الإثنين 13/10/1445 هـ الموافق 22/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حلف الدم بين اليهود والدروز!

المناهج الدرزية: تبعدهم عن العروبة والإسلام


رام الله-الوسط اليوم-بكرا:فاد بحث أجراه الدكتور يسري خيزران، الباحث في معهد "فان لير" بالقدس، بأن برنامج الأدب العربي للمدارس العربية الدرزية في إسرائيل قد وضع بشكل يتجه نحو فصل الدروز عن مجتمعهم العربي، ونحو "ترسيخ ومأسسة" هوية طائفية إنعزالية خاصة بهم.

وأشار البحث إلى أن نصوص وكتب الأدب العربي في تلك المدارس خالية من صلة الدروز بالعروبة والإسلام، وهي الصلة التي يرى فيها د. خيزران رابطًا بين الدروز ومحيطهم العربي الواسع. كما اشار البحث إلى تضخيم وتغليب حصة الكتاب والشعراء الدروز على غيرهم من الأدباء والشعراء العرب، بشكل غير واقعي قياسًا إلى مساهمتهم في الأدب العربي عمومًا، مع تشديد الباحث على أن مساهمات وإبداعات الأدباء الدروز المناصرين للعروبة قد استثنيت كليًا من المناهج.

وأورد الباحث على سبيل المثال ابداعات الشاعر الكبير ابن الطائفة العربية الدرزية سميح القاسم، الذي لم تدرج له في تلك المناهج سوى قصيدة واحدة، لم تتضمن ابعادًا فكرية تتعلق بالإنتماء القومي والسياسي للعرب الدروز إلى شعبهم ووطنهم. كذلك اشار الباحث إلى تغييب ابداعات ادباء كبار، عرب فلسطينيين ووطنيين، امثال محمود درويش وغسان كنفاني وأميل حبيبي. بل أن المناهج خالية من الأدب العربي في فترة النهضة الحضارية العربية في القرن التاسع عشر.

حلف الدم بين اليهود والدروز!

ورأى د. خيزران أبلغ دليل على محاولة سلخ الدروز عن العروبة والإسلام، في نصوص كتب الديانة للصف التاسع، حيث ورد نص واحد فقط يتعلق بالأنبياء، وهي النصيحة او الوصية التي اسداها النبي شعيب عليه السلام للنبي موسى، بل ان هذا النص قد تعمد- وفقًا لتحليل د. خيزران- التشديد على ما يسمى اليوم بحلف الدم التاريخي بين اليهود والدروز، "طوال 3 الآف عام وليس فقط منذ قيام الدولة"، وهنا يشير الباحث إلى ان أسم النبي شعيب عليه السلام لم يرد بالأسم العربي بل بالأسم التوراتي اليهودي "ييترو" حيث أن اسم شعيب ورد في القرآن الكريم وفي حال وروده بهذا الأسم في كتب الدين للتلاميذ الدروز فهي "إعتراف" بإنتمائهم العربي الإسلاميّ.

أزلام الحكومة

كذلك يشير الباحث إلى التعمد في إختيار نصوص لمؤلفين دروز، غير معروفين بإبداعاتهم، لمجرد قربهم من السلطة والحكومة، في محاولة لتصنيفهم في خانة واحدة مع كبار الأدباء العرب.

وقال أحد المربين العرب الدروز، أن هذا التوجه لا يقتصر على الأدب فقط، بل يشمل كافة المواضيع، وكافة جوانب جهاز التعليم في المجتمع العربي الدرزي، من مديرين ومدرسين، يخشى الكثيرون منهم الإعتراض علنًا على هذه السياسة.

وقال المربي المذكور، بأسف وأسى، ان هذه السياسة التجهيلية الإقصائية قد حققت جانبًا من أهدافها، حيث يصف معظم الشباب الدروز أنفسهم بأنهم "دروز إسرائيليون"، رغم أنه – كما قال- لا عيب ولا خطأ في الحقيقة الراسخة أننا عرب أقحاح.

أزمة هوية

وقال البروفيسور أمل جمال، مدير مركز "إعلام" للمجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل، وهو عربي من بني معروف الدروز، ويعمل محاضرًا في العلوم السياسية في جامعة تل أبيب أنه لم يفاجأ بنتائج هذا البحث "لأن هذه السياسية قائمة منذ سنوات الـ 70" وقد تفاقمت باستخدام موضوع التراث الدرزي في المنهاج التعليمي، وقد نجمت عن كل هذا ازمة حادة في الهوية لدى التلاميذ الدروز.

وخلص البروفيسور أمل جمال إلى القول انه ما دامت أسس وعقائد الديانة الدرزية سرية، وما دامت الثقافة العربية غائبة عن واقع العرب الدروز، تنشأ تناقضات وتوترات تتمثل في كوننا نتكلم اللغة العربية ونقرأها، بينما تقول المؤسسة الحاكمة للتلاميذ الدروز انهم ليسوا عربا- وهذه أزمة تبدو وكأنه لا مخرج منها"!.

  بكرا

2012-12-31