الأربعاء 22/10/1445 هـ الموافق 01/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ابرز عناصر اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني على مدى التاريخ " 1 "......نضال العضايلة

يتسابق القادة الإسرائيليون في خطاباتهم نحو التطرف بشكل دائم تجاه الفلسطينيين والعرب في محاولة لإرضاء القوى اليمينية الحريدية التي تسيطر على الكنيست وكذلك القوى الدينية الصهيونية. ولا يترك القادة الإسرائيليون في الحكومة أو المعارضة مناسبة إلا ويتحدثون فيها عن زيادة الاستيطان أو إقامة "الهيكل" أو يشنون هجوماً على العرب والفلسطينيين، كأن شعار هؤلاء الساسة "تطرف أكثر" لتنال رضا الجمهور الإسرائيلي. فإلى أين وصل هذا التطرف الحكومة الإسرائيلية؟

ولماذا يتسابق الساسة الإسرائيليون نحو التطرف دائماً؟ وكيف تساعد الحكومات الإسرائيلية على التطرف دائماً؟.

التاريخ، عرف حلقة معاداة أبناء صهيون للمسلمين والعرب، والضغينة ضد أبناء الشعب الفلسطينى الصامد فى وجه الاحتلال الصهيونى الغاشم منذ العام 1948، وعلى مدار تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، ومن قبل ظهور الدولة العبرية إلى النور، كان هناك العديد من الشخصيات التى حملت العداء للعرب والمسلمين، وكانوا سببا فى اشتعال الصراعات الدموية على مدار التاريخ العربى الحديث، وفي هذا السياق نلقي الضوء على أبرز هؤلاء: يهودا الكلعي كان حاخام الطائفة اليهودية في يوغسلافيا، فى الربع الثانى من القرن التاسع عشر، واستطاع هذا الحاخام الصهيوني أن ينمي في أوساط الجماعات اليهودية، حلماً دينياً فردياً بالذهاب إلى القدس والأرض المقدسة، وعملت أفكاره الصهيونية على تحويل هذا الحلم الفردي إلى مشروع سياسي استعماري، وكان من أوائل من تقدموا بطلب إلى الدولة العثمانية، للحصول على أرض لليهود فى فلسطين مقابل إيجار سنوى، يحدده أحفاد آل عثمان. ليون بينسكر واحد من زعماء الحركة الصهيونية العالمية الأوائل، وهو رائد ومؤسس وقائد حركة محبي صهيون، كان لديه توجه قومي يهودي من صغره، متأثرا بوالده سمشاه بينسكر الذي كان مدرس لغة عبرية، كان من أوائل اليهود الذين ارتادوا جامعة أوديسا حيث درس القانون، أدرك لاحقاً عدم إمكانيته ممارسة المحاماة بسبب الحصة المفروضة على المهنيين اليهود فاختار الطب بديلاً. كان من أشهر أقواله "أن الحل الوحيد خلق قومية يهودية وإيجاد شعب له كيانه الخاص وأرضه"، ساهم فى تأسيس جمعية أحباء صهيون فى عام 1882، وأسس مستوطنة بتيح تكيفا، وكان من أوائل من نادوا بتأسيس دولة عبرية. تيودور هرتزل صحفى يهودى نمساوى، يعد المؤسس الأول للهيئة السياسية الصهيونية وأول الداعين لتأسيس وطن قومى لليهود فى فلسطين، اهتم بقضية اليهود وكرس وقته من أجل تقديمها إلى العالم كقضية من أجل مساندتهم فى تأسيس وطن قومى لهم، وهو ما ظهر واضحا من خلال كتابه " The Jewish State" الذى صدر فى عام 1896. ورغم أن "تيودور" رحل قبل نحو 40 عاما من إعلان دولة الكيان الصهيونى، إلا أن اليهود ينسبون إليه الفضل فى قيام دولتهم ومن قبلها وعد وزير الخارجية البريطانى آرثر بلفور عام 1917، حيث سبق ونظم المؤتمر العالمى للصهيونية الذى عقد فى بازل السويسرية عام 1897، والذى أقر المنظمة الصهيونية العالمية وأصبح أول رئيس لها، كما أنه يعتبر صاحب الفضل الأول فى جعل الصهيونية حركة سياسية عالمية، ويتم وصفه بأنه كان دبلوماسى ومنظم سياسى لا يعرف الملل. حاييم وايزمان من أشهر الشخصيات الصهيونية في التراث الصهيوني، قام بتطوير طريقة متقدمة في التخمر الصناعي ساعدت في إنتاج كميات كبيرة من