الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
وعد بلفور، بعد قرن وعامين ماذا حققنا لواقعنا ؟!...علم الدين ديب

يصادف يوم الثاني من نوفمبر من عام 1917م ذكرى صدور ذلك الوعد المشؤوم الذي توعدت فيه بريطانيا بمساعدة الصهاينة بإقامة وطن لهم على أرض فلسطين، ومن هنا بدأت تظهر ملامح الصهيونية وبدأ يتوافد اليهود إلى فلسطين منذ بداية عام 1920م بعد إعلان الإحتلال البريطاني فتح باب الهجرة اليهودية لأرض فلسطين، وما تلاها من ممارسات تظهر السياسية الاستعمارية التي تبناها الكيان الصهيوني وفيما بعد بدأ يتلاشى الوجه المزيف وبدأت تظهر حقيقة الإحتلال من ممارسات لأبشع أنواع الجرائم من قتل وتهجير للسكان الأصليين، وبذلك تكمُن المعضلة الحقيقة في وجود ذلك الوعد الكاذب الذي أعطى من لا يملك لمن لا يستحق . ورغم كل ذلك يبقى دوماً النظر إلى الحاضر المُهترئ وما وصلنا إليه اليوم من حالة تصارع داخلي قد يكون معه انحراف للبوصلة التي يفترض أنها موجهة في مسارها الصحيح وتكون مسخرة جُل الإمكانيات لخدمة الوطن وكيفية إنهاء ذلك الإحتلال الصهيوني، لكن ما أنجبه الإنقسام والسلطة وهدف الأحزاب في الحفاظ على المصالح الحزبية حتى وتغليبها على مصلحة الوطن والقضية، أوصل بنا إلى حالة أفقدتنا قوة كان مفترض أنها ستمكن الشعب القوي بإرادته الصلبة وعزيمته التي لا تلين من دفع خطر الاحتلال والخروج من الأزمة الراهنة بقوة تعصف كل المؤامرات التي تحاك ضدنا، لكن كل ذلك يحتاج إلى نخبة وقيادة حكيمة تدير تلك الإمكانيات وتهيئ الظروف لتصبح متاحة للخروج بحالة وطنية مميزة تنهي أغلب خلافاتنا وتلبي متطلبات ذلك الشعب. ويبقى دائما هناك تساؤلات وأهمها : ماذا حققنا لواقعنا ؟ تساؤل يحتاج منا جميعاً الوقف والتأمل في الحالة التي وصلنا لها من انقسام بين شقي الوطن إحداهما توسع للاستيطان ومحاولات إسرائيلية لأحكام القبضة على المنطقة المحتلة ومزيد من التجهيل وممارسة للجرائم والقاء الكثيرين من الفلسطينيين في سجون الاحتلال واستهداف للكل من تخول له نفسه المساس بأمن الكيان الغاصب، وأما عن الشق الثاني فقد نجح الإحتلال في خلق حالة من الصراع راح ضحيتها ملايين المواطنين بعد وجود حالة من التردي والفقر لدرجة أصبح يصعب معها توفير أدني متطلبات الحياة، وتكدس للبطالة وهجرة كفاءات علمية وطاقات شبابية هروباً من واقع مؤلم وكل ذلك لا يصب إلا في مصلحة الإحتلال وتماشياً مع مخططاته. إن ما نحتاج إليه اليوم هو ما أشبه بنهضة تكفل لنا الخروج من واقعنا، واستحداث لكافة المجالات والإمكانيات وتسليط الضوء على حالتنا الفلسطينية وتصدير قضيتنا لكل دول العالم وتوجيه الجهود الدولية للعمل على إلغاء كل القرارات التي تتعارض مع حق تقرير المصير المكفول وفق للقوانين الدولية والعمل على إصلاح البيت الداخلي ولملمت الجراح وأعطاء المجال للتفاهم والخروج بصيغة وطنية تعطي لنا أمل لمرحلة مقبلة يصلح معها البحث حول حالة فلسطينية تكفل لنا العيش بكرامة والحفاظ على ما تبقى من أرضنا واسترداد كامل حقوقنا ورفض كل الإجراءات الباطلة التي أنكرت حقوقنا وقلصت من شرعيتنا الفلسطينية التي تؤكد على أحقية الأرض وأحقية تقرير المصير

2019-11-02