الإثنين 5/11/1445 هـ الموافق 13/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عبد الرحمن أبو جامع ، من مكتب د. أحمد أبو هولي إلى بريد الرئيس الأمريكي ../ بقلم د. مازن صافي

الشاب الفلسطيني عبد الرحمن أبوجامع عمل كمتطوعا في مكتب الأخ د. أحمد هولي النائب في المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية .. وحقيقة حين قرأت قصة رسالة أبو جامع الى الرئيس أوباما تذكر مباشرة هذا الإنسان النبيل والعظيم الوطني الشجاع د. أحمد أبو هولي الذي عودنا وقوفه إلى جانب أبناء الوطن في كافة قضاياهم الإنسانية والوطنية ، كما أنه دخل المجلس التشريعي وعمره لم يتجاوز الـ36 عاما ونصف العام ، لهذا آمن بقضية الشباب وأهمية تمثيلهم في كافة المؤسسات الوطنية وحملهم للقضايا المركزية .. فكانت أبواب مكتب وبيته مفتوحة لهذا الشباب الفلسطيني ، وكان منهم الأخ عبد الرحمن أبو جامع، الذي وصفه د. ابوهولي بأنه شاب طامح مثابر يتعلم بسرعة يملك إرادة أهلته أن نقدمه إلى الرئيس محمود عباس أبومازن وتم اللقاء معه وأعجب الرئيس بشخصيته وشجعه على المضي قدما في مسيرته .. وأضاف د. أحمد أبو هولي : " كنت دائما أقول للشاب عبد الرحمن أن الإرادة تتخطى حدود الجغرافيا وأنتم المستقبل ولا يوجد أمام قضايانا المركزية ومنها الأسرى أي خطوط حمراء تمنع أن نقف عندها ، وكونه يحمل دبلوم في الصحافة الالكترونية والإعلام فقد شجعته دائما ان يطلع على وجودي في وسائل الإعلام وكنت دوما أقول له " لا أسرار أمام الشباب .. اصنع حضورك وبصمتك " .. ولم أستغرب الرسالة التي وصلت إلى الرئيس الأمريكي ، وأتنبأ دائما لهؤلاء الشباب أن يكونوا هم قادة المستقبل وهم الأمل وسوف أستمر في احتضاني لهذه الشريحة الهامة من أبناء شعبنا المعطاء وعلى كل المسئولين أن يشجعوا مبادراتهم ويحفزوهم ويذللوا لهم كل المعيقات والحواجز ، وكيف لا والرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات قد فجر أعظم ثورة في التاريخ وهو في بداية عمره وفي عنفوان شبابه ، وقام بتغيير المعادلة ومعه ثلة من الشباب الأبطال الأوفياء وعدالة قضيتنا الفلسطينية .. هكذا يجب أن نؤسس الشباب لكي تكون الثمار أمثال الشاب الطموح والجريء عبد الرحمن ابوجامع .. وكما أنه على الشباب عامة ألا يقفوا أمام أبواب العجز والمستحيل بل عليهم ان يطرقوا أبواب الفجر، فلا مستقبل لمجتمع بدونهم ولا أمل في أي تطور دون مشاركتهم .

 

الشاب الفلسطيني عبد الرحمن ابوجامع يمثل السلوك الإنساني الايجابي الذي يتمثل في التغيير والتبديل والرقي والتحسين  ..  فالإنسان في كل أحواله في مشيته وحركته وكتاباته وكلامه وقراءته وأسلوبه في الحديث  يتغير ويتكيف ويطرأ عليه التحسن، وكلما كان الغرض حيويا أو كلما صعب الوصول إليه وكان غير سهل كلما اشتدت اليقظة وازداد التكيف واستخدام كل الوسائل المتاحة للوصول ..

ربما من المناسب أن نذكر أن مجتمعاتنا الحديثة بدأت تتطور باتجاه السلوك الذهني والاقناعي بحيث أن غريزة المقاتلة تحولت من الأدوات الجسدية الفتاكة إلى الأدوات العقلية المذهلة المقنعة والتي تؤثر في الجانب العميق من الحس الإنساني .. وبالتالي فغريزة المقاتلة اليوم يمكن أن تكون عبارة عن كتابة مقال في جريدة أو موقع الكتروني أو مجلة أو حتى بنظم قصيدة هجاء أو تصريح هنا أو هناك .. وفي الجانب الآخر هناك المقاتلة المعنوية والتي لا تقل شأنا عما سبق فهي الانحياز للحق وللأخلاق وللمظلومين والفقراء والقضايا المركزية و لشريحة المعدمين ولمن لهم حق على مجتمعاتهم .. ومن هنا يمكن فهم العدد الكبير من المنظمات الإنسانية التي تعني بهذا الجانب وتعززه بالتقارير الدورية أو اليومية.. ومن هنا أيضا نقرأ كيف كتب الشاب عبد الرحمن رسالته الى الرئيس أوباما مستخدما الوسائل الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي هي صميم تخصصه .. فأبدع في فهم رسالة أستاذه د. أحمد ابوهولي في أهمية حمل القضايا المركزية متسلحا بقوة الثقة ،وأبدع مرة أخرى في تسخير علمه لأجل القضايا الفلسطينية والعربية المصيرية والمركزية ومنها " قضية الأسرى " .

