الجمعة 24/10/1445 هـ الموافق 03/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هل يكرر مرسي في سوريا أخطاء مبارك في العراق (ج 4) /محمد عزت الشريف

  الستينات.. وما أدراك ما الستينات ؟!! هذه لم يقلها مبارك المخلوع .. كان يعرف أن ثورة 23 يوليو 1952 خط أحمر؛ بل شرط من شروط اعتماد أي حزب مصري ؛ أن يعترف بثورة يوليو، ويحترم ما جاءت به من مبادئ، وما اتخذته من إجراءات . فهل ينكر الرئيس المصري الحالي محمد مرسي ، ويتنكر، ويسخر ، ويتندّر على ثورة يوليو وزعيمها التاريخي عبد الناصر؟! هل كل ما يراه الدكتور محمد مرسي من إنجازات، وإجراءات ثورة يوليوفي حقبة الستينات؛ هو فقط خلافات زعيمها التاريخي عبد الناصر مع أعضاء جماعة الإخوان الحركيين ، وإجراءاته الأمنية ضدّهم؟! هل يعتقد الرئيس مرسي أن المصريين يهتمون كثيراً بتلك الإجراءات السالفة ويتوقفون عندها؟! أنا أقول ـ وبكل ثقةٍ وإطمئنان ـ أنّ الناصريين المصريين لولاهم ما حقق محمد مرسي نسبة الـ 50% من مجموع الذين أدلوا بأصواتهم في الإنتخابات المصرية التي جاءت به إلى سدة الحكم (وهو القيادي الأخواني الكبير) !! ومواصلةً لذات العزف؛ على ذات الوتر .. يقف الرئيس مرسي موقفاً صلباً ضد النظام السوري (الأسدي) رغم ما في خطورة هذا الموقف على سوريا الدولة والتاريخ والشعب؛ قبل خطورته على القادة و الحكومات التي تروح وتجيء ، ويبقى الشعب والوطن والتاريخ .. أنا بدوري موقفي صلبٌ ضد موقف الرئيس مرسي إزاء عبد الناصر، وتاريخه وإنجازاته ، في الستينات ، وما أدراك ما الستينات ..!! وموقفي صلبٌ ضد موقف الرئيس مرسي إزاء حكومة وجيش ( العربي السوري) وكل المدافعين عن أمن، و أمان، وسلامة، و وحدة، وسيادة واستقلال إرادة سوريا .. أنا ضد أن يحكم مواقفنا الحالية عداءات موروثة بين الأخوان وعبد الناصر في الستينات وما أدراك ما الستينات .. وغيرها من حقب وفترات .. !! نحن لا نرهن أنفسنا (حاضراً و مستقبلاً) ـ أبداً ـ لثارات قديمة بين الأخوان و الرئيس الأسد في الثمانينات من القرن الماضي ـ فلا الأسد هو الأسد، ولا الأخوان هم الأخوان ، ولا الزمان هو الزمان، ولا المكان هو المكان !! استفيقوا يا السادة النيام !! استفيقوا .. وأزيحوا الغشاوة عن عيونكم ، فلن تروا سوى الناتو وغربانه يملؤون الأجواء.. ينتظرون شارة البدء (اضرب) ليحولوا سوريا إلى عراق جديد، وليبيا أخرى !! إنني ـ والله ـ لا أسمع من لهج حديثكم ، و مجدول حروفكم، سوى الغربان تنعق.. والبوم تحوم ؛ تبحث لها ـ على شبابيك الوطن ـ عن أعشاش. تباً .. ثم تباً .. ثمّ تباً ؛ لكل جاهلٍ منكم، وكل غافل، أو مخادع، غشّاش .. أنا ـ والله ـ أجزم أن أمثالكم من الغافلين و النيام لم يروا ـ حتى الآن ـ العراق، وهولَ ما صار عليه حاله، و لم يرَوا ليبيا، ولا طالت نيرانها أصابعهم !! أيّ "لا ـ منطق" هذا يا دكتور مرسي؟! ـ وأنت تطالب بعدم التدخل الخارجي في سوريا ، وفي ذات الوقت ترى وتسمع الأموال والسلاح تركض إلى سوريا ركضاً؛ لتلهب أوار النار هناك؟! هل تظننا جميعاً من فصيل الغافلين المغفلين النيام؟! والله لقد كان هذا هو ذاته موقف المخلوع مبارك من التدخل الخارجي في العراق !! ؛ لقد ساعد أمريكا على وضع أقدامها في العراق؛ بالعسكر وبالتصريحات السياسية المخادعة و المسمومة؛ وعندما كانوا يسألونه عن مأساة العراق من بعدها ؛ كان يردّ على سائليه دائماً بمقولته الغبية: (مهو هوّه السبب.. هوّه الساباب !!) وكان يقصد بكلامه الرئيس (صدام حسين). !! يعني مصر تشارك أمريكا عسكرياً وسياسياًً في تمكينها من إحتلال العراق (و هوّه السبب .. هوّه الساباب !!) !! و كأن دور مصر وقيادة مصر هو فقط أنت تقف مربعة اليدين؛ تبحث في الكوارث والملمات عن مَن (هوه السبب .. هوه الساباب !!) !! ألا خسئتَ يا كل رئيس مصريّ؛ يقف مكتوف اليدين، والرجلين، فاغراً فاهه؛ وحلف الناتو ينتهك حرمة أجواء الوطن الأكبر ، ثم لا يجد له من عمل سوى أن يقف نابحاً، نادباً،ً مُوَلوِلا؛ يبحث للمصيبة عمّن (هوه السبب.. هوه الساباب !!) !! كأنكم والله ـ لستم سوى ـ شيوخ خفر قرية كفر زعربانه (مش رؤساء أم الدنيا ـ حمهورية مصر العربية) !!. ماذا أقول .. وأي شيء أقول ؟!! رحم الله زعيم مصر الستينات .. وما أدراك ما الستينات .. ؟!! ***

2013-04-09