رام الله-الوسط اليوم

تداعى عشرات الصحافيين والكتاب في فلسطين الى اجتماع مع رئيس الوزراء د.سلام فياض بديوان رئاسة الوزراء في رام الله ، ورغم ان الاجتماع كان دوريا واعتياديا ، الا ان الظرف لم يكن اعتياديا .

وقد بدا رئيس الوزراء متألما من التجريح الشخصي ضده واحراق صوره ، وكم حاول اخفاء ذلك الا انه صارحنا واعترف ( نعم انا اتألم من الامر لكنني لا اجعل منه سياسة لردودي وطريقة عملي ) وأضاف بكل دوبلوماسية " انا لا اشكو ولكنني اتواصل معكم ومع الناس واحرص دوما على القيام بذلك وانا سبق وحذّرتكم ان الازمة المالية التي تعيشها السلطة هذه المرة هي ازمة حقيقية وهي اخطر ازمة نعيشها لكنن للاسف كان دائما هناك من يقول ان الازمة مفتعلة " .

اسهب الدكتور سلام فياض في تبيان كل شاردة وواردة في الاقتصاد الراهن واسعار السوق بدء من الفاصوليا الناشفة والشعيرية ووصولا الى الجاتوه والسولار لكن هذا لم يشف غليل الصحافيين والكتاب الذين بحثوا بكل عطش عن اجابات سياسية اكثر وارادوا عناوين صارخة ونارية اكثر تناسب النار التي تشتعل في الشوارع . وكأن الدكتور فياض فهم علينا فقرأ قصاصة ورقة جاءته من مرافقيه وقال مستنكرا : الان اغلاق شوارع في بيت ساحور بالاطارات وحتى سيارات الاسعاف لا تستطيع ان تمر من هناك .

بعض الصحافيين انفعلوا لصالح الدكتور فياض وبعضهم انفعل ضده ولكن على كلى الحالتين لم يكن احد يعرف ان اللقاء بث مباشرة على قناة تلفزيون فلسطين ... ومما قاله الدكتور فياض في هذا اللقاء :

* لقد ضاقت علينا الازمة واغلقت علينا جدران كاملة ونحن صامدون ونفعل كل ما نستطيع للتخفيف عن المواطن واستطيع القول ان عنوان الازمة واحد وهو الغلاء ولكن مصدر الازمة متشعب كثيرا .

* انا لم امنع ايا من الوزراء من الادلاء باي تصريح او تعليق حول الازمة الراهنة .واذا استقالتي تحل الازمة فلن اتردد عن ذلك .ولكن هناك فرق بين الهروب من الازمة نحو الاستقالة وبين تحمل المسؤولية لاجل المصلحة العامة .

* اعرف ان الدخل غير كافي وان الاسعار غالية لكن لا حل للازمة حاليا ومستحيل تغيير الواقع الاقتصادي الان .

* سبب الازمة هو الانقسام الذي جعل النظام السياسي غير مستقر ، وليس صعبا ان نتهم الاحتلال بكل شئ ، الا انني افضل ان نسمع ما يقوله قادة اسرائيل وان لا نتأثر وان لا نتوقف عندها .

* انا رأيي الشخصي ان هذا ليس ربيعا فلسطينيا ، فالربيع الفلسطيني قد بدأ منذ العام 1948 اي قبل الربيع العربي بعقود وانا لا اعترف باستنساخ تجربة الربيع العربي هنا لاننا لسنا دولة .

* اقول لم يهتف ضدي ارحل ، اقول له تكرم - اي تكرم عينك يا مواطن .

* هناك ظاهرة " الخبراء " الذين ينتقدون سياسة حكومتي ويدعون ان هذا اقتصاد " كوفي شوب " اقول ان هذه العدوى انتشرت مؤخرا وقد يكون هناك ازمات هنا وعدم وجود عقوبات رادعة لحماية المستهلك لكن ترحيل الازمة بهذا الشكل لن يحل المعضلة . والسلطة تمتص نصف غلاء الوقود على خزينتها وان وضعنا اليوم افضل من وضعنا قبل سنوات ومنذ ضم هيئة البترول لوزارة المالية لم يعد هناك ربح للسلطة بل نخسر .

* يجب دفع ثمن التيار الكهربائي وعلى الجميع الالتزام ولدينا خطط ضمان للفقراء لكن الجميع سيدفع ثمن الكهرباء بلا استثناء .

* سنضمن حرية التعبير وكل حادث يخضع للتقدير ونحن لسنا نادمين على اطلاق العنان للحريات