بالمقابل فان العرب منفوشي الريش كالطاووس ويتبخترون ويرفعون اصواتهم بالغناء عن الامجاد والشهامة والبطولة والرجولة والاستقامة والكرم والنخزة والشرف والشجاعة والعدل ويوردون من الامثلة عبر التاريخ ما لا يعد ولا يحصى ولا يتركون واردة ولا شاردة من فعل و/ او قول الا ويوردوه اثباتا على ذلك متناسين المثل القائل ان ( الجمل لو رأى اعوجاج عنقه لوقع وانكسر ) ويبدو من الحق ان يتشبه الناس بحيواناتهم فنحن نصف امريكا واسرائيل بالقردة والخنازير ونشرح طويلا ان التسمية لم نطلقها عليهم اعتباطا فهم فعلا يشبهون القردة والخنازير براينا كما اننا نشبه الجمال برايهم

الولايات المنهوبة من اهلها تقدم هذه الايام لائحة اتهام ضد رئيسها السابق وسيمثل امام القضاء بتهمة الرشوة تماما كما فعلت مع كلينتون بتهمة التحرش وفعلت مع غيره والكيان اللص سجن رئيس الدولة بتهمة التحرش ورئيس الوزراء بتهمة الرشوة ويحضر لرئيس وزراءه الحالي ومنع درعي من تسلم منصب حكومي لأنه سبق ان حكم بالسجن وتقوم الدنيا ولا تقعد بعشرات الاف المتظاهرين في كل تجمع بشري ضد التعديات على سلطة القضاء وتضطر الحكومة للتراجع عن برامجها امام ضغط الشارع ولا يبدو ان العرب لديهم أي مسؤول فاسد او متحرش ولا يبدو ان القضاء له أية قيمة على الاطلاق فهو تابع مطلق للحاكم الفرد دون ان تجد مواطنا واحدا يعلن احتجاجه على الاطلاق.

في مؤشر السعادة العالمي لعام 2022 يحتل الكيان اللص المرتبة 11 مع 262 من الالف للكرم و82 من الالف للفساد والولايات المنهوبة المرتبة 12 مع 291 من الالف للكرم و133 من الالف للفساد في حين ان افضل الدول العربية في القائمة وهي قطر تحتل المرتبة 32 مع 256 للكرم و 171 للفساد وفي مؤشر التعليم تحتل الولايات المنهوبة المرتبة الاولى وكيان اللصوص المرتبة الثالثة وفي المؤشر العالمي لحرية الانسان تأتي الولايات المنهوبة في المرتبة العشرين وكيان اللصوص في المرتبة 51 بينما جاءت الاردن في المرتبة 78وهي الاولى عربيا.

والسؤال الان ونحن نرى اللصوص والشياطين والخنازير والقردة والكفار وما الى ذلك يتقدمون علينا في كل شيء ويقيمون كيانات مسروقة فاشية عنصرية مجرمة ومع ذلك يحمونها ويدافعون ويتوحدون ويضحون من اجلها بينما لا يكاد العربي معنيا بباب بيته فهل يكفي ان نتفرج عليهم وهل يكفي ان نصفق لخلافاتهم وصراعاتهم ونرفع ايدينا بالدعاء ان يسخطهم الله ام ان علينا ان نبحث عن سبيلا لنخرج من السخط الذي وضعنا انفسنا بأيدينا به لا بيد الله فالرب يأخذ بيد الفالح أيا كان ولا يأخذ بيد الفاشل أيا كان.

اذا لم نتخلص من ماضويتنا ونترك دورنا ومكانتنا كخشب مسندة على جدار التاريخ ولا نعرف من هذا العصر الا ارصفته وجدران الحائط النائي بعيدا عن دروب رياح التغيير والتقدم والابداع والانجاز ونتخلى عن اخلاق الكذب والنفاق والكسل والتخلف لصالح اخلاق الحق والعدل والحرية فان أيا منا لن يعبر عصر المعرفة هذا وسيبقى عصرا لإمبريالية المعرفة بلا منازع.