إذا كنت ذا عقل رحمه خصب ولود وعربي فأنت أرملة تحول أولادها للقطاء تدوسهم أرجل الباذخين تبيت كل ليلة تعضّ كتف الهواء بدِعَة أقرب للنبوّة، ترسم بعينيك أحلاما وكتبا مقدسة تعيها بذاكرتك الظمأى لكل شيء، ولأجل أوطان تجحدك وتزدريك ورغم كل هذا تريد أن يكون للريح قدمًا تمسكها، وتغرسها في تراب وطنك .يخرج من بين مسام جلدك دعاء غلّقت دونه أبواب السماء، لأن بني وطنك وجدوا أن كلمة آمين شهادة لدعائك لايستحقها وحين يرتطم وجهه بالأرض، يتكسّر مدنًا ونوافذ تعبرهما الريح لحظة أو لحظتين، ثم تخلّف مرارة أشبه بقبلة مسروقة، يعقبها وداع. يجتاحك الوقت، ويتسرب عمرك فتصيرغرابا يفتّش عن قبر ضائع بين تجاعيد الزمن..أيها الناس أنا طالوت سأعبر النهرثانية فلاتشربوا منه إلا من اغترف منه غرفة بيده انطلق الجميع معي وعند النهر جلسوا وشربوا واستحموا نظرت خلفي وجدتني أسير وحدي.ومعي ظلي يتبعني على استحياء .
