الشعب الفلسطيني قدم التنازلات تلو التنازلات في سبيل الوصول الى الحد الادنى من العيش بكرامة لكن الاحداث الحالية والجريمة المتواصلة على ارض غزة والضفة الغربية التي ترقى الى جريمة التطهير العرقي الكامل اعادت الدنيا الى المربع الاول وخلقت وتخلق حالة من الحنق والكراهية الفائضة لدى الطرفين ولكنها خلقت لدى الطرف الفلسطيني احساسين رئيسيين لا يمكن الغاؤهما في تلك دولة الترقيع او الدولة المسخ التي يجري الحديث عنها
الاول: انه كان مخطئا في تنازلاته
الثاني: انه يستطيع تحقيق احلامه
وخلقت لدى اليهود احساسين
الاول: انه يعيش في غابة من الكراهية
الثاني: انه لن يستطيع العيش بأمان كما يريد
لا بد اذن من النزول عن الشجرة والتوقف عن البحث عن حلول لن تعيش وستنهار عند اول هبة ريح تطال هذا الحل او عن اية ازمة محلية او اقليمية وقد تنهار حتى بسبب خلاف بين عائلة عربية وعائلة عبرية وبالتالي فان الحل الممكن هو التساوي اما في دولة ديمقراطية واحدة موحدة تساوي بين مواطنيها على قاعدة المواطنة والحقوق المدنية والسياسية الواحدة والحريات المكفولة للجميع بنفس القدر والتساوي على قاعدة احترام الاخر وقبوله شريكا بقيمه ومعتقداته وصناعة واحد انساني مشترك دون ان يلغي احد منهم الاخر وصولا الى رؤى مشتركة للعيش وقواعد مشتركة للفعل والتأثير.
والا فان قيام دولة عربية ممثلة لكل العرب على ارض فلسطين اينما كانوا ودولة عبرية ودولة عبرية تكون الممثلة لكل اليهود على نفس الارض وترك التباين بالمسميات تباين باللغة وتترك الحرية لمن يرغب بالعيش في الدولة الاخرى ان يفعل ذلك على ان تكون الحدود واحدة والقوانين الفيدرالية واحدة والانظمة المالية والاقتصادية واحدة بما يلغي اي تباين في مستوى العيش بين الطرفين والامثلة على ذلك كثيرة بما في ذلك بريطانيا وسويسرا والمانيا والولايات المتحدة اما التفاصيل فيمكن صياغتها في الدستور المدني المشترك ويترك للدساتير الخاصة حرية التميز ودون ذلك فإننا سنواصل العيش في دوامة لا تنتهي من الموت والقتل وبذا نكون قد منحنا كلا الطرفين ما يرغبون به بعيدا عن الموت والدمار وتصبح فلسطين مركزا حقيقيا للإشعاع الحضاري والتعايش الحقيقي بين الاديان السماوية الثلاث التي هي مهدا لهن معا وتكون القدس عاصمة الروح الموحدة للدولة الواحدة.