السبت 18/10/1445 هـ الموافق 27/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عن الدعوة لتأسيس البرلمان الشعبي ..،!...باسم ابو سمية

عن الدعوة لتأسيس البرلمان الشعبي ..،!

اعتقد ان ما دعا اليه النائب السابق مفيد عبد ربه لتأسيس البرلمان الشعبي كان ممكنا ومرحبا به لو لم تجيء الدعوة متاخرة لعشر سنوات حين ساد الساحة الفلسطينيية فراغ دستوري سببه انقلاب حماس.

آنذاك كانت الفرصة مؤاتية وكان النداء سيلقى اهتماما جماهيريا واسعا ولأصبح برلمان الشعب الجهة الرقابية صاحبة الامر والنهي على اداء السلطة التنفيذية ، اما الان فقد فات الاوان .

وقبل الاسترسال فاني أتمنى على صديقي الناءب المنادي بتلك الفكرة ومؤيديها التنبه الى ان أية دعوة لإنشاء اي اطار فلسطيني ستظل مجرد بالونات وهمية ما لم يبدأ تنفيذها في منبتها اي في الداخل ثم تأخذ امتدادها الطبيعي في أماكن التواجد الفلسطيني في الخارج ، وهذا ما قلته لصديقي أبي عمرو ..

لماذا أقول انها متاخرة زمنيا ، الجواب : لان الوضع الفلسطيني والعربي في حالة لا تؤهله للالتفات الى انشاء آيةً اجسام او تجمعات ، فالموقف العربي ضرورة لدعم الفكرة ولو معنويا نأهيك عن العون المادي والاعلامي ، فالعرب غارقون في مشاكل تهدد مستقبل وجودهم ، والسلطة لا تحتمل أجساما جديدة ' تحاشر ' الموجودة على المواقع والنفوذ ، فماذا سيفعل برلمان شعبي وسط غابة من الموءسسات وان كانت غير فاعلة ، فهناك اللجنة المركزية والتنفيذية والمجلس الوطني والمركزي والثوري .
وهناك ايضا التنظيمات والفصائل المختلفة المنضوية في إطار المنظمة وتلك الرافضة للانضواء ، والتي تسعى الى حل تلك الموءسسات وإيجاد بداءل لها واقصد بذلك محاولات حماس استبدال منظمة التحرير ،

مخطيء من يظن ان فكرة إنشاء برلمان شعبي ، قد تحظى باهتمام جماهيري ، ربما تلقى بعض التأييد لدى البعض لكنها ان تكون مقبولة لدى جميع الطوائف السياسية لا من فتح ولا سواها ولا حتى من جمهرة النخبة السياسية والثقافية التي اجزم بأنها ستقف في وجه تطبيق الفكرة ، لانها أصبحت نخبة المصالح ، وهذه النخب لا تفضل التعاطي مع اجسام جديدة لم تجربها من قبل .

ثم ان باقي شرائح الشعب اي بالمصطلح اليساري الجماهير العريضة صاحبة مقولة ' المشي جنب الحيط والقول يا رب الستيرة ' فان همها تأمين لقمة عيشها وسداد ديونها التي أغرقتها فيها النخبة السياسية ..
أقول قولي هذا والامر لكم ...

2015-07-02