السبت 18/10/1445 هـ الموافق 27/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رسائل إلى زرقاء اليمامة 'نصوص'...الشاعر جواد العقاد

إلى زرقاء اليمامة سيقتلك العالم يا زرقاء.. تصدع القمر،لا خشوع للجبل،البؤس يجول في قلوب الشعراء ولا أبجدية تخفف حدته،لا شيء جميل في المدن إلا الليل!!

والآن ماذا؟

. زرقاء الصبية الجميلة ترى الكون أزرق أزرق ،وتبشر بقيامة المدن، إذا أصبح القلب ينبض ب(البطارية ) كما ساعة الوقت،وإذا استبدل العاشقون رسائلهم الورقية الصفراء بالتواصل الحديث،وإذا استبدلنا الكتب الورقية بما يسمى (pdf)،زرقاء ترى الورق الأصفر القديم أفضل!!

العالم في تطور يا زرقاء،كأنك ترتدين نظارة من العصر الحجري!.

لو أنك عمياء لكان أفضل لحياة العالم. لن أكمل نصائحك، العالم سيقتلك حتماً إذا عرف بالأمور الأخرى... الكحل الثمين في عينيك يا زرقاء سيؤدي بك إلى واد سحيق ويقتلع عينيك ذات نبوءة تثير شهية العالم لقتلك، عليك التأقلم جيداً مع التكنولوجيا وأضواء المدن المترفة وتنسي تماماً نوق الصحراء والتمر العربي وخيمتك المتهالكة،والشعر الأصيل عليك نسيانه أيضاً فهذا زمن (الخربشات).

لن يأتي الأعداء متخفين بأغصان الشجر ولكنهم يحملون كمية حقد لا بأس بها،إياك وأفكارك الغريبة عن ثورة التكنولوجيا،إياك ونبوءاتك الحمقاء.

والسلام.

______ الرسالة الثانية.

إلى زرقاء اليمامة 8 أيلول _ 2017 صباح الخير يا زرقاء،حان وقت القهوة وسماع "مارسيل"... أما بعد كنت سأكتب إليك منذ فترة، ولكني كنت أخوض بعض التجارب والمغامرة الجميلة، أحاول تقليدك.. !!، قد عرفت مؤخراً أني أحد أهم مشايخ "الفيس بوك"

_ذلك اللعين الذي تحذري منه دائماً

_ نعم إن عقلية الجدة التسعينية ليست خرفة كما كنت أجرم.

الآن شيخ القبيلة نقم علي مثلك، فأنا قد اقتنعت بفكرك ونبوءاتك الحمقاء _في نظرهم _ وأحاول جاهداً نشرها،لكني أحتاج قليلاً من كحلك؛ كي أرى يقيناً ولا أتبع عاطفتي فقد تهوي بي في الظن ويهوي بي الظن في قعر الجحيم.

العالم سيقتلك حتماً فلا تأخذيني إلى هاوية نبوءاتك، فالكل نقم علينا شيخ القبيلة،الدول التكنولوجية المتقدمة،مشايخ ومثقفي "الفيس بوك "،حتى الدول النامية التي لا علاقة لها بالأمر،ويقولون أنك تزعجين بعض القبائل الغجرية...!! زرقاء إياك ونبوءاتك الحمقاء.

والسلام

________ الرسالة الثالثة إلى زرقاء اليمامة صباحكِ جوري يا زرقاء.

الساعة 9:40 صباحاً بدون مقدمات.

أعطيني نبوءاتكِ؛ كي أجيدَ قراءة ذاتي على الأقل!!

_وهذا أضعف الإيمان_ كيف سيكونُ الواقع بعد أيام؟!

كيف سأكونُ أنا بعدَ زمنٍ؟

هل سأُحكم بالحياة؟!

وفي أحضان أي المدن سأموتُ متفائلاً؟

هل ستكملني قصيدتي الأخيرة وأصبحُ شاعراً كبيراً كما شعراء -الفيس بوك - أضع أمام اسمي لقب _شاعر _ وأصدر عاطفتي إلكترونياً!!

وهل سأقلبُ قواعدَ النحو واللغة كما يفعلُ مثقفو العصر _ عصر التكنولوجيا _ نعم يا زرقاء لا يكون الإنسان مثقفاً _إلكترونياً _ إلا إذا قتلَ سيبويه مليون مرة في نصٍ صغير.

وأخيراً يا زرقاء، هل تُحبني...؟!

أم أَبحثُ عن حبٍ إلكتروني...؟!

والسلام

جواد العقاد كاتب فلسطيني

2017-09-25