الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
آخ على وطن...كرم الشبطي

 وأنا بالمدرسة كنت أسمع أستاذي يردد مقولته الشهيرة آخ علي جوز دجاج وكان يضع يده علي كرشه وهو يرددها بكل يوم للطلاب ويمجد بها كما يحلو له من التحمير للدجاج بشهية مفتوحة ليفتح لنا النفوس للأكل ونحن علي مقاعد الدراسة ننتظر العلم والتربية من أستاذنا الجليل ..وللعلم كان جبار بالضرب ومعروف بإتعاب التلميذ وثقله بالواجب الكثير ومن يتأخر ولا يحضر به جاهز ليلقي المصير من الضرب والجلد وهنا نستذكر مع بعض هذه الحالات التي وصلت للكسر من العظام لبعض التلاميذ..والغريب أيضاً عندما كان يلاحقنا ويرانا بالشارع ونحن نلهوا ونلعب بالبنانير وكرة القدم بأي ساحة من ساحات مخيماتناوحوارينا وصراحة لم يرق لي هذا المعلم بكل أساليبه وحديثه رغم حبي له وللجميع من التقدير للمعلمين بجمال رسالتهم وحثنا علي المثابرة والدراسة بجهد ولكن نختلف في فنون الأساليب المتبعة من القبل من المدرسين وقدمت هذا بالبداية لتكن الرسالة من هذا النمودج الغير سليم بالتأكيد فنتائجه تكون سلبيه مهما كان حرصه علي التعليم فهوا يريح نفسه ويتعب التلميذ وللحقيقة ما زال يصادفنا حتي اليوم النمودج السلبي بمن نأتمنه علي أطفالنا ولا يعطي الحق والضمير لما يتمتع به من أجمل رسالة حقيقية تفيد المجتمع وتعود بالخير علينا وعلي مستقبل أجيالنا بكافة المستويات التعليمية والمهنية بعد كم عام من الدراسة تفاجئنا بمعلم جديد دخل علينا الفصل وعرف عن إسمه وعن المادة المنوي تدريسنا من قبله وهي التاريخ وللعلم بهذه الفترة كنا ندرس التاريخ المصري وكان محظور علينا البوح بكلمة فلسطين بمناهجنا التعليمية لأننا نقبع تحت الإحتلال وظلمه بهذه الفترة من دراستنا ونحن تلاميذ صغار ولكن هذا الأستاذ والمعلم والمربي للأجيال ذات الخصر النحيف استكمل التعارف بنا بسماع أسمائنا وقال لنا بالحرف الواحد نحن سندرس ما يقرروه لنا من أجل مستقبلنا وسير حياتنا التعليمية وهذه بحد ذاتها أقوي رسالة لنا كشعب فلسطين وهي التعليم ونحن علينا أن نستكمل مشورانا كما نريد وسرد لنا بعض التفاصيل من حياته الشخصية وهوا معتقل لدي الإحتلال ومهدد بالفصل لأنه يُدرس تاريخ فلسطين للطلاب قبل أن يتطرق بالفعل لسير المناهج المقررة لنا وشرح تاريخنا بشكل سريع وعلي مدار حصتين مع التنبيه أن نتعلم ولا ننسي حوارنا هذا وكانت البداية في قمة الجمال والروعة لهذا الأستاذ والمعلم الجليل والثائر بحق رغم التهديد لمستقبله بالتدريس وفجأة اختفي عنا وبقي السؤال من الجميع عنه حتي وصلتنا الأخبار الحزينة بفصل مدرسنا القدير وللمصادفة الحقيقية بأنهم أتونا بمعلم جديد وصاحب كرش كبير بحق لدرجة أن الطلاب أطلقوا عليه إسم كورش وهنا الفرق الكبير وشتان بينها ومن يومها أصبحت أنا من يردد المقولة آخ علي وطن ولا تختفي مني مهما مرت السنوات وخصوصاُ بهذا الوقت بالذات وما تتعرض له منطقتنا العربية ونحن ربينا علي حب وعشق الوطن العربي الكبير وهي تحمل العنوان للمقال ولكل شعوبنا العربية أينما تواجدوا وقلوبهم وصرخاتهم تنبض بفلسطين من الروح لكل انسان عربي وصادق وثائر من داخله ويحمل الهموم والفكر وحالنا لا يبشر بخير طالما لم نفهم الرسالة وأصبحنا نتمزق في فلسطين ومرت علينا الحروب مكررة ونحن ندفع الثمن ولا أحد من العرب سائلين لنري العجز الحقيقي وهم يستقوون علي بعضهم ويدمرون أنفسهم وبنفس اليد من أصحاب الكروش العفنة بحق واليمن الفقير من يدفع الثمن من شعبه ويحاصر ويجوع ويقتل من الطائرات العربية وبتحالف كبير لم يذكر من قبل لعدو وهمي صنعه الغرب لهم وهوا نفس العدو الجاثم علي صدورنا منذ إغتصاب فلسطين ونحن نحيي كل عام الذكري الأليمة لنا ولشعوبنا العربية والتي تطالها يد الغدر وتضربها الطائرات الإسرائلية كما شائت وبأي وقت تحدده وهي لا تعير أي إهتمام ولا إحترام للقوانين الدولية كما هوا متعارف عليها وداست من مشرقها لمغربها أرضنا العربية وحال سوريا لا يسر كما يدعمون التطرف والقتل بالمال والسلاح والحجج واهية وكما طلبوا من النيتو ضرب ليبيا وتدميرها والهدف الكبير لهم مصر وجيشها وحاولوا بشتي الطرق أن يوقوعها بنفس المؤامرة من التدمير لذاتنا والجميع ينجر ويلهث وراء المال النجس ليقدم ما يطلب منه والعقل المدبر هو العدو الصهيوني بكل الحالات لما نتعرض له وهوا المستفيد الوحيد وعلي مرأي من الجميع من العالم المتحضر المدعي للإنسانية ولكن الحقيقة الغائبة هي نحن من ننفذ ما يريدونه بقتل بعضنا ورسم المشهد لنا بالخارج إننا متخلفين ولا نستحق الحياة وما زلنا غير قادرين علي حكم أنفسنا بسن القوانين نحو الحرية والعيش بأمان واستقرار للشعوب والإنسان العربي بأي مكان من الدول القابلة للتمدد والتجزئة علي نفس التراب كما نجحوا بالسودان ويحاولوا بسورية والعراق واليمن ولبنان وفلسطين ليست بعيدة عن المشهد بل هي الأساس لتنفيذ وتمرير المخططات ممن يدير المنطقة من غرفه السوداء ونلوم أنفسنا علي ذلك ونحن نعيش مرحلة من الإنقسام وعبر سنوات طويلة أزهقت الأرواح فيها ونكل بشعبنا وقضيتنا ممن يتصارعون من أجل المصالح والحزبية العنصرية الهدامة للفكر والوطن بالروح والشعب معاً ورغم الألم بداخلنا ونحن نشرف علي الذكري السابعة والستون لنكبتنا من تاريخنا تعتصر قلوبنا بمزيد من الحزن والأسي لتكرار النكبة من جديد للكثير من دولنا العربية ونحن اليوم نحتضن شعوبنا ونتألم معها كما تألمت من سابق عهدها لفلسطين والنكبة الحقيقية هي بمن يحكمون وينفذون الأجندات الصهيونية والغربية لتبقي صرخاتنا موحدة كما هي معنونة الكلمات ولنرددها جميعاً مع بعض بآخ علي وطن

2015-05-12