الجمعة 17/10/1445 هـ الموافق 26/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
جهلٌ، أم مؤامرة ؟ ـ ساء ما تحكمون !!/محمد عزت الشريف

 صوتي ضعيفٌ؟ ـ ربما لكنما .. ليست هنا المشكلة .. إذن ؛ ما المشكلة ؟ المشكلة .. فيكم أنتم .. أنتم ضعفاء .. سمْعُكم ضعيف / فإذا سمعتم .. لم تعوا .. ! وإذا وعيتم .. خرَسْـتُم ..! وإذا تكلمتم .. جَمُدتُم .. ! وإذا تحركتم .. هزِلتم، و ضَعُفتم عن الفِعل .. أنتم ضعفاء .. صوتي ليس ضعيفاً .. لكني أرفع بصوتي قضيةً ثقيلة ، (ناس غلابة، و مساكين) .. ليس لهم ـ أصلاً ـ صوت على الإطلاق .. أناس ليس لهم قنوات فضائية، أو (لوبي) ، و جماعات ضغط !!. وليست هذه ـ بالطبع ـ مشكلتهم وحدهم .. لكنما؛ المشكلة والمصيبة ـ بالأساس ـ فيكم أنتم .. نعم ، هي مشكلتكم.. أنتم المشغولون بالسلطة والمناصب والكراسي، دون الإلتفات إلى أصحاب الحقوق، وذوي الصوت الواطي. نسيتم ـ يا سادة ـ أن شرعية سلطتكم تأتي أساساً من مسئوليتكم نحو فئة الغلابة والمساكين من شعبكم أصحاب الصوت الواطي. في الصباح الباكر . ذهبتُ لأرقـُبَ المشهد، وأرصد الممارسة من أوَّلها، زيارة السيد الرئيس محمد مرسي للإسكندرية .. كان الشارع الرئيسيّ بمنطقة "سيدي جابر الشيخ" نظيفاً بصورة لم أعهدها من قبل، ولم أرَها ـ حتماً ـ من بعد!. و كانت مجموعات من الأخوان تنتظر وصول هليوكوبتر السيد الرئيس منذ الصباح الباكرعلى مصاطب الشارع المرصوفة، و المغسولة بالماء والصابون .. وكانوا في معظمهم ـ يلوكون الوقت ـ يتحاورون ـ بالطبع ـ في السياسة؛ ولكن في هدوء، ونظام نابع ـ كالعادة ـ من شبه إتفاق على كل المسائل .. دخلتُ على الخط في أوسع حلقة نقاش من بين تلكم المجموعات، وأنا أعلم أني سأكون ـ حتماً ـ الحبكة لهذه القصة، وعقدتَها ..! وكان بيننا حوارٌ طويلٌ، لم يصل لنهايته إلاّ بوصول طائرة السيد الرئيس للمبنى المقابل لمكان المؤتمر الجماهيري الحاشد.. نعم.. ولكن يا جماعة .. س : هل تعتقدون ـ حقاً ـ أنّ مجلس الشعب المنحل كان مثالياً ـ بالفعل ـ إلى هذا الحد ؟! ردّوا جميعاً .. ج : نعم .. قطعاً، نراه كان مثالياً .. فهل لديك ملاحظات عليه؟ ـ إذن تفضل، قل لنا ملاحظاتك . س: بل قولوا لي أنتم يا معشر شباب الأخوان : عن أهم إنجازات مجلس الشعب الإخواني المنحلّ؟! و هنا .. انبرى لي أحدُ المبرَّزين المفوَّهين فيهم / وبدأ يخطب، و يُعدّد إنجازات و حسنات المجلس الإخواني السابق .. و كان من بين إنجازات المجلس العظيمة كما يراها الزعيم الإخواني : أن المجلس أعاد حقوق العاملين المصريين في العراق من مستحقي الحوالات الصفراء. رددتُ ساخراً: ... يا أنتم .. بل هي والله .. واحدةٌ من أكبر الخطايا التي اقترفها المجلس المنحل ..! لقد أضاع ذلك المجلس بالجهل، أو بالمؤامرة " أو بهما معاً"حقوق عشرات بل مئات آلاف المصريين العاملين في العراق في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ولن يغفر لكم الشعب ولن يرحمكم التاريخ . مسرحيةُ ردّ حكومة العراق حقوق المصريين يا سادة .. كانت كذبةً كبرى، وخدعةً حقيرة، وكان طرفاها : حكومة الإحتلال العراقي من جهة ـ ومجلس الشعب الأخواني المنحلّ من الجهة الأخرى. و لم يكن الهدف منها سوى إيهام الشعب الغلبان الطيب من المصريين أنّ حكومة إحتلال العراق هي حكومة " بحق و حقيق" ؛والدليل أنها تردّ الحقوق الضائعة منذ أكثر من 20 عاماً لآلاف المصريين. وعندها يبارك المصريون لحكومتهم خطوتها ـ آنذاك ـ نحو العراق لحضور قمة بغداد المشبوهة ؛ إذ أن الشعب المصري و رأيَّه العام كان يُعلـِّق مشاركة حكومته فيها ـ على إرجاع حكومة العراق لحقوق قدامى العاملين المصريين في العراق؛ من أصحاب الحوالات الصفراء التي نامت أوراق قضيتها في أدراج الإهمال، والنسيان، و الإستهبال؛ منذ ما يقرب من ربع قرن !! ردّ عليّ سيادة الزعيم الأخواني المفوّه : نعم .. و لماذا لم تأتِ وترفع صوتك على مسامع المجلس إبّان وجود أعضائه تحت القبة ..؟! رددتُ عليه وقد عَلِمتُ أنه (هو نفسه) أحدُ أهم المسئولين في حزب الحرية والعدالة الذين كانوا (أنفسهم) تحت القبة : ساءلته : ولماذا ـ يا أهل القبَّة ـ لا تستمعون أنتم لما نقول ونكتب ؟! فلجانكم الإلكترونية أعضاؤها بالآلاف . هل هي مرصودةُ فقط لرصد الشتائم والردّ عليها بشتائم أخرى و فقط؟! هل تريدون أن تكون كل صلتكم بشعبكم هي فقط عبر الحشد والجمهرة أمام باب المجلس وفقط ؟!! أنا ـ يا سادة .. لي صوت ، و لكن؛ ليس لي بوق! ليس لي بوقٌ و من خلفي (كورَس) يردّد ما أهتف : يسقط.. يسقط ..!! أنا صوتي مقالاتي .. أنشرها عند مَن يقبل النشر/ وتنقلها المواقع والقنوات الفضائية العربية وحتى الغربية .. فوسائل إعلام العالم كله تنشر، و تعرض صرخاتنا في جريمة الحوالات الصفراء، و غيرها ، إلا أنتم .. !! وأنا أتهمكم بأن كل الحقوق في الحوالات الصفراء منذ العام 1990 وحتى 2003 ضاعت في البداية جهلاً منكم . والآن أنتم لم تعودوا تجهلون. بل أنتم إذن متآمرون ..!! أنتم متآمرون مع حكومة العراق التي جاءت مع جيوش الأمريكان على ظهور الدبابات 2003 مع بداية عهد الإحتلال. لماذا أنتم متآمرون مع حكومة الإحتلال في العراق ضد أبناء شعبكم من الغلابة قدامى العاملين ـ ولم يحصلوا على عرقهم الذي جفَّ منذ ربع قرن؟! لا تسألني... إذهب الآن حالاً .. و اسأل هشام قنديل "رئيس وزراء مصر"، و نظيره المالكي " رئيس وزراء العراق المحتل" . اسألهما معاً : كيف يتفقان، ويوقـِّعان على ودائع عراقية للحكومة المصرية بالمليارات .. و لمّا تزل حقوق المصريين أصحاب الحوالات الصفراء وتعويضاتها ضائعة منذ ربع قرن؟!! إذهب فوراً و اسألهم .. قبل أن تسقط عروشهم من فوق الكراسي ، ويطيرون إلى سويسرا أو أميريكا أو الدوحة أو دبيّ، وتطير معهم الحقوق!! ... يا سادة .. يوماً ما سنحاكمكم، ويحاكمكم التاريخ بسوابقكم .. ملعونون والله أنتم/ وملعونة مناصبكم ، وكراسيكم ؛ فالمؤامرة، والفهلوة، والإستهبال طال بهم الزمان، و تقادم . ولكن الجرائم لا تتقادم .. فالمؤامرة أطرافها كثيرون .. تبدأ من المخلوع مبارك الذي كان هو الباديء بالطلب من حكومة العراق ـ آنذاك ـ بالإمتناع عن الدفع في 1989 على أساس أن يدفع هو عنهم؛ على أمل الإرتزاق من تلك الصفقة التي لم تتم عندما حدثت مشكلة (غزو العراق للكويت) وامتنع مبارك عن الوفاء بعهده الذي قطعه على نفسه بالسداد لحقوق رعاياه من العاملين المصريين ، في الوقت الذي كانت حكومة صدام قد وصلت إلى حالة من الحصار الإقتصادي تجعلها غير قادرة ، هي الأخرى ـ على الدفع، بعد أن عطلها مبارك بعهده المكذوب ما يقرب من عامين. وتبقى الحكومات المصرية المتعاقبة تماطل وتسوف (وتطنش)، طوال أكثر من 20 عاماً، وتخشى ، و تتهيّب أن تطالب حكومة الإحتلال الأمريكي في العراق ـ منذ عشر سنوات ـ بردّ الحقوق لأهل الحقوق .. ! إلى أن جاءت الكارثة والطامة الكبرى .. هشام قنديل باشا... رئيس وزراء ما بعد الثورة يا سادة... يدخل ـ هوالآخر ـ في دائرة المؤامرة ليكون أهم وأخطر طرف فيها !! لقد قبِل سيادته الرشوة المقدمة من حكومة "مالكي" العراق، لحكومة "قنديل" مصر، ودائع بعدة مليارات تـُداري على فشل سياسة حكومة مصر الإقتصادية في عهده حتى تنتهي فترة حكمه. و لتبقى مصر من بعده مرهونة و مديونة بردّ الوديعة (الرشوة) ويبقى أصحاب الحوالات الصفراء يموتون بهمِّهم وغمِّهم / وهم يرون أن حقوقهم راحت ضحية مؤامرة حكوماتهم المتعاقبة ـ مع حكومة الإحتلال في العراق. و يرى المصريون مصر و قد راحت رهينة و ضحية ردّ ديون لأناس هم المدينون لنا أصلاً منذ ربع قرن ولمّا يزالوا..!! بئس القوم أنتم والله . وساء ما تحكمون !! ***

2013-04-23