الأسيتون، والتى استعملت فيما بعد لتصنيع القنابل. ينسب إليه الفضل فى وعد بلفور، بعدما أعطى الحكومة البريطانية فكرة التخمير الصناعى سالفة الذكر، وكان من أوائل من دعوا إلى تقسيم فلسطين التاريخية. كان وايزمان رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية بين عامي 1920 و1946، ثم انتخب رئيسا لدولة إسرائيل في عام 1949. زئيف جابوتينسكي واحد من أبرز قادة الحركة الصهيونية عبر التاريخ، وهو يهودى أوكرانى، ولد عام 1880، ويعد من دعاة العنف الاوائل فى الحركة العبرية، وبسبب اعتداءات على الفلسطينيين شنتها عصابة الهاغاناه في أبريل 1920 في القدس تم إلقاء القبض عليه وحكم عليه بالسجن مدة خمسة عشر عاماً مع الأشغال الشاقة في سجن عكا. إسحاق شامير واحد من قادة اليمين المتطرف فى الدولة العبرية، عرف عنه ارتباطه بالحركات المسلحة وتوجهاته الدموية، هاجر إلى فلسطين مع عائلته عام 1935، وترك وطنه بولندا فى ظل الدعوات لهجرة يهود العالم إلى الأراضى العربية، واسمه الأصلى إسحق بيريز نتيزكي. كان عضوا فى مطلع الأربعينيات من القرن الماضى فى منظمة شترن المتطرفة، وكان عضوا فى جناحها العسكرى، حتى تولى رئاسة العصابة الصهيونية المسلحة فيما بعد، تولى منصب رئاسة الوزراء عام 1977، وكان من أشد الرافضين لإتمام اتفاقية السلام وعارض انسحاب جيش الكيان الصهيونى من الأراضى العربية فى الجولان وجنوب لبنان. مناحيم بيغن كان عضو مؤسس لمنظمة الإرغون، مؤسس حزب الحيروت، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق كعضو عن الليكود. ولد يمدينة بريست لتوفيسك - روسيا البيضاء ودرس فيها حتى أنهى المرحلة الثانوية ومن ثمة سافر إلى بولندا في عام 1938 حيث جامعة «وارسو» لدراسة القانون. ويُعرف بيغن على العمل الصهيوني من خلال منظمة «بيتار» اليهودية البولندية التي ترأسها في عام 1939. حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات. وفور وصوله إلى فلسطين كون بيغن منظمة عسكرية صهيونية أطلق عليها اسم «أرغون»، التي كرست عملها لتحقيق نفس مبادئ حركة بيتار، حيث عملت على تهجير الفلسطينيين من ديارهم. وبالموازاة مع ذلك نشطت في تنظيم هجرة اليهود من أوروبا وروسيا إلى الأراضي الفلسطينية. ومن أشهر ما خلفته هذه المنظمة العسكرية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي مذبحة دير ياسين يوم 17 سبتمبر/أيلول 1948 التي راح ضحيتها أكثر من 360 فلسطينيا، كما ذكر ذلك بيغن نفسه في كتابه «التمرد.. قصة أرغون». كما اشتركت مع منظمتي «شتيرن» و«الهاغاناه» في اغتيال عضو العائلة السويدية المالكة ألكونت فولك برنادوت، الذي كان رئيسا للصليب الأحمر السويدي واختارته الأمم المتحدة ليكون وسيطا للسلام بين العرب والإسرائيليين. وقد اغتالت هذه المنظمات برنادوت بسبب اقتراحاته لحل الصراع والتي اعتبرتها تضيقا للخناق على الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، ورأت أنه يريد أن يطلق يد العرب في القدس ويهمش اليهود. مائير كاهانا عُرف أيضًا بعدة أسماء مستعارة مثل: «مايكل الملك» و«ديفيد سيناء». هو حاخام إسرائيلي ومؤسس حركة كاخ وعضو سابق في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست). اشتهر بالعداء الكبير للعرب. كانت خطة كاهانا وآرائه السياسية هي تهجير فلسطينيي الداخل من أراضيهم إلى دول عربية لكي تكون إسرائيل يهودية بشكل تام بدون وجود العنصر العربي في الدولة. اسمه الأصلي «مارتن ديفد» ولد في نيويورك، ودرس في معاهدها الدينية اليهودية، وعين حاخاما للجالية اليهودية فيها. انضم إلى حركات «بيتار» و«بني عكيفا»، ثم