الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الطبعة الثانية من" مُذكّرات مُعلّم" للكاتب والمفكر الراحل تميم منصور

   صدر حديثًا عن دار الوسط للنشر في رام الله وشوقيات للإعلام والنشر الطبعة الثانية من كتاب "مذكرات معلم"،للكاتب والمفكر والمحلل السّياسيّ الراحل تميم محمود منصور.

   وكان الكاتب تميم منصور  قد أهدى إصداره في طبعته الأولى الى روح صديقه  وزميله المربي زاهر بشاره .

   جاء الإصدار الجديد بحُلّةٍ جديدة، بقطعٍ أقلّ من المتوسّط، جاء في 232 صفحة، واحتوى الإصدار   42  نصًّاقصصيًّا من مذكرات الكاتب المربي تميم منصور الذي أمضى حياته بين التّعليم والأوراق والكتب .

   الكاتبة الإعلاميّة شوقية عروق منصور كتبت على الغلاف الأخير : 

   "المُعلّم أمام الطلاب يكون القويّ القادر الّذي يستطيع تكسير زجاجات عطر الطفولة بصوته، ويُحوّل زرقة السّماءإلى غيوم داكنة تمطر رعبًا.

   أمام الطلاب يكون المتجهّم قد تشقّ ابتسامته عتمة الصّف، ويُخرج الطلاب المسامير من بين أسنانهم، لعلّهم يدقّونابتسامته فوق فرحهم العابر، ولعلّ الابتسامة تكبر، وتبقى وجهًا مشرقًا يمسح خوفهم منه.

   لكن أمام مُذكّرات مُعلّم، نكتشف أنّ ليل المُعلّم له أنياب الخوف، إنّه مثل الطلاب، ليله يحمل القمع والرّفضوالمؤامرات والقوانين، وجهاز وزارة المعارف الّذي يحاصر عقله وأحاسيسه وأفكاره ووطنيّته ومبادئه، فهناك منبعيد من يُتقن تفسير قسَمات الوجوه، والكلمات، والسّلوكيّات والحركات، وتحت الذّرائع العديدة تكون شراسة الفصلوالطرد.

  مُذكّرات مُعلّم روعة التّجربة، قرع طبول التّمرد في زمن كانت قبّعة قبطان الذّعر تطفو فوق شواطئ الوظيفة،تُلخّص العمر، تكتب على عتبة دخولها:

  مُذكّرات مُعلّم ليست المُذكّرات الخرساء ولا مُذكّرات الثّرثرة، ولا مُذكّرات التّرويج للكراسي المكسورة أوالمناصب الّتي ينخر خشبها السّوس. مُذكّرات الحقّ والحقيقة، ومحطة القطار الّتي شهدت بداية رحلة السّفر وشهدترحلة العودة.

  إنّها وثيقة، شاهدة عيان، شاهدة إثبات على وجودنا وصراعنا  الدّائم مع الّذين يحاولون مسحنا، تهميشنا، ورفضنا. 

سيرة حياة الكاتب تميم منصور

     تميم محمود منصور من مواليد بلدة طيرة المثلث/ فلسطين، أو طيرة بني صعب عام 1941. 

    لقد لفتت قرية الطّيرة أنظار المُؤرّخين، من خلال صمودها ضدّ هجمات العصابات الصّهيونيّة عام 1948، لكن مؤامرة الأنظمة العربيّة طالتها، وتمّ تسليمُها وضمُّها إلى "إسرائيل" عام 1949، وعلى الرّغم من قساوة الحكم العسكريّ، إلّا أنّه ترعرع فوق تراب هذه البلدة وتحت سمائها، وتعلّم في مدارسها الابتدائيّة والثّانويّة.  

    بعد الانتهاء من المرحلة الثّانويّة عام 1965 التحق بـ "معهد إعداد المعلّمين  في مدينة يافا"، وكان لوجوده في المعهد نقلة نوعيّة في حياته، لأنّه تذوّق ولمس مرارة التّمييز والعنصريّة في هذا المعهد. 

