الجمعة 24/10/1445 هـ الموافق 03/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
لا وقت للإمارات تضيعه مع تفاهات العريان/بقلم محمد نبيل

تصريحات عصام العريان القيادي في جماعة الاخوان في مصر والتي إتهم فيها العقيد محمد دحلان القيادي في حركة فتح في قضية خطف الجنود المصريين في سيناء ليست مستغربة من شخصية تنتمي الى جماعة الاخوان المعروف عنها بالحقد والكراهية واطلاق الاكاذيب والاشاعات المغرضة والتشهير والقذف والتخوين ضد من يعارضها ويرفض نهجها وفكرها الجاهل. كما لم يكن اشراك الإمارات في تهمته مستغربا بعد موجة العداء التي اطلقها التنظيم العالمي للأخوان ضد الإمارات.

العريان إتهم الإمارات ودحلان بالوقوف وراء خطف الجنود. ولأن اتهاماته صعلكة سياسية فأنها جاءت دون أي أدلة. لم يخبرنا هذا العريان على ماذا إستند في إتهاماته خاصة وان الجيش المصري لم يتوصل الى أي خيط في التحقيقات يثبت تلك الإدعاءات.

هذه هي أخلاقيات جماعة الاخوان ومن ينتمي لافكارهم الحاقدة الرجعية التي لا تمت للدين الاسلامي الحنيف بصلة. لا يزالون يرددون الشعارات المضللة المخادعة لا غير للوصول الى أهدافهم الخبيثة تحت غطاء الدين وعدم الإعتراف بأخطائهم وقذفها على الآخرين. ومحمد دحلان الشماعة المناسبة التي يعلق عليها الاخوان أخطائهم لأنه كشف مبكرا أساليب الاخوان في إستخدام الدين لتحقيق مصالحهم وعراهم وفضح مخططاتهم. فمن المستغرب ان الاخوان التي تدعي الحكم وفقا للشريعة الاسلامية والسير على نهج القرآن الكريم تلقي إتهامات جزافا دون أدلة ليتجاهل المدعو العريان قول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" وقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظنّ؛ فإن الظن أكذبُ الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا".

منذ صعود الاخوان للحكم في مصر سادت حالة الفوضى والفلتان الامني بسبب سياساتهم القائمة على اخونة مفاصل الدولة والقرارات الجائرة غير المدروسة التي أصدرها الرئيس المصري محمد مرسي بأوامر من المرشد الى جانب قمع المعارضين من خلال الاجهزة الامنية التي كانت يوما من الايام بالنسبة للاخوان أجهزة دكتاتورية قمعية مجرمة لنشهد بعد الثورة المصرية توافقا وانسجاما تاما بين هذه الاجهزة والاخوان وأصبحوا في ليلة وضحاها "حبايب" وشركاء في مواجهة الشعب والتصدي لمطالبه المشروعة بالحرية والديمقراطية والحياة الكريمة.

ان إنشغال الاخوان في اخونة مصر واطلاق مليشياتها بالتعاون مع الاجهزة الامنية في قمع المظاهرات والمسيرات السلمية الرافضة للأخونة هو السبب وراء تهميش منطقة سيناء وانتشار الفوضى والجماعات المتطرفة وبالتالي إنتشار عمليات التهريب والعصابات المسلحة لان سيناء خارج حسابات الاخوان ومن غير المستبعد ايضا ان يكون إرتفاع حالات الفوضى في سيناء في الآونة الأخيرة من صنع وتخطيط الاخوان لفرض واقع جديد تحت ذريعة الفلتان الامني وهو إحراج قيادات الجيش المصري وإظهارهم بمظهر الضعيف تمهيدا لأخونة الجيش.