أسس «لجنة حماية اليهودية» عام 1968 في الولايات المتحدة، التي جعلت هدفها السعي لمواجهة الدعوات اللاسامية من جهة ومساعدة اليهود من جهة أخرى في مواجهة أي هجوم يتعرضون له. وقد ألقت الشرطة الفدرالية الأميركية القبض على كهانا عام 1971 بسبب وجود سلاح غير مرخص في حوزته، وقد أُطلق سراحه بكفالة من أحد زعماء المافيا في نيويورك، مما أثار الشبهات حول علاقته مع المافيا. وأعلنت المحكمة العليا في إسرائيل عن رفضها قبول تسجيل قائمة (كاخ) رسميا لخوض انتخابات الكنيست 12، فعاد كهانا إلى نشاطه غير البرلماني في نيويورك محرضا ضد العرب والفلسطينيين، إلى أن اغتيل عام 1990 في نيويورك على يد المواطن الأمريكي من الاصول المصرية سيد نصير، أثناء مشاركته في إحدى الندوات في أحد الفنادق في الولايات المتحدة. أما حركته كاخ فلا زالت تعمل رغم عدم اعتبار القانون لها. وبعد أعوام من مقتل الحاخام كهانا قُتل ابنه في عملية نفذها مسلحون فلسطينيون على الطريق بين نابلس ورام الله خلال انتفاضة الأقصى وقُتلت زوجة الابن أيضاً في العملية نفسها. الياكيم يعتسيني هو جيورج بومباك (اسمه الاصلي). ولد العام 1926 في كيل - المانيا. درس الحقوق في الجامعة العبرية في القدس، وأظهر ميولاً يمينية بعد حرب 1967 حيث أيد فكرة ومشروع أرض اسرائيل الكاملة. انتقل ليسكن في مستوطنة قريات أربع في الخليل ليؤكد إيمانه بالفكرة السابقة. شارك في اقامة حركة (هتحيا) ودعا بشكل متعاقب إلى ضرورة ضم الأراضي التي (حررتها)(حسب الاصطلاحية الاسرائيلية) اسرائيل من الأردن وسورية وعدم التفكير في اعادتها على وجه الإطلاق. كان من معارضي اتفاقيات كامب ديفيد والانسحاب من سيناء. دخل إلى الكنيست الثانية عشرة، وساهم في تنظيم مظاهرات ومسيرات معارضة لاتفاقيات اوسلو ابتداء من العام 1993. ابراهام ستوب من نشطاء حزب الصهيونيين العموميين. ولد في غاليسيا في عام 1897. ودرس الفلسفة والتاريخ في جامعة لافوف وحاز على درجة الدكتوراة منها. بدأ نشاطه الصهيوني ضمن حركة الحالوتس الصهيونية، ثم انتُخب عضوا في اللجنة التنفيذية الصهيونية في عام 1935. وهاجر إلى فلسطين في عام 1939، وانخرط في النشاط السياسي في اسرائيل، وانتخب عضوا في الكنيست الثانية. توفى في تل ابيب في عام 1968. اسحق شامير نشأ يتسحاق شامير في بولندا في فترة ما بين الحربين العالميتين. انضم شامير إلى منظمة بيتار، وهي الجناح شبه العسكري لحزب هاتزهار السياسي الصهيونية التصحيحي بقيادة زئيف جابوتنسكي. في عام 1935، هاجر شامير من بياليستوك إلى فلسطين البريطانية، حيث عمل في مكتب للمحاسبة. انضم شامير إلى جماعة الإرغون شبه العسكرية الصهيونية بقيادة مناحيم بيغن. خلال الحرب العالمية الثانية، انقسمت منظمة الإرغون حول مسألة دعم دول المحور ضد الإمبراطورية البريطانية. سعى أبراهام شتيرن وشامير إلى التحالف مع إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية وشكلا مجموعة ميليشيا انفصالية سميت (ليهي). فشلت ليهي بإقناع قوى المحور بتقديم الدعم لها. بعد اغتيال شتيرن عام 1942، تولى شامير قيادة ليحي. في عام 1944 من شولاميت ليفي، وهي عضو وزميلة له في ليحي. خلال حرب فلسطين عام 1948، ارتكبت منظمة ليحي والإرغون مذبحة دير ياسين التي راح ضحيتها أكثر من 100 فلسطيني. بعد قيام دولة إسرائيل، خدم شامير في الموساد بين عامي 1955 و1965. أدار شامير عملية ديموقليس واستقال من الموساد بعد أن أمر رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون بإنهاء العملية. في عام 1969 انضم شامير إلى حزب حيروت الذي يتزعمه مناحيم بيغن.

