الثلاثاء 21/10/1445 هـ الموافق 30/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
من نحن!!!/رامي الغف

  (نحن) كلمة تميز بها أبناء حركة فتح الخالدة عن غيرها، كما تميزت باللون الأصفر الذي يرمز الى التغيير والثورة على الواقع الفاسد والاحتلال الغاشم، فعندما يرفع أبناء حركة فتح شعار (نحن) فان هذه الكلمة تفتح أمام المراقب للشأن الفلسطيني أبوابا واسعةً من السؤال, وتفتح أمام أبناء فتح أفاقا رحبة للتعريف بهذا الكيان التنظيمي الفتحاوي العريق، فان من ينتمي الى حركة فتح يجب أن يعي جيدا أن هذه الحركة هي حركة وطنية فلسطينية متجددة ومتجزره في الوجدان والضمير الفلسطيني والعربي، ولديها منهج ونظرية تجديدية تسعى قيادتها وأبنائها من خلالها الى بناء دولة فلسطينية عصرية عادلة تستثمر خيرات فلسطين لتقديم أفضل الخدمات لأبنائه الذين عاشوا الحرمان عقود طويلة من الزمن. متوّجة بإرثها الفلسطيني الأصيل والضاربة في أعماق تاريخ الحضارة الفلسطينية، بحقبها وأجيالها وأحداثها الجسام وطفراتها المتتالية، وتقدمها المتواصل منطلقة من امتدادها العربي الجذور وثقافتها العقائدية الدينية الفلسطينية الصلبة، متدرعة بالأمجاد الوطنية لشهدائها وجرحاها وأسراها ومناضلوها، وما قدمته من شهداء بررة وتضحيات جسام في مقارعة الظلم والطغيان والوقوف إلى جانب المستضعفين والمظلومين، على الصعيدين المحلي والعربي، مثقلة بأعباء الهم الفلسطيني الجسيم وجرحه الفاغر النازف وهو يمر في أصعب وأحلك مراحله من توجهه الجديد، مراهنة على موقف قيادتها وكوادرها وجماهيرها وصمودهم وتضحياتهم، بهذه الهيئة المهيبة وهذه التركيبة العجيبة رسمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" مسار خطها النضالي التحريري، فهي ملتزمة عقائدياً وواضحة بالتمسك بالثوابت الوطنية، فهي ليست نسخة مستنسخة من أي أحد ولن تكون ذيلا لأحد. وفي خضم هذا البحر الطافح بالتداعيات والأزمات والضغوطات الخارجية والداخلية مضاف إليها جشع الطامعين بها ومؤامرات الساعين لتقويضها، وانسحاب البعض وسط الطريق وخذلان البعض الآخر، وفي خضم هذه الأوضاع المأزومة والخنادق المتداخلة والمواقف المتذبذبة والخيوط المتشابكة، قادت حركة فتح المرحلة المتلاطمة الأمواج تغالب أوجاعها مخفية جراحها، تئن بصمت، ، وتلوذ بالصبر، ، لم تهن، ، ولم تلين، ، مواصلة الليل بالنهار خدمة لوطنها وشعبها وجماهيرها وإخلاصا لقضيتها ووفاء ًلعهدها وخوفا على مكتسبات إنجازاتها ومكتسباتها بالتجربة الديمقراطية، فبقيت هاجس التضحية والإيثار ملازمة له حتى وهي تتلقى الطعنات من هنا وهناك ومن هذا وذاك. لقد صمدت فتح وفي كل الظروف لكل المؤامرات من الأعداء والأصدقاء والأشقاء وهي قابلة للبقاء والتجدد لأنها تحمل في ثناياها انعكاسات أحلام وأماني وطموحات الشعب الفلسطيني وسوف تبقى وفية لمبادئها ولقيادتها ولشهدائها لأنها ببساطة وكما بدأناها هي حركة الشعب الفلسطيني كله. حقيقة إن هذه الميزات والخصوصيات بدأت تتآكل في بعض جوانبها بعد أن تم إتخامها بالجراح من خلال الطعنات التي وجهت إليها من كل صوب وحدب ولكن نعلنها مدوية ليسمعها القاصي والداني، بأن فتح كانت وستبقى عصية على الكسر والانكسار أو الانحسار بفضل المنتمين الأوفياء لهذه الحركة أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري والرئيس أبو مازن والذين ما زالوا قابضون على الجمر. نحن امتداد للياسر عرفات وأبو إياد والكماليين، ونحن امتداد لعنوان التضحية والفداء وجامع الشمل ومفرق الأعداء ويعسوب الجهاد خليل الوزير، نحن أبناء محمود عباس الربان الذي رسى بسفينة نجاة العملية السياسية على شاطئ الأمان، نحن اليدان اللتان تذبان عن عيني ابو عمار، نحن أبناء المجاهدون الذين سطروا أروع ملاحم الإيثار ونكران الذات وقدموا أرواحهم قرباناً على مذابح الخلاص من براثن المحتلين الصهاينة الأنجاس، نحن الأخلاق نحن القيم، نحن المبادئ، نحن الأهداف السامية التي تنهض بفلسطين الى مصاف الدول المتطورة وترفع الحيف والظلم الذي وقع على أبنائه، نحن من نتخلق بأخلاق سيدنا محمد وصحبه الأطهار ونحمل رسالتهم، ولسنا ممن يصطاد بالماء العكر ولا نقابل الإساءة الا بالإحسان مع الاحتفاظ بحقنا في الدفاع المشروع عن أنفسنا، نحن لا نكذب ولا نخدع ولا نخون ولا نحن طلاب سلطة ولا امتيازات غير مشروعة، نحن من نريد الخير للجميع، نحن أصحاب مشروع نسعى من خلاله الى رفاهية الشعب الفلسطيني وخيره واستقراره وسلامة أرواح أبنائه بمختلف أطيافهم وأديانهم وانتماءاتهم، نحن لسنا ممن يتنابز بالألقاب بأس الاسم الفسوق، نحن أصحاب الدليل والحجة، ومهما كانت أساليب الآخرين ملتوية وغير مشروعة، نبقى نحن كما كنا ولا زلنا أصحاب الخطاب المعتدل الهادف ولنا أسوة بقائدنا ومعلمنا ياسر عرفات. أخيرا هل عرف شعبنا الفلسطيني وجماهيرنا العربية من نحن!!!

الإعلامي والمفوض السياسي [email protected]

2013-09-14