الثلاثاء 21/10/1445 هـ الموافق 30/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أسد كتائب شهداء الأقصى لواء الشهيد القائد جهاد العمارين..الشهيد القائد عادل ياسين شرف "أبو أحمد"/ بقلم سامي إبراهيم فوده

 [email protected] 

بسم لله الرحمن الرحيم" "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا" "صدق الله العظيم"

من قلب مخيم جباليا الثورة الباسلة الصابرة الصامدة المرابطة في وجه الغزاة الصهاينة انتفض البطل المارد الفتحاوي أسد كتائب شهداء الأقصى عاشق البندقية ورائحة البارود,عاشق كوفية الياسر ودرب الشهادة والشهداء,عاشق المقاومة وحب الوطن والتضحية والفداء,انتفض طائر فينيق المقاومة الشهيد البطل عادل شرف"أبو أحمد"مهندس العبوات الناسفة وصانع صواريخ الأقصى من بين انقاد ركام المخيم المتخم بالجراح والمخضب بالدماء النازفة من خاصرة الوطن ومن شلالات دماء رجال الفتح الأوفياء,انتفض أسد أسود أبناء الفتح المغاوير الصناديد فخاض عباب المواجهات وتحدي المخاطر والصعاب وتخطي الكمائن والألغام والحواجز واجتاز كل خطوط الموت واستطاع مع رفاقه رفاق المقاومة والكفاح والسلاح من أبناء كتائب شهداء الأقصى أن يدوخ جنود الاحتلال ويدب في قلوبهم الرعب والهلع في أزقة المخيم وشوارعها فلم يعرف شهيدنا البطل عادل شرف مكاناً لليأس والاستسلام في حياته ولم يعشعش الخوف والخنوع والجبن في داخله ولم يخشي الموت على نفسه, فالصمت كان في هدوءه ابلع لغات الكلام والرد الكتائبي المزلزل عنده هو قصف مواقع الأقزام فإذا قالت كتائب شهداء الأقصى فعلت وإذا وعدت أوفت,فكان شهيدنا دائماً حلمه السرمدي هو الشهادة في سبيل الله والدفاع عن قضية فلسطين وحرمة المخيم والالتحاق بركب الشهداء فسقط منتصباً شهيدنا فنال الشهادة شامخاً عزيز النفس والكبرياء في حياته واستشهاده... فما أنا بصدده اليوم من خلال مقالي هو تسليط الضوء على السيرة الذاتية العطرة// لإستشهاد أسد كتائب شهداء الأقصى لواء الشهيد القائد جهاد العمارين الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الشهيد البطل عادل ياسين شرف"أبو أحمد"فقد ولد شهيدنا البطل القائد الفتحاوي والمارد الكتائبي ابن الفتح البار بتاريخ 2/10/1972م في مخيم جباليا للاجئين بلوك"5" شمال قطاع غزة واستشهد بتاريخ 14/1/2005م عن عمر يناهز32 عاماً وقد نشأه شهيدنا في كنف أسرة فلسطينية لاجئة متواضعة محافظة وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتعود أصول جذور عائلته المناضلة إلى قرية المجدل التي هاجرت منها عام 1948م وتقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط على بعد 21 كم شمال مدينة غزة بعد أن تم طردهم من ديارهم عنوة تحت تهديد السلاح وقد ترعرع شهيدنا البطل في أزقة وشوارع المخيم لأسرة ميسورة الحال مكونة من عشرة أفراد بما فيهم الوالدين الأب والأم والوالد "أبو صبحي" متوفي والوالدة مريضة وتعاني من أمراض مزمنة وطاعنة بالسن وله من الأخوة خمسة ومن الأخوات ثلاثة ويأتي شهيدنا في المرتبة الخامسة من حيث الترتيب سناً وقد انتقلت عائلته من مخيم جباليا مسقط رأس سكناهم إلي مشروع بيت لاهيا عام 1983م وقد تزوج شهيدنا عادل شرف في عام 1993م وهو في سن العشرين وله ثلاث أبناء وابنتين وهم حسب الترتيب العمري// هديل /أحمد /هنادي /محمد /كرم... ودرس شهيدنا البطل عادل ياسين شرف في المرحلة الابتدائية في مدرسة الأيوبية وانتقل بعدها إلى