الثلاثاء 21/10/1445 هـ الموافق 30/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المطالب النقابية للحركة الطلابية الفلسطينية بين الهشاشة و الغياب ...همام ضحيك

المطالب النقابية للحركة الطلابية الفلسطينية بين الهشاشة والغياب تواجدت الحركة الطلابية الفلسطينية إبان فترة الانتداب البريطاني حيث كانت مهامها الوقوف في وجه مخططات المستعمرين ومواجهة الهجرة الصهيونية ولم يكن هناك مطالب نقابية آنذاك ثم ظهر زخم الحركة الطلابية بعد النكسة حيث كانت النواة الأولى في تأسيس أحزاب منظمة التحرير الفلسطينية ورسم مسارات الصراع مع الاحتلال بالإضافة إلى رسم العلاقات مع المحيط العربي والدولي من خلال قوى التحرر.

اتسمت مرحلة قبل ظهور السلطة الوطنية الفلسطينية بالخطاب الثوري للحركة الطلابية في الداخل والخارج الفلسطيني حيث كان هذا الخطاب السمة الأكثر بروزا عن المطالب النقابية بسبب الحالة الفلسطينية والعربية. شهدت الأراضي الفلسطينية بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية تأسيس وبناء العديد من الكليات والجامعات الأهلية والخاصة ما ترتب عليه ميول في خطابات الحركة الطلابية باتجاه المطالب النقابية, وأصبح هناك صراع مشروع بين إدارات هذه الجامعات ومجالس الطلبة وفي بعض الأحيان كانت تؤدي إلى إغلاق الجامعات لتحقيق مطالب المجالس وكما أن إنجازات الحركة الطلابية النقابية والمطلبية متعددة لا يمكن حصرها.

ولكن مع مرور الوقت أصبحت المطالب النقابية للحركة الطلابية في حالة خمول وأحيانا تصل إلى حالة الجمود ما أدى إلى رفع الجامعات أسعار الساعات الدراسية واستغلالها للوضع القائم وإضافة رسوم جانبية فصلية دون مراعاة إلى الوضع الاقتصادي المتهالك ما ترتب على ذلك حرمان الكثير من الطلاب من تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم في مستقبل تعليمي مشرق وانقطاع عدد من الطلاب عن دراستهم الجامعية لعدم مقدرتهم على دفع التكاليف أو تراكم المستحقات المالية عليهم. لعل ضعف الحركة الطلابية و وصولها إلى هذه المرحلة له أسباب عديدة نجمل نجملها في نقل الأزمات التنظيمية والأيديولوجية الداخل الأحزاب السياسية إلى الجسم الطلابي , تغيب الطلاب عن الفعل السياسي باستثناء أصواتهم التي يدلون فيها وقت انتخابات مجالس الطلبة والتي تحصل في بعض الجامعات ويتم تغييبها عن جامعات أخرى , ضعف الوعي السياسي والثقافة الحزبية حيث تركز الكتل الطلابية على أعداد الطلاب وليس على نوع الطلاب , تدخل القيادات العليا للأحزاب الفلسطينية في بعض الإضرابات والصراعات التي تخوضها الحركة الطلابية لصالح نفوذ إدارة الجامعات أدى إلى عدم ثقة بعض الطلاب بالكتل الطلابية , تغليب البعد الحزبي على البعد النقابي أتاح لإدارة الجامعات أن تضعف الكتل الطلابية , بالإضافة إلى غياب العملية الديمقراطية في بعض الجامعات حيث يتم تشكيل مجالس الطلبة حسب رغبة ومصالح إدارة الجامعة دون إجراء انتخابات نزيهة ما يؤدي إلى وقوف هذه المجالس بجانب مصالح إدارات إدارة الجامعات على حساب مصالح الطلاب , تعتبر هذه أهم وأبرز الأسباب التي أدت إلى إضعاف الحركة الطلابية . لا بد من تفعيل العمل النقابي للحركة الطلابية لتساند أبناء شعبها في حالتهم الاقتصادية الصعبة وتأخذ موقفا موحد ينادي بحق الجميع في التعليم الأكاديمي والمهني وتذليل العقبات ليتسنى للجميع الحصول على هذا الحق لما يساهم في بناء و ورفعة الوطن . ولكي يتم تفعيل ذلك لا بد من خلق علاقة تقوم على الاستقلالية وليست تبعية بين الكتل الطلابية والأحزاب السياسية في البرامج والرؤية والأهداف , خلق جسم طلابي موحد يضم كافة الأحزاب السياسية من خلال من خلال تنشيط وتفعيل دور سكرتارية الأطر الطلابية والاتحاد العام للطلاب وتوفير مزيد من الاستقلالية في صنع القرارات لهم , إجراء الانتخابات الطلابية ال داخل الجامعات الفلسطينية كافة دون تدخل وانتخاب مجالس قادرة على تمثيل الجميع والدفاع عن حقوقهم بشكل دوري , الفصل بين السياسي من جهة والنقابي من جهة أخرى لنصل إلى إحياء الحركة الطلابية نقابيا , عقد الورشات والندوات من أجل تعريف الطلبة بتاريخ الحركة الطلابية ومساهماتها في تعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية والحزبية والنقابية بالإضافة إلى الاطلاع على نماذج اتحادات الطلبة ومساهماتهم في العمل النقابي حول العالم , إنشاء مركز عمل طلابي هدفه نقابي بحث يقوم بتقديم الندوات والورشات والمناظرات ودعم مجالس الطلبة ماديا ومعنويا وتعزيز مشاركة الطلاب سياسيا ونقابيا يضم كافة أطياف العلم الفلسطيني للارتقاء بالعمل النقابي للحركة الطلابية الفلسطينية تحت إشراف القيادة العليا للقوى الوطنية والإسلامية ومساهمة المؤسسات الأهلية ذات الصلة. يجب ألا يشكل الانقسام البغيض عائقا أمام حق العمل النقابي للكتل والاتحادات عامة والحركة الطلابية خاصة وأن يبتعد أي عمل نقابي عن النفوذ السياسي وآثار الانقسام حتى تتمكن جميع الفئات والطبقات من تحقيق المكاسب من أي عمل نقابي يساهم في تطور وبناء المجتمع الفلسطيني بكافة طبقاته وألوان طيفه السياسية بعيدا عن المصالح الفئوية والحزبية الضيقة وأن يتحلى جميع المسؤولين وصناع القرار في المسؤولية الوطنية والأخلاقية الواقعة على عاتقهم في حماية مكتسبات العمل النقابي واستمرارية هذا العمل لجميع الاتحادات والكتل النقابية.

بقلم الكاتب: همام ضحيك

2023-08-26