهذا ماشاهدناه خلال الفترة الماضية عبر الوسائل المرئية والمقرؤة داخل الهند من اعتداءات غير إنسانية في حق المسلمين هناك وغالبيتهم آجيال وشباب ولكن التشبع العقائدي والفكري بلغ ذروته داخل المجتمع ودقت ساعة الصفر لدفع هذا الصراع بقوة ويجب أن لايتوقف إطلاقا فهو الذي بدأ في مطلع الستينيات من القرن الماضي والتي وثقها التاريخ من اعتداءات و مذابح وهجمات إرهابية واغتيالات متعددة ومما لاشك إبرزها اغتيال المهاتما غاندي المدافع عن الإقليات في الهند الذي دفع حياتة ثمنا للسلام والتعايش ، فسيظل المسلمين يدفعون الثمن جرأ هذا الصراع وسيذهب ضحايا كثيرون مالم يقوم المفكرين الهندوك بمراجعات فكرية والمضي نحو السلام وإذابة الخلافات التي عفى عليها الزمن وترسيخ عقيدة جديدة تتسم بالوئام والتسامح ونبذ الشر ،وبغير ذلك لن تجدي لا بالحلول السياسية ولا بقوة السلاح ولو أجتمع العالم بيد واحده فالعقيدة والفكر لايتغيرون الا بفكر ، فسوف تستمر الإعتداءات وقتل المسلمين داخل الهند بين الفينة والاخرى كما لانستبعد أن يكون هناك ردات فعل مشابهه من الجانب الاخر والعتب على من يبدأه فنسأل الله العلي القدير أن يرحم ويحفظ اخواننا المسلمين هناك وأن يعم الىسلام العالم أجمع.

سمير الهنائي_كاتب من سلطنة عمان

2022-03-03