ان بسط الامن في جميع الاراض المصرية مسؤولية الاخوان التي تحكم مصر لا غير وما يجري من إنتهاكات للقوانين والانظمة في سيناء والجرائم المنظمة تتحمل تبعاته الاخوان التي قدمت وعودا كاذبة للشعب المصري اهمها تحقيق الامن والاستقرار في حين ان مصر وبعد حكم الاخوان تشهد حالة من الفلتان والفوضى العارمة لم تشهدها الدولة المصرية في تاريخها. فأين دور الاخوان في التصدي للاعتداءات على سيناء غير الإتهامات وتحميل المسؤولية على الآخرين خاصة وان إتهام وزج محمد دحلان بما يجري في مصر خاصة بسيناء إسطوانة مشروخة لا تنطلي على أحد واستخفافا بالعقول وإتهامات واهية.

فإذا كان دحلان مسؤول عن خطف الجنود بتمويل من الإمارات وفقا لأكاذيب وتفاهات العريان، فهل دحلان مسؤول ايضا عن اطلاق ميليشيات الاخوان للتحرش والإغتصاب في ميدان التحرير بقلب القاهرة لبث الرعب والخوف والهلع ومنع المتظاهرات من الخروج للشوارع للتعبير عن رفضهن لقرارات الاخوان وهل دحلان مسؤول عن إعتداء وصفع مواطنة مصرية تظاهرت بشكل سلمي أمام مقر الاخوان في المقطم وهل دحلان مسؤول عن اخونة القضاء ومحاولات أخونة الجيش وهل دحلان مسؤول عن حملة التوقيعات "تمرد" للتمرد إحتجاجا على سياسات الاخوان وهل دحلان مسؤول عن إنهيار الاقتصاد المصري وسقوط الجنيه الى أدنى مستوياته وهل دحلان مسؤول عن قمع الحريات الصحفية من خلال رفع قضايا ضد الصحفيين بحجة "الإساءة وإهانة الرئيس".

ان الحديث عن خطط تعدها الإمارات لإفشال وإسقاط حكم الاخوان مثير للسخرية والضحك. فكيف لدولة الإمارات ان تُفشل حكم الاخوان الفاشل والساقط بطبيعة الحال بسبب قرارات الرئيس الاخواني محمد مرسي الغوغائية غير المسؤولة وحرصه على تحقيق مصالح جماعته على حساب الشعب المصري. الإمارات تترفع عن الرد على الصغار من صعاليك الاخوان وتسير قدما بخطى ثابتة ومنهج حكيم ورؤية ثاقبة أثبتت نجاحها وتميزها أمام العالم أجمع نحو التقدم والإزدهار وتحقيق المنجزات لأنها دولة كبيرة في أفعالها عظيمة في إنجازاتها تتمتع بقيادة رشيدة. ولا يحق للعريان ولا غيره من الاخوان إنتقاد الإمارات أو الهجوم عليها. فالاخوان لن يصلوا الى ما وصلت اليه الإمارات من التنمية والتقدم حتى بعد آلاف السنين لأنهم غارقون في الجهل والرجعية ولا يملكون الرؤية والتخطيط السليم الناجح الذي تملكه قيادة الإمارات وشغلهم الشاغل هو الولاء والطاعة للمرشد وتنفيذ تعليماته كالعبيد.

قيادة الإمارات الحكيمة تسخر كل وقتها في تحقيق الرفاهية لشعبها وتوفر كل سبل الراحة والأمن والإستقرار والسهر على راحته وحريصة على إطلاق مشاريع تنموية تستهدف في المقام الاول المواطن ثم المقيم على أرضها الطيبة وهي الدولة الوحيدة التي تستوعب جميع الجنسيات والثقافات والديانات بكل محبة وسلام وحققت تقدما في كافة المجالات وإحتلت المراكز الاولى في العديد من الميادين بإعتراف الأمم المتحدة ولا تملك الوقت لتضيعه في سخافات وتفاهات الاخوان.

 

 محمد نبيل - محرر أخبار - الإمارات " أبو ظبي"

2013-05-31