الثلاثاء 14/10/1445 هـ الموافق 23/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حين تمد موائد الإفطار في تجمعات جيش الاحتلال ....شوقية عروق منصور

من الصور الجميلة في شهر رمضان رؤية موائد الافطار وهي ممدودة في البيوت وفي الساحات والحارات والأحياء الشعبية  ، وحولها العشرات يتناولون الطعام بشهية مفتوحة ، عندها تشعر أن الحياة الاجتماعية ما زالت تحمل في طياتها أبجدية المحبة والجيرة والعلاقات الإنسانية ، هي ليست مجرد طبخات وأكلات وصحوناً وابتسامات عابرة ، هي رسائل تؤكد أن مشاعرنا ما زالت تنبض وتفتخر باقتران هذه اللحظات بالوجوه التي كانت بعيدة ولكن الآن تلتقي وتعاهد شهر رمضان أنها ما زالت على الوفاء .

لا نريد أن نكتب عن الموائد الرمضانية في الدول الأوروبية، أو عن  الفقر والفقراء والمسلمين اللاجئين في الدول الغربية ، حيث التحدي يكون من خلال الصيام والـتأكيد على أنهم ما زالوا على قيد الشعائر الإسلامية، ولم يتنازلوا أو يتراجعوا عن الاحتفال والاهتمام بطقوس شهر مضان .

لكن  أقصد هنا التعايش الفاتر بين شهر رمضان وجيش الاحتلال ،  وقد رأينا الكثير من صور المعاناة في ملاحقة المصلين في المسجد الأقصى والمضايقات في كل مكان ولكن هناك موائد تشعر بها كأنها غريبة عن شهر رمضان  .

خلال بث نشرة الأخبار من الفضائية الإسرائيلية  أطل الطباخ اليهودي  الذي يقدم الوجبات في شهر رمضان للجنود المسلمين في الجيش ؟ تأملت وجوه الجنود المسلمين من خلال الشريط الإخباري ، بعض الجنود قاموا بإخفاء وجوههم ، ولكن هناك من تكلم ومدح الوجبات التي تقدمها إدارة الجيش في شهر  رمضان ، مدح الموائد العامرة بالطعام .

بصراحة  حاولت أمسح صورة المائدة  التي مدحها الجندي العربي، فقد  حملت أقل من القليل، ولكن وقفت أمامي صورة شهر رمضان وجيش الاحتلال، كيف ؟

هذا هو السؤال الذي حضر وجلس أمامي وأخذ يضربني بسياطه ، لم يتركني ، وفي الليل ركض هذا السؤال   حول المسجد الأقصى والحواجز والشوارع والطرقات ، وسال الصراخ مذعوراً  من أكمام النساء اللواتي يهربن من مواجهة الجنود ويحاولن الدفاع عن أنفسهن بأيديهن المثقلة بالخوف . 

نبتلع أقراص الاكتئاب وأقراص الصمت ونحاول تناول فيتامينات التعايش ، ولكن هذه الموائد الرمضانية الاحتلالية تضحكني إلى حد البكاء وإقامة حفل تأبين لمشاعر هؤلاء الجنود العرب والمسلمين الذين يخدمون في الجيش  .

بينما كانت هذه التساؤلات تدور في رأسي رأست شريطاً على شاشة الهاتف يُظهر أحد الصبية الصغار وهو يسأل الجندي العربي في المسجد الأقصى كيف أنت عربي وفي الجيش الإسرائيلي  ؟؟؟  

شوقية عروق منصور

2022-04-22