مدرسة الإعدادية "ب"التابعة لوكالة الغوث للاجئين وأكمل دراسته في المرحلة الثانوية العامة في مدرسة يافا الثانوية بغزة وتعرض أثناء دراسته بالثانوية العامة للاعتقال مرتين تراوحت ما بين شهر إلى شهرين وانتقل بعد دراسته الثانوية العامة لاستكمال تعليمة الجامعي بالضفة الغربية الشطر الثاني من الوطن في رام الله"معهد قلنديا"وتعلم فيها هندسة المساحة ولسوء حظه لم يتمكن من مواصلة تعليمة الجامعي بسبب الإجراءات الإسرائيلية القمعية التعسفية بحقه وفي عام 1989م بالانتفاضة الأولي تعرض شهيدنا البطل عادل شرف في مشروع بيت لاهيا لعيار ناري في ركبته اليمني واستقرت الرصاصة في ركبته ولم يتم إجراء عملية جراحية لاستخراجها وقد عمل في جهاز صقور فتح واستمر لحين قدوم السلطة 1994م .. الأخ الشهيد البطل عادل شرف"أبو أحمد"التحق بالعمل بالسلطة الوطنية الفلسطينية في عام 1994م وعمل في جهاز حفظ النظام والتدخل السريع في مقر الجوازات كما وعمل في جهاز مكافحة المخدرات وقد قدم استقالته في الانتفاضة الثانية"انتفاضة الأقصى"من جهاز الشرطة ليلتحق في جهاز الاستخبارات العسكرية وعلى صعيد نشاطه الميداني العسكري فقد انخرط بالعمل بالأجنحة العسكرية من غير مسميات لها في عام 2000م وفي عام 2000م بدء شهيدنا البطل بتصنيع العبوات الناسفة وصواريخ الأقصى وهو أول من صنع المادة الدافعة للصواريخ وهو أول من صمم قاذف الإنيرجا وقامت حركة حماس بأخذ طريقة فكرة التصنيع وقامت بتصنيع قذائف الياسين وقام بتصنيع سلاح العوزه القصير في بيته وكان يقوم بصيانة سلاح كتائب شهداء الأقصى والتحق في صفوف كتائب شهداء الأقصى لواء القائد/جهاد العمارين عام 2002م ... في أيام الغضب بتاريخ 28 /9/2004م تقدمت آليات العدو الصهيوني العسكرية باجتياح مخيم جباليا وكان شهيدنا البطل من رجال المقاومة المرابطين عند الإدارة المدنية لحماية حرمة المخيم والتصدي للعدوان الصهيوني البربري وبتاريخ 29/9/2004م تمكن شهيدنا البطل عادل شرف بعد رصد جنود الاحتلال من قنص أربعة جنود صهاينة بسلاح الإم16إصابة مباشرة على الشارع العام بالقرب من عمارة عابد وفي 30/9/2004م وبعد ملاحقه الشهيد عادل شرف من قبل جنود الاحتلال تمكنت القوات الخاصة وحدة المستعربين من رصده وإصابته إصابة قاتلة في عنقه من فوق إحدى العمارات القريبة من مدرسة الإعدادية"ب"التابعة لوكالة الغوث وتحديداً في محيط منطقة منزل عائلة الشهيد سامي أبو ركبة .... فقد قام أحد رجال كتائب شهداء الأقصى المقربين من الشهيد البطل عادل شرف في محاولة منه لإنقاذ حياته من الموت أثناء إصابته بعيار ناري في عنقه في إحدى أزقة المخيم القريبة من الإدارة المدنية "منطقة السكة"إلا انه لم يتمكن من سحبه وتم استهدافه على الفور وإصابته بعيار ناري في البطن وسقط على الأرض بجوار الشهيد عادل شرف وتدخل شاب مدني اسمه رأفت جاب الله لسحب المصابين من مكان دائرة الاستهداف إلا انه تم استهدفه بطلق ناري من جنود الاحتلال وسقط شهيداً في المكان وتدخلت فتاة اسمها تحرير أبو الجديان من أجل إنقاذ الشهيد عادل شرف إلا انه تم استهدافها بعياري ناري في الرأس وسقطت شهيدة في المكان وجرى بمعرفة شباب المخيم والمسعفين من سحب الشهيد رأفت جاب الله والفتاة تحرير أبو الجديان ورجل كتائب شهداء الأقصى المصاب والمقرب من الشهيد عادل شرف بكل أعجوبة وتم نقلهم إلى مستشفى العودة .... أما الشهيد البطل عادل شرف المخضب بدمائه الطاهرة فقد حاولت