السبت 18/10/1445 هـ الموافق 27/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صحوة الضمير.../لبنى دانيال

هنيهةٌ قد تكون وسيعة الأفق حيث تحلّق بك الى أحلام بكرة ...وقد قد تكون ضيقة
المدى تجعلك عالقا في وحل الشتاء... هذا الذي نسميه الجانب المظلم منه .
لا أحد، أعني لا أحد يوّد أن يتوّجع وجع الغربة في الوطن الغالي ...هذا الوجع الأليم
الألم الذي يرافقك وأنت  تمشي على أرصفة مدينتك الحبيبة ... على أرصفة ملؤها الزنبق
الأبيض بياض الثلج الذي زارك في المدينة وأنت تعد فطورك فلفح القلب الدافيء
...لطالما كنا معاً نحيا معاً نبسم معاً نبكي معاً  والآن نبكي على معاً...كبرنا معا وفي
جوارحنا حُفرت ذكريات طفولتنا المرسومة على ملامح لعبة سبعة حجارة حجارة
البيوت والحواري العتيقة التي نعشقها كما نعشق النهر الجاري في الذكريات التي
تُرسم كلما طلّ الطل صباحة على أخاديد هذه الأرض التي تحضننا ...فكيف تطعن
الحكاية الشعبية التي نبعت من دورنا  التي تمت لنا بصلة الرحم ..بخنجر بكراهية
مشردة تبعد عن مشاعر الانسانية كيف تطعن بخنجر حلم جارك الذي عرفته لأنه
ليس أنت ...مغايرا مختلفا ...ألا تريد أن تحظى بهنيهات وسيعة الأفق حيث تحلّق
بك الى أحلام بكرة ...آه أحلام بكرة لا تكلّي ولا تضعفي ولا تتلاشي كلما زارك
طيف المحتل طيف العتمة طيف من يريد أن يعبث بانسانيتنا بمبدئنا وبكل ما هو نقّي
وطيب وجميل ...
سلام لك أيها الدورّي حلّفتك لا تتركنا هذا الشتاء المتجهّم البارد الذي يحمل في
طيّاته برد الطائفية المقيت عدوّة المشاعر النبيلة عدوّة شعبنا الجبار عدوّة الاصرار
التي تريد أن تطفيء شمعة حلمنا الأبدي ...يا حلمنا الصامد استصرخك الصمود
أحبائي تريّثوا وتشبّثوا بالحب ..وأحببوا بكل ما أوتيتم من قوة وأضيئوا في القلوب
السوداء بياضا وافتحوا الشبابيك للشمس الحنونة الوفيّة التي لا تموت لأننا نحب
الحياة ولا نريد سوى الحياة التي نحبها ...نحن أولاد هذه البلاد وحريتنا تكمن
بالمحبة والالفة التي عهدناها ...تذكروا الالفة كي تذكركم عندما نمشي الى الدروب
المتقاطعة ...
فيكفينا ما مررنا به نريد صحوة الضمير ...الانسانية ...الحب ...السلام ...الأمل
الصباح ...الطبيعة ...الناس الطيبين ...لأننا شعب جبار واعي مبدع مناضل صامد
...كل عام وأنتم بألف خير علّها تكون السنة القادمة حضنا وسيعا دافئا يحضن شعبنا
الطيب وكل الشعوب ...أحبكم ....
لبنى دانيال – الناصرة

2013-12-26