السبت 18/10/1445 هـ الموافق 27/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
لا سلام بدون حماس....ناجى شراب

  كما أن القضية الفلسطينية قضية مركبة ممتده تتعدد قضاياها وملفاتها وأطرافها،وليست قضية قاصرة على بيئتها الداخلية االفلسطينية والإسرائيلية وهما طرفا الصراع الرئيسيين، أيضا السلام بيئة شامله ولا تقتصر على طرفى الصراع الرئيسيين.ولا يمكن تحقيق السلام إلا إذا إستبدلنا بيئة الصراع ببيئة السلام. وللسلام منطقة القلب التي تتشكل من طرفى الصراع، وفى قلب هذه المنطقة منطقة القلب الفلسطينية.وولا يمكن فصل دوائر السلام عن بعضها، ولدينا أنموذجا مقلوبا للسلام، بخضوع منطقة القلب لتأثير الدوائر الإقليمية والدولية ، وقد تكون منطقة القلب الفلسطينية ألأضعف في هذه الحلقات ، وهذا قد ينعكس على موقف وتفاعلات الحالة السياسية الفلسطينية. والتي مرت بعدة مراحل أو بمرحلتين رئيسيتين. المرحلة الولى ألأولى مرحلة فتح والهيمنة والسيطرة على منظمة التحرير وصولا لمرحلة أوسلو ، ثم المرحلة الحالية مرحلة مشاركة حماس في النظام السياسة وسيطرتها على غزة ومرحلة الصراع على التمثيل والشرعية بين حماس وفتح،وبروز حالة الثنائية السياسية الفلسطينية او ما يمكن تسميتة بنظرية العمودين المتساندين الفلسطينيين.فالمرحلة الأولى سيطرت عليها حركة فتح من خلال سيطرتها على منظمة التحرير ورئاستها والتحكم في مصادر قوتها وهى مرحلة ممتده من الستينات بنشؤ المنظمة والثورة الفلسطينية إلى يومنا هذا وأبرز ما في هذه المرحلة توقيع فتح على أوسلو وإعتراف منظمة التحرير بإسرائيل وإنتقالها من تونس إلى غزة والضفة وهذا يشمل مرحلة مهمة في العمل السياسى .

وكان المأمول حسب الاتفاق أن ينتهى بقيام الدولة الفلسطينية مع 1999،إلا إن هذا الهدف لم يتحقق بل ذهبت إسرائيل إلى تجاهل الاتفاق ،وأخذته غطاءا للإستيطان والتهويد ومصادرة الأرض، وتحكمها في السلطة من خلال تحكمها في كل الموارد المالية . وكانت من نتيجة هذه المرحلة هيمنة السلطة الفلسطينية على كل مقومات القوة والمؤسسات الأمنية والسياسية والإقتصادية . وتحكمت فتح نتيجة الانتخابات ألأولى عام 1996على رئاسة السلطة ورئاسة التشريعى ورئاسة الحكومة ، وكانت مرحلة التحول الثانية الانتخابات الثانية وفوز حماس فيها بالأغلبية لترأس المجلس التشريعى والحكومة ولتنتهى بسيطرة حماس وإنقلابها على السلطة وبداية الشروع في بناء بنيتها السياسية الحكومية والعسكرية وألأمنية في غزة ولتشكل حكومة ثانية . ومن 2007 عإى اليوم شهدت غزة أربعة حروب ، وبقيت حماس مسيطرة ليتحول الإنقسام عإى حقيقية سياسية . ولعل أبرز التطورات التي شهدتها حماس زيادة قوتها الداخلية كفاعل وقطب مواز لحركة فتح في الداخل وتحكمها في قرار المقاومة حتى في الضفة الغربية. والتطور الثانى البارز لحركة حماس تنافسها مع حركة فتح على التمثيل والشرعية ، فنجحت الحركة وبشكل متزايد على زيادة تمثيلها لدى عدد من الدول وخصوصا الدول الإسلامية ، وفتح مزيد من المكاتب لها ، وبناء علاقات مع دول مهمه كروسيا وردعمت علاقاتها مع الدول الإقليمية كإيران وتركيا وكسبت بإعتراف ضمنى أوروبى. وأصبحت وفودها تستقبل في الكثيرمن الدول . وهنا التساؤل ما هي دلالات هذا الدور؟ يبدو ان حماس بدات تدرك أهمية الدور السياسى وأن قبولها والإعتراف بها مرتبط بالتسوية السياسية للقضية ، وان هذا الدور مرهون بتبنيها رؤية سياسية للحل وأن الإعتراف بها لا ياتى منفصلا عن الإعتراف بالقضية الفلسطينية والمرجعية الفلسطينية القائمة والتي تمثلها السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ، فلا يمكن لحماس ان تنشئ مؤسسات بديلة لمنظمة التحرير او للسلطة ، فما زالت تتعامل مع غزة من خلال لجنة حكومية و التسمك بالمجلس التشريعى الذى يمنحها الشرعية ، فشرعية حماس وقوتها السياسية ليست من شرعيتها ومرجعيتها الدينية وإنما من من شرعيتها ومرجعيتها الفلسطينية .

هذا الدور والنجاح الداخلى الذى حققته وساعدها في ذك ضعف السلطة والخلافات داخل حركة فتح ,نجاحها في إستقطاب عدد من الفصائل لها.وإذا كانت حركة فتح أدت وظيفتها السياسىة بإتفاق أوسلو الذى لم يعد قائما وفشل كل مراحل التفاوض فيما بعد، فإن اى حل سياسى تفاوضى شامل يتوقف اليوم على حركة حماس بما تملكه من أرواق ضغط سياسية في أي مفاوضات ، ولعل البعض يتسائل عن هذه الأوراق وأهمها ان حماس تملك ورقة الإعتراف والتسوية النهاية والقبول بالدولة الفلسطينية .

ومما يؤكد على هذا الموقف بعض التحولات والإرهاصات في مواقف حماس من مفهوم الدولة  وإدراكها ان لا بديل عن التسوية السياسية في وقت التحولات الكبرى في العلاقات العربية الإسرائيلية  فالتوجه نحو سوريا عربيا يرتبط بهذه التحولات وعن زيارة للحركة للسعوية كلها مؤشرات تدفع في هذا الإتجاه.

ويبقى الموقف السياسى للحركة وتوظيفه توظيفا سياسيا ورقة مهمة ، فاليوم لا تستطيع السلطة الفلسطينية ان تتفاوض وتوقع أي إتفاق بعيدا عن دور حماس التي تستطيع ان تحول دونه.

والسؤال ما مدى إستعداد الحركة للعب هذا الدور ؟ الإجابة تتوقف لمرحلة ما بعد الرئيس . وإستعداد حماس للعب دور مباشر ومعترف به. فبقاء الحركة رهن بموقفها السياسى وقدرتها على تقديم وتبنى ومبادرات واقعية مرنة.

دكتور ناجى صادق شراب [email protected]

2023-04-17