منذ افتتاح التلفزيون الإسرائيلي في أواخر الستينات وعرض الفلم العربي يوم الجمعة طقس هام من طقوس برامجه ، بالطبع لا بد من ترجمة عبرية توضح للمشاهد اليهودي أحداث الفلم، وقد عرف الجمهور اليهودي أسماء الفنانين خاصة المصريين وتابع أخبارهم باهتمام. وعرف تفاصيل الحياة العربية من العادات والتقاليد إلى الفن الرفيع.
عندما التقيت أول مرة مع الفنان نور الشريف أشار إلى سرقة الأفلام العربية من الطرف الإسرائيلي علناً دون الرجوع الى جهة الإنتاج أو الموزع وكانت هناك محاولات لإرجاع حقوق تلك الأفلام لكن المحاولات فشلت وما زال الفلم العربي يُبث يوم الجمعة .
قرأنا وسمعنا عن حفلات تقام في المدن اليهودية لأغاني أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم وغيرهم من المطربين، وكذلك هناك أغنيات عربية تُغنى في الأعراس اليهودية والكثير من المطربين اليهود استغلوا أغاني أم كلثوم وفريد الأطرش في اغنياتهم ونجحوا بفضل تلك الالحان وليس بفضل أغانيهم .
لكن الذين جعلني أضحك أن الاستغلال وصل إلى التراتيل والترانيم الدينية في كنيس يهودي، وهذه المرة قام رجل الدين بترتيل أغنية سيرة الحب لأم كلثوم مع آهات المصلين .
أنا أؤمن بالتبادل الثقافي والتأثر بالحضارات بين البشر، ولكن الشيء الذي يستفز أن هؤلاء يسرقون الأغاني والتراث - ولا نريد التطرق إلى الأرض والبيوت والتاريخ - ولكن عندما ينزلون الى الواقع يشتموننا ويعتبروننا لا شيء دون قيمة ولا حضارة، هؤلاء الذين يغنون لأم كلثوم هم من يحاولون طردنا لأننا شعب دون حضارة وأننا لا نصلح لأي شيء، وإننا غرباء عن هذه الأرض .
عاشت صلعة المقاومة
الذي نفذ العملية الفدائية على حاجز شعفاط " أصلع " فقام عدد كبير من شباب مخيم شعفاط بحلق شعورهم لإرباك جيش الاحتلال والتغطية على الشاب وقد أطلقوا على الصلعة " صلعة العز " .
هذا مشهد طبيعي في مواجهة الاحتلال، وإذ كانت هناك سخرية من بعض المواقع الإسرائيلية من بروز" الصلعات" فليرجعوا إلى كتب مقاومة الشعوب، والشعب الفلسطيني أكد على صور المقاومة بعدة أشكال أشهرها كان أثناء ثورة 1936 حين كانت سلطات الانتداب تعتقل المقاومين الذين كانوا يرتدون الكوفيات، فقام جميع الرجال في فلسطين بارتداء الكوفيات حماية للمقاومين .
وأذكر أن السلطات الإسرائيلية كانت تمنع تجار القماش من بيع اللون الأسود عندما تقترب ذكرى مجزرة " كفر قاسم " لكن كان السكان يشترون القماش الأسود طوال السنة ،وفي إحدى المرات تبرعت النساء بسراويلهن السوداء لخياطة أعلام سوداء.
متحف الجماجم :
في فرنسا بلد الحرية والمساواة والآخاء متحف " للجماجم " يضم هذا المتحف 18000 جمجمة بشرية وأيضاً يضم المتحف في تقرير نشره المتحف عام 2008 مئات من الرفات وهي تشمل بقايا امراء وحكام من أفريقيا ، وجود هذا المتحف صورة وحشية وهمجية للاستعمار الفرنسي، والأدهى أن الحكومة الفرنسية وأعضاء مجلس الشيوخ يفاوضون ويرفضون ويتعاملون بفوقية وعنجهية مع الشعوب التي تطالب بإرجاع حقها في الرفات والجماجم والمقتنيات التراثية .
المتحف أيضاً يضم جماجم لمقاتلين جزائريين قتلوا أثناء مقاومتهم للغزو الفرنسي، وبعد سنوات طويلة وافقت الحكومة الفرنسية بإعادة 24 جمجمة تعود لبعض محاربي المقاومة الجزائرية، ولكن بعد الفحص تبين أن فرنسا أعادت للجزائر جماجم تعود لمساجين ولصوص وجنود مشاة من الجزائريين في الجيش الفرنسي .
وحرب الجماجم الخفية الآن بين ماكرون وبين القابضين على تاريخ الجزائر .
شوقية عروق منصور -
