السبت 18/10/1445 هـ الموافق 27/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فياض ينفي نيته الاستقالة.. لا اخفي شعوري بالألم تجاه ما طرح ضدي من شعارات

رام الله-الوسط اليوم

لم يخف رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ألمه الشديد مما طرح ضده من شعارات واتهامات على مدى الأيام القليلة الماضية ومع ذلك فهو لم يلمح إلى إمكانية تقديمه استقالته من منصبه كما فعل قبل عدة ايام.

فياض، الذي فضل أن يخرج بنفسه إلى الشعب الفلسطيني ليعلن عن سلسلة من الخطوات والإجراءات التي أقرتها حكومته للتخفيف من وطأة الصعوبات التي يمر بها المواطنون الفلسطينيون ، قال: "لا اخفي شعوري بالألم تجاه ما طرح من شعارات، وبما شمل الكثير مما هو مؤلم، بكل تأكيد كأي شخص عادي لا بد وان أتأثر خاصة عندما يتناول ما هو مطروح من شعارات تتجاوز الحكم على القدرة، على الاجتهاد، على التوجه ليشمل عناوين أخرى فيها الكثير من الإيلام".

وحظي فياض بدعم الرئيس عباس الذي أكد، في بيان أصدره من العاصمة الهندية نيودلهي التي يزورها حاليا، دعمه للقرارات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية والتي تمت بناء على تعليماته، داعيا الفصائل الفلسطينية كافة إلى دعم هذه القرارات واستمرار توجه البوصلة الفلسطينية باتجاه استحقاق عضوية دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف في الأمم المتحدة، ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته الاستيطانية وخنق الاقتصاد الفلسطيني، ومصادرة الأراضي، وسرقة المياه، وهدم البيوت، وعدم الإفراج عن الأسرى، وتدمير مبدأ الدولتين على حدود1967.

وكانت أطراف عديدة كالت الاتهامات لفياض بالمسؤولية عن الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية، وانه افتعل هذه الأزمة.

وردا على سؤال أن كان ينوي الاستقالة من منصبه بعد هذه الاتهامات فان فياض قال: "أنا اعمل بالشأن العام وبالتالي لا يمكن بالرغم من إيلامي مما طرح من شعارات وبما اشتمل على الكثير مما لا يمكن لي أن أكرره اليوم.. أقول لا يمكن أن يشكل ذلك، على إيلامه، أساسا لاتخاذ أي قرارات أو توجهات خارج إطار ما تعكف السلطة الوطنية الفلسطينية عليه الآن بكامل قوامها للتصدي له والتعامل معه إزاء المسؤوليات الجسام التي تواجهنا جميعا".

ومع ذلك لم يخف فياض معارضته لبعض الظواهر التي رافقت الاحتجاجات في الأيام الماضية ومن بينها المساس بمؤسسات عامة مثل بلدية الخليل وإضرام النيران في إطارات السيارات وفي بعض الأحيان منع سيارات الإسعاف من المرور في بعض الشوارع.

وفي هذا الصدد قال فياض: "لا بد من التأكيد على احترام السلطة الوطنية للحق والحرية في التعبير وبشكل مطلق ولكن كما شاهدنا جميعا فانه للأسف الشديد وعلى مدى الأيام الماضية كانت هناك أعمال مخلة بالقانون والنظام العام بما شمل الاعتداء على مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية والمرافق العامة وإشعال الإطارات وغير ذلك مما هو مؤذي، يلحق الأذى بالمواطن الفلسطيني وحتى بمن يقوم بهذه الأعمال ..هذه المسائل لا بد من أن تجد الاهتمام الكافي ليس فقط من خلال السلطة الوطنية الفلسطينية على المستوى الرسمي ، فهذه مناسبة للتأكيد على أهمية رفع مستوى الوعي ومنطلق الحرص على صون وحماية حرية التعبير التصدي لهذه الظاهرة وحشد اكبر ما يمكن من وعي وطني لضرورة تفاديها وتجنبها علما بان السلطة الوطنية لن تتوانى عن القيام بمهامها في منع مثل هذه التعديات".

وكانت مصادر اسرائيلية دخلت على خط محاولة دق الإسفين بين فياض والشارع الفلسطيني بالادعاء أنها تنوي تقديم المساعدات العاجلة للسلطة الفلسطينية لمنع فياض من الاستقالة.

ولكن فياض أكد أن أصل المشكلة هو الاحتلال وقال: "نجري اتصالات مكثفة مع الجانب الإسرائيلي في محاولة لتسريع ورود واردات السلطة الوطنية الفلسطينية التي تجمعها حكومة إسرائيل، أما بشأن الاحتياج التمويلي للسلطة الوطنية فأمل أن يكون من الواضح للجميع أن هذا الاحتياج ناجم في المقام الأول عن العجز البنيوي في موازنات السلطة الفلسطينية والناشئ أساسا عن الاحتلال ونظام التحكم والسيطرة التعسفي المتصل بهذا الاحتلال بما يشمل الحصار على قطاع غزة وأيضا الإجراءات المكبلة العديدة في الضفة الغربية وبما يشمل الحد وبشكل شبه مطلق من قدرة السلطة الوطنية عن الأداء في ما تزيد مساحته عن 60% من مساحة الضفة الغربية ، في المنطقة المسماة (ج)".

وأضاف: "وبالتالي فان عجزنا في المقام الأول ناشئ عن هذا الاحتلال وما اتصل به من إجراءات ولولا ذلك لكان بإمكان السلطة الوطنية أن تكون قد وصلت من خلال الجهود التي بذلتها لتعزيز قدراتها الذاتية إلى نقطة لم تكن لتحتاج فيها إلى أية مساعدات خارجية إضافية".

القدس

2012-09-12