انتخب شامير لأول مرة للكنيست عام 1973 كعضو في تحالف أحزاب الليكود، وشغل منصب رئيس الكنيست بعد أن أصبح الليكود أول حكومة إسرائيلية يمينية بعد فوزه في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية عام 1977 ضد تحالف رئيس الوزراء شيمون بيريز.

عين شامير وزيرا للخارجية من قبل رئيس الوزراء بيغن في عام 1980 وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1986. كان شامير وزيرا للخارجية خلال الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982. ارئيل شارون شخصية مثيرة للجدل في داخل إسرائيل وخارجها. وبينما يراه البعض كبطل قومي يراه آخرون عثرة في مسيرة السلام. بل ويذهب البعض إلى وصفه كمجرم حرب بالنظر إلى دوره العسكري في الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982. وقد اضطـُر سنة 1983 إلى الاستقالة من منصب وزير الدفاع بعد أن قررت اللجنة الإسرائيلية القضائية الخاصة للتحقيق في مذبحة صبرا وشاتيلا أنه لم يفعل ما يكفي للحيلولة دون المذبحة. أما في 2001 ففاز بأغلبية ساحقة في الانتخابات الإسرائيلية العامة إذ تبنى مواقف سياسية أكثر اعتدالا. وفي سنة 2004 بادر شارون بخطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية من قطاع غزة. في يناير 2006 دخل في الحالة الخضرية الدائمة لأكثر من ثماني سنوات، بعد جلطة دماغية. توفي في 11 يناير 2014 عن عمر يناهز 86 عاماً.

انخرط شارون في صفوف منظمة أو (عصابات) الهاجاناه عام 1942 وكان عمره آنذاك 14 سنة. وانتقل للعمل في الجيش الإسرائيلي عقب تأسيس دولة إسرائيل. شارك في معركة القدس ضد الجيش الأردني ووقع أسيرا بيد الجيش العربي الأردني في معارك اللطرون عام 1948 وقد أسره يومها النقيب حابس المجالي –المشير فيما بعد- الذي عالجه ونقله إلى الخطوط الخلفية، ثم إلى المفرق في الأردن حيث أقيم معسكر اعتقال الأسرى اليهود، وتم تبديله بأسير عربي عندما جرى تبادل الأسرى بعد الهدنة الثانية. وبعد فترة انقطاع عن الجيش قضاها على مقاعد الجامعة العبرية، عاود الجيش الإسرائيلي سؤاله للانضمام للجيش وترأّس الوحدة 101 ذات المهام الخاصّة. وقد أبلت الوحدة 101 بلاءً حسنا في استعادة الهيبة لدولة إسرائيل بعد خوض الوحدة لمهمّات غاية في الخطورة إلا أن وحدة شارون العسكرية أثارت الجدل بعد مذبحة قبية في خريف 1953 والتي راح ضحيّتها 170 من المدنيين الأردنيين. قام بمجزرة بشعة في اللد عام 1948 وحصد خلالها أرواح 426 فلسطينيا بعد أن اعتقلهم داخل المساجد.

2023-12-28