السبت 25/10/1445 هـ الموافق 04/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
في ذمة الله المناضل الكبير/ عبد العاطي محمد سالم التلولي "أبو سهيل" بقلم الكاتب//سامي إبراهيم فودة

  [email protected]

المرحوم المناضل الكبير أبو سهيل التلولي بدأ مشوار معاناته و صراعه الطويل مع المرض ما يقارب على العام تقريباً إثر إصابته بجلطة دماغية أفقدته صوابه وتركيزه وأدخلته على أثرها إلى مستشفي كمال عدوان"غرفة العناية المركزة"وبقي هذا الرجل العظيم تحت رقابة الأجهزة الطبية أيام عديدة وبعدها ثم نقلة إلى مستشفي الوفاء للتأهيل الوظيفي والعلاج الطبيعي وبقي فترة من الزمن تحت العلاج الطبي وبعدها ثم تحويله إلى مستشفي الهلال الأحمر بخانيونس حيث وافته المنية في ساعات المساء يوم السبت عن عمر يناهز76 عاماً,فقد ترامي خبروفاة المرحوم"أبو سهيل"إلى عموم ألـ التلولي وجيرانه وأصدقائه وأحبائه حتى اكتسي المشهد التراجيدي بأجواء ملؤها الحزن والألم والأسى والبكاء على وجوه الحاضرين المعزين.... حيث شعيت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيم جباليا وشخصيات اجتماعية ووطنية ودينية جثمان المناضل والأسير المحرر العم والأخ المرحوم الحاج/ عبد العاطي محمد سالم التلولي"أبو سهيل"في موكب جنائزي شعبي مهيب ولف جثمان المغفور بالعلم الفلسطيني,وانطلق المشيعون سيراً على الأقدام من منزل عائلة المرحوم إلى مسجد العودة وتمت الصلاة عليه وبعدها انطلقوا المشاركين المشيعون وهم حاملون على أكتافهم جثمان المرحوم أبو سهيل التلولي إلى مثواه الأخير في مقبرة الفالوجا.... فإن الأخ والعم والصديق والجار والمناضل وابن المخيم المرحوم/ أبو سهيل التلولي رجل وطني من العيار الثقيل ومن قدامي أبناء حركة فتح العتاولة فقد تم اعتقاله على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني لتحقيق معه مرات عديدة وفي فترات زمنية مختلفة من مراحل حياته وامضي خلالها ما يقارب على ثلاث سنوات في سجون الاحتلال الصهيوني فلديه من الخبرة الحياتية والتجربة الاعتقاليه والنضالية والأمنية ما يكفيه ويؤهله بأن يكون قائداً لكل مرحلة من مراحل العمل الوطني النضالي وحسب معلوماتي الشخصية التي استقيتها من أقاربه ومقربين له فقد كان المناضل المرحوم"أبو سهيل"على تواصل مع قيادة حركة فتح في مرحلة شبابه فمنهم على سبيل المثال لا الحصر أمير الشهداء الأخ القائد الشهيد/ خليل الوزير مسئول الأرض المحتلة والأخوة المناضلين// احمد نصر وزهدي سعيد والأخ أبو على شاهين رحم الله من تركنا ورحل عنا وسار مع قوافل كواكب الشهداء ليأخذ مكاناً رفيعاً إلى جوار ربه, وأطال الله وأمد في عمر الأخوة المناضلين من بقي على عهد الشهداء وقسم الأحرار الشرفاء.... فالجميع يشهد من أبناء المخيم ومحافظات الوطن لهذا الرجل المناضل الفاضل من عرفه وعاشره عن قرب انه صاحب واجب لا يتردد إطلاقاً في عمل الخير وتقديم الواجب لكل كبيرة وصغيرة بالسراء و الضراء من أهل المخيم ومساعدة المحتاجين ومودة الأخوة والأقارب والجيران والأصدقاء وتطييب خاطر المظلومين والمضطهدين والمكلومين من أبناء المخيم, فأبناء المرحوم المناضل"أبو سهيل"من خيرة أبناء حركة فتح وجميعهم دون استثناء مناضلين ثم اعتقالهم وقد استشهد احد أبنائه الذي عمل في جهاز الشرطة في مخيم جباليا انه الشهيد المناضل/ مجدي التلولي الذي قدم حياته وروحه ودمه رخيصة فداء وطنه أثناء تصديه لأحد الاجتياحات العدو الصهيوني للمخيم مخيم الثورة والصمود عام 2002م.... فان المرحوم أبو سهيل التلولي من مواليد 1938م من قرية دمره الفلسطينية وتبعد حوالي 500 متر من معبر بيت حانون فقد هاجرت عائلته كباقي العائلات الفلسطينية الذين تعرضوا لأبشع أنواع القتل والتنكيل والتهجير القصري تحت تهديد السلاح,ليستقر بهم المقام في مخيم جباليا للاجئين عام 1948م فقد أكمل تعليمية الدراسي وحصل على الثانوية العامة"التوجيهي" وفي عام 1957م التحق في صفوف الشرطة المدنية وشغل العديد من المواقع الشرطية في أماكن مختلفة من قطاع غزة وعمل مع الإدارة المصرية آنذاك وتلقي العديد من التدريبات العسكرية وعندما احتلت عصابات بني صهيون "الكيان المسخ" كل فلسطين في عام 1967م توقف عن العمل مع الشرطة ورفض أن يعمل تحت أوامر الحاكم العسكري الصهيوني وبسبب عدم توفر فرص العمل فقد عاني الكثير من الوضع الاقتصادي المدقع فأضطر للعمل بأعمال حرفية مختلفة وبعد توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي عادت السلطة الوطنية إلى أرض الوطن في 1994م وعاد المرحوم"أبو سهيل" والتحق في صفوفها جهاز الشرطة وعمل في مركز شرطة جباليا "قسم التحقيق" وتم إحالته إلى التقاعد برتبة رائد عام 2005م .... إخوتي أبناء ديمومتي ألـ التلولي فرداً فرداً أعلم علم اليقين أن المصاب جلل,وخطب جسيم,والفاجع أليم,لقد فقدنا وفقد الوطن اليوم, مناضلاً عظيم, ورجلاً فاضلاً ,وأباً كبيراً وقديراً..نحن محزنون على فراقه أبا الأبطال والشهداء..فمن على سطور مقالي أسال الله المولى الكريم عزوجل أن يرحمه ويدخله فسيح جناته,فإننا نؤمن بقضاء الله ولا اعتراض عليه في أمانته فالله أعطى والله أخذ والله يلهم أفراد عائلته جميعاً الصبر والسلوان... تقبلوا تعازينا ألـ التلولي جميعاً.. فإلى جنات الخلد أيها الأب الكبير والمناضل القدير"أبو سهيل التلولي"مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.... انا لله وانا إليه راجعون.

أخوكم ابن الفتح البار//سامي إبراهيم فودة

2014-01-20