الخميس 23/10/1445 هـ الموافق 02/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الانتخابات الأمريكية واللعب على دماء أطفال غزة....نضال العضايلة

لقد شوهوا التاريخ والحقائق وتلاعبوا بها بشكل خطير واستهدفهوا بشكل متكرر ومستمر، الفلسطينيون شيوخاً ونساءاً واطفالاً وخاصة خلال فترات الانتخابات، وقد شاركوا في أعمال دعائية مستمرة ومنسقة تستهدف الفلسطينيون والعرب في الاتحاد وشوهوا الحقائق وتلاعبوا بها بشكل خطير. جميعهم دعوا ويدعون بلادهم إلى دعم إسرائيل، رغم أنهم يختلفون حول دور بلادهم العسكري في الصراع القائم، بين دولة الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، لا بل ويرفضون تفسير الأمور بما يتماشى مع مبدأ التناسب والحق الأساسي في حرية التعبير، ومن المسلم به أن هذا الخط قد يكون من الصعب رسمه في حالات معينة في الممارسة العملية التي ينتهجونها. وبعد أسبوعين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كشفت الحرب عن انقسام بين المرشحين الجمهوريين للرئاسة على وجه الخصوص حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة ممارسة الانعزالية في شؤونها الخارجية، أو اتخاذ نهج أكثر تدخلا في الصراع الدائر حاليا. أكثر المرشحين المتحمسين والداعمين لإسرائيل هو دونالد ترامب الذي عنف اسرائيل بشكل مباشر على عدم "استعدادها" للهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فيما يرى المرشح رون ديسنتيس، الذي يحل ثانيا بفارق كبير خلف ترامب في الاستطلاعات، إن على إسرائيل استخدام "القوة الساحقة" حتى "يتم القضاء على البنية التحتية والشبكات الإرهابية وأنفاق حركة حماس".

فيما ذهبت المرشحة نيكي هيلي والتي كانت سفيرة ترامب لدى الأمم المتحدة، إن على الولايات المتحدة يجب أن تقف مع إسرائيل وهي "تنهي" حماس، في الوقت الذي ذهب فيه نائب الرئيس السابق مايك بنس إلى إن إسرائيل ليس لديها خيار سوى سحق حماس، مؤكداً أنه سيقف مع إسرائيل عندما يبدأ هذا الهجوم البري، وسيقف مع إسرائيل كل يوم خلال القتال العنيف والخسارة التي ستحدث حتى تحقق نصرا صريحا.

وبينما يؤكد الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بضرورة استمرار بلاده بدعم "صلب كالصخر" و"راسخ" لإسرائيل بعد الهجوم الذي شنّته حركة المقاومة الاسلامية حماس، ويرى ان شعب إسرائيل تعرض لهجوم من منظمة إرهابية هي حماس ( حركة مقاومة اسلامية فلسطينية)، فهو يرى أن بلاده لن تخفق أبداً في دعمهم.

وقال إن لإسرائيل "الحق في الدفاع عن نفسها"، متحدثاً عن "مأساة إنسانية رهيبة" بعد هجوم حماس المفاجئ، لكنه لم يتحدث عن المآسي والجرائم والفظاعات التي ترتكبها دولة الكيان الصهيوني في غزة. وفيما يوجه عرب ومسلمون أمريكيون وحلفاء لهم انتقادات حادة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن فيما يتعلق بموقفه من الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، ويطالبونه ببذل المزيد من الجهد لمنع أزمة إنسانية كبرى في قطاع غزة، وإلا سيخاطر بخسارة تأييدهم في انتخابات الرئاسة لعام 2024، الا أنه ماضي في سياسته الداعمة بقوة للكيان الصهيوني. فكيف سينظر أطفال غزة الناجون من هذا الهجوم العنيف إلى من سمحوا بارتكابه؟، فعلى ساسة أمريكا ومرشحيها سماع صرخات أطفال غزة بين أصوات الحرب الدائرة، ومن المفترض أن يستمعوا إلى مأساتهم، لأن ما يجري أمر بالغ الصعوبة. هناك خلل أخلاقي عميق في النظام الأمريكي، والجميع شركاء فيه، رئيساً ومجلس شيوخ ومجلس نواب وساسة، ومرشحين، وحتى الشعب. وعلى هؤلاء ان يعلموا ان المضاعفات بعيدة الأمد لهذا الإرهاب البشع والتضحية الصادمة بالأطفال في غزة، ستدفع الناجين من بينهم للإحساس بالغضب والخوف مستقبلاً، والسعي للانتقام"، ولن يملك أحد أي إجابة لأي سؤال سيوجهونه. كلهم من طينة واحدة، كلهم صهاينة، فهذا الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما يحرص على إظهار دعمه الكامل للرئيس جو بايدن، وموقفه الداعم بشكل قوي للحليف الاستراتيجي إسرائيل، وسعيه لتفكيك حركة حماس، وبالتالي فهو يشارك في قتل اطفالنا في غزة، ويساهم في الهجمة البربرية الصهيونية على اهلنا في فلسطين.

2023-10-29