جرافات العدو أثناء تجريف البيوت من دفنه بالركام والحجارة المهدمة ولولا العناية الإلهية وشجاعة نساء المخيم من إنقاذه وسحبه من أمام جرافات الاحتلال ونقله بسيارة الإسعاف إلى مستشفى كمال عدوان جثة هامدة وتم التعامل معه على أساس انه شهيد تم وضعه مع الشهداء بثلاجة الموتي وكان من ضمن الجماهير التي تواجدت في مستشفى كمال عدوان الشهيد سميح المدهون وهو أول من اكتشف بأن الشهيد عادل شرف مازال على قيد الحياة ويتنفس وتم إخراجه من ثلاجة الموتي ونقله بسيارة الإسعاف إلى مستشفى الشفاء لخطورة حالته الصحية وتم إدخاله على الفور إلى غرفة العمليات الجراحية..... وإجراء عملية جراحية معقدة له في رقبته حيث مكث في العناية المركزية مدة 21 يوم إثر إصابته بعيار ناري في عنقه أدى إلى قطع النخاع الشوكي وإصابته بشلل رباعي في جسده وجرى تحويله إلى مستشفى الوفاء للعلاج الطبي ومكث فيها مدة شهرين وبعدها فقد الوعي وتم تحويله إلى مستشفى الشفاء وإدخاله العناية المركزة وبقي فيها عشر أيام تحت الرقابة والأجهزة الطبية وهو يصارع الموت وعند موعد أذان صلاة الفجر يوم الجمعة الموافق 14/1/2005م لفظ شهيدنا البطل أخر أنفاسه الأخيرة لتصعد روحه الطاهرة نحو السماء لبارئها إلى جانب أرواح من سبقوه من شهداء العزة والكرامة فاستشهد أسد الكتائب الشهيد البطل عادل شرف"أبو أحمد"عن عمر يناهز 32عاماً وفي صباح يوم استشهاده حضرت قوة عسكرية من جهاز الاستخبارات العسكرية إلى مستشفى الشفاء وتواجدت جماهير حاشدة من أبناء المخيم للمشاركة في جنازة الشهيد وأقيمت له جنازة عسكرية مهيبة تخليداً لروحه الطاهرة حيث سار الموكب الجنائزي من مستشفى الشفاء بغزة وصولاً إلى منزله الكائن في مشروع بيت لاهيا لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه من قبل الأهل والأقارب والأحبة والأصدقاء وشارك بالموكب الجنائزي قوة من كتائب شهداء الأقصى إلى مثواه الأخير في مقبرة بيت لاهيا .... المجد كل المجد يركع لشهدائنا الأبرار والمجد والخلود لشهيد البطل عادل شرف والخزي والعار للخونة والعملاء المأجورين هل تعلم..... منذ تاريخ14/1/2005م من استشهاد الشهيد البطل عادل ياسين شرف ابن كتائب شهداء الأقصى لواء القائد الشهيد /جهاد العمارين لم يكلف أحد نفسه من أبناء التنظيم في الشمال من قيادة الإقليم والمناطق أووو..ألخ.. بزيارة ولو لمرة واحدة لمنزله اقل ما فيها إشعارهم أنهم غير منسيين وأنهم في البال واقل ما فيها لشحن همم أسرته الفتحاوية ورفع معنوياتهم والسؤال عن والدته المريضة التي تصارع الموت ومسح دموع أطفاله اليتامى من بعد استشهاده الذي تركهم أمانه في أعناقكم من بعده لمن يكمل مسيرة المقاومة يا أبناء الفتح . للأسف أنهم غير منسيين من التنظيمات الأخرى والتي تقوم بزيارتهم في المناسبات الوطنية والدينية ..فأين أنتم ؟؟ يا أبناء الفتح..ألا يستحق هذا الشهيد الوفاء والثناء والتقدير له ولأهله التي زرعت في داخله حب الوطن والشهادة في سبيل الله والوطن .. فقد عبرت أسرة الشهيد عن إمتعاضها الشديد لتجاهل أبناء التنظيم لابنها الشهيد أسد الكتائب /عادل شرف الذي روى بدمائه الطاهرة ثرى أرض الوطن.... وحتى أكون منصفاً فقد ابلغني أخ الشهيد عادل شرف أن حركة الشبيبة الفتحاوية متمثلة بالأخ يحيى المدهون قامت بزيارة منزلهم بمناسبة نجاح بنت الشهيد عادل شرف وتفوقها بالعام الدراسي وقدمت لها بهذه المناسبة درع النجاح باسمها....

2013-09-18