الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بعد كل محنة منحة ...فاطمة البار

عظيم هو الألم والوجع ، مبكية هي اللحظات التي يعيشها إخواننا وأطفالنا بعد الزلزال لكن وراءها منحة قادمة وفرج قادم ونصر كبير .

إنه وعد الله وفرج الله يلوح في الأفق لكل مستبصر .

لكن ما نراه يمزق القلوب ويدمي المقل ، ومع هذا البلاء نرى جمالا وروحا عظيمة في أمة محمد فالخير باق فيها فضل من الله ونعمة .

بين طيات هذي الآلام مسنة ترفض الخروج من تحت الأنقاض حتى يعطوها غطاء لشعرها ، أفلا تتعظ السافرات !

وينادي مسن بالماء ليتوضأ ويصلي تحت الأنقاض وهكذا قلب المؤمن معلق بالصلاة ، أفلا يصحو من ترك صلاته لعبا وتهاونا !

وتخرج طفلة بابتسامة الفرح لنجاتها لكن يجتثها ألم وتقول ( أهلي وإخواني داخل بس ميتين ) يارباه ارحم ضعفها وحالها .

يصور نفسه من تحت الأنقاض ويقول لا أدري هل سأخرج حيا أم لا ؟ ولا يدري أن كلماته خرجت حياة للأموات الأحياء !

الكثير من العبر والدروس نتعلمها منهم كيف لا وهم قد تربوا في مدرسة الحياة الموجعة المركزة في عمرهم القصير .

مناظر مفرحة رغم ثوب الوجع الذي ترتديه ، ومناظر موجعة رغم الفرح الذي نرتجيه.

في هذي الأيام التي يعيش فيها المسلمون بين جراح الفقد واليتم والتشريد والجوع في المناطق المتأثرة بالزلزال شمال وشرق المتوسط ؛استوى الغني والفقير فخرجوا من بيوتهم أو أُخرجوا فصاروا في الشارع سواسية 

لا مال ولا غير البكاء والدعاء .

وانتفضت الحمية الإسلامية لتفتح المخيمات خيامها لتضيف من لا مأوى له ، وفتح أصحاب المتاجر متاجرهم ليبعوا بالمجان مؤونة المتضررينو أدواتهم الطبية واحتياجاتهم ، وتحركت الجمعيات الإنسانية لتعين المنكوبين، إنها اللُحمة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم ( إذااشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) .

نعم بشائر النصر نراها رغم هذا الكم من المحن 

ونرى منحة الله قريبة لأمة محمد ، فما طال البلاء ! 

وإن بعد العسر يسر وفرج كبير إن شاء الله وعد الله لا يُخلف الله وعده .

 

2023-02-09