     بعد الانتهاء من الدّراسة في معهد المعلّمين المذكور، بدأ العمل بمهنة التّدريس، فاشتغل في العديد من المدارس العربيّة في الجليل: عرب الشّبلي، كفركنا، كفر مصر، جسر الزّرقاء، كفر قاسم في المثلث الجنوبيّ.  

   سنة 1972- 1973 التحق بجامعة تل أبيب، وأنهى اللّقب الأوّل بموضوع تاريخ الشّرق الأوسط الحديث وتاريخ فلسطين عام 1976. 

   عام 1978 بدأ بإكمال الدّراسة للقب الثّاني في نفس الجامعة. 

   حصل على الماجستير بموضوع تاريخ الشّعب اليهوديّ والحضارة الإسلاميّة عام 1981، وفي نفس السّنة حصل على شهادة تدريس من كلّيّة بيت بيرل. في بداية سنة 1980 انتقل للتّدريس في مدرسة الطّيرة الثّانويّة، واستمرّ في مهنة التّعليم حتّى خروجه للتّقاعد عام 2004.  

   مارس تميم منصور النّشاط السّياسيّ منذ شبابه، ضمن الأطر الّتي كانت متوفّرة آنذاك: 

  عام 1984 ساهم بإقامة "الحركة التّقدميّة"، كأوّل إطار عربيّ قوميّ فلسطينيّ، وساهم أيضًا بتأسيس "صحيفة الوطن" الّتي كانت تصدر عن الحركة التّقدميّة، حيث كتب في الصّحيفة عشرات المقالات. 

 

   عام 1991 شارك مع وفد من الحركة التّقدميّة في مؤتمر الجمعيّات غير الحكوميّة، لمناصرة الشّعب الفلسطينيّ في مدينة جنيف/ سويسرا.

 عام 1993 كان المرشّح الثّاني للكنيست داخل الحركة التّقدميّة، لكن الحركة لم تجتز نسبة الحسم، لأسباب سياسيّة  لا حاجة لذكرها. 

عام 1996 ساهم في تأسيس "حزب التّجمّع الوطنيّ الدّيمقراطيّ"، وكان طوال الوقت عضوًا في المكتب السّياسيّ، حتّى خروجه من الحزب عام 2008.

  كتب في جميع الصّحف المحلّيّة: الوطن، الصّنّارة، كل العرب، فصل المقال، الأهالي، بانوراما، القبس، المسار، الاتّحاد وغيرها، حيث كتب مئات المقالات. وكتب في العديد من المواقع الإلكترونيّة، وكان يعتزّ أنّ له علاقات مع مواقع ناصريّة، وقد تُرجمت مقالاته إلى عدّة لغات مثل: العبريّة، والإنكليزيّة، والتّركية وغيرها.  

  أصدر الكاتب تميم منصور: 

1 - الأمس لا يموت - 2000

.

2- جمرات داخل رماد الأيّام - 2009. 

3- الحاضر الّذي مضى - 2010. 

4- أيّام فلسطينيّة - 2011. 

5- مذكّرات معلّم - 2015. 

6- الانقلابات العسكريّة داخل الأقطار العربيّة - 2017.

7- العرب بين الوحدة والانفصال - 2018.   

8- لن تكون هنا عندما أنادي عليك - كلمات الرثاء التي قيلت في الكاتب -2021 

9- التّاريخ يكتبه المنتصرون - 2022 . 

10- حكايات زمن الحكم العسكري - 2022 . 

11 - مذكّرات معلّم طبعة ثانية- 2023. 

 

  لقد تمّ تكريم الكاتب والباحث تميم منصور من عدّة نوادٍ وجمعيّات ثقافيّة  يذكر:

     أ - جمعيّة الثّقافة في مدينة الطّيبة. 

     ب- رابطة المتقاعدين في مدينة الطّيرة. 

     ت- تمّ تكريمه ثلاث مرّات من قبل نادي حيفا الثّقافيّ. 

       توفي الكاتب تميم منصور يوم 24.9.2021.

 

      الجدير بالذّكر أنّ الكاتب تميم منصور متزوّج من الكاتبة شوقيّة عروق منصور.

2023-01-01