لدي قناعة ان الأخ عبد الرحمن يملك غريزة المقاتلة الايجابية فهو سوف يتمتع بالصدارة والزعامة والقيادة ،وهذه هي الرسالة التي يجب ان يتسلح بها الشباب الفلسطيني.
لقد امتلك عبد الرحمن سفير الشباب الدافع والقدرة مما ساعده ذلك  للتغلب على المعيقات ، و توفرت لديه النية الصادقة لتحقيق هذا الدافع ، ومتى تم التقاء الدافع مع القدرة فإن النجاح هو النتيجة الحتمية ، وهذا ما أخبرني به أيضا الدكتور أحمد ابوهولي حين قال لي باتصال هاتفي : " إنني أزرع في الشباب الذين أحتضن حضورهم في المجتمع هذه الدافعية الايجابية والقدرة والثقة والإرادة أيضا " .

الشاب الفلسطيني عبد الرحمن أبو جامع  "سفير شباب فلسطين"  ، من سيرته الذاتية التي وصلتني يمكن أن أكتب انه من مواليد 1989 خريج صحافة وإعلام صحافة الكترونية اول تخصص في فلسطين
عمل في المجلس التشريعي ومتطوع في مكتب النائب د. احمد أبو هولى .. ويقول عن د. أبو هولي : " كنا ومجموعة من فريق شبابي متطوع نعمل مع هذا الإنسان الذي أوجد فيَّ كل صفات الطموح والإرادة والوفاء لفلسطين وكان يقول لي دائما لا خطوط حمراء ولا جغرافيا أمام قضايانا المركزية وكان يحدثني دوما عن قوة الشباب في صناعة المستقبل ويضرب لي مثال الرئيس الشهيد أبو عمار ، يضيف الأخ أبو جامع عن دوافع تطوعه  : "لكى أشارك هموم الشباب وأساعد في حلولها مع المسئولين ".
ويفتخر ابوجامع بما وصفه به اللواء منير المقدح قائد القوات الفلسطينية فى بيروت الذي قال له: " أنت يا عبد الرحمن شيخ الشباب وتستحق لقب ممثل شباب فلسطين ولذا على القيادة ان تحترم هكذا شباب". 


لقد تركزت رسالة الشاب أبو جامع الى الرئيس الأمريكي  حول معاناة الأسرى في سجون الاحتلال ومما كتب الأخ أبو جامع مخاطبا الرئيس الأمريكي : " هؤلاء الاسرى هم اسرى حرية وأسرى عدالة وإنسانيه دافعوا عن دولتهم وعن حقوق شعبهم الفلسطيني لذا نأمل من زيارتك الى الشرق الأوسط وتحديدا البلاد العربية بأن تكون زيارة ناصفه لشعبنا ولقضيتنا العادلة ولأسرانا أسرى الحرية"  

وفي المقابل جاء في رد رسالة اوباما للشاب الفلسطيني "من المحتمل انك قد شاهدت اليد الأولى كيف ان عنف البنادق من الممكن أن يجزئ العائلة والمجتمع او ممكن انك مهتم فقط بالذي تشاهده على الأخبار، لكن المجتمع الدولي يعمل يوميا للعدل ومشاكل المساواة، شكرا لارادتك يا صديقي وانا اعلم انها وصلت للرئيس اوباما شخصيا وسوف نتعامل معها بشكل جدي ونأمل ان نكون اصدقاء ونكون على تواصل عبر الفيس بوك والايميل، واوعدك أني سأقابلك قريباً وشكراً جزيلاً لك اتمنى لك حياة سعيدة".

وأوضح مدير مكتب أوباما ومدير شؤون البيت الأبيض، جيكوف لو: "أدهشنا كثيرا وكان لنا حالة من الاستغراب بهذه الرسالة كيف وصلت إلى هذا المستوى، الرسالة تم نقلها إلى جهات ذات الاختصاص والبعض أراد إخفاءها".


لقد ذكرتني رسالة الأخ عبد الرحمن أبو جامع بكلمة قد قالها كارتر في زيارته للجامعة الأمريكية ببيروت في 2006 حين قال للصحفيين ورجال الإعلام : " عليكم أن تكبتوا للصحف الأمريكية والأوروبية تشرحوا فيها قضاياكم ، لأن هناك مجتمعات لا تعرف عنكم الكثير ومقال واحد من ألف مقال ترسلونه ينشر معناه أنكم بدأتم في تشكيل العقلية الأمريكية وتوجيهها نحو قضاياكم " ..  

 

ملاحظة : هذا المقال يدلل على أن الشباب يمكنهم اختراق كل الحواجز وتسخيرها لقضايانا العادلة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي .. وأن تقوية العزيمة وتسهيل الصعاب أمامهم كفيل ان يصنع منهم الإبداع والقوة والقيادة .

2013-02-23