الجمعة 24/10/1445 هـ الموافق 03/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
((مفقود، مخطوف ... خرج ولم يعُد)) / رأفت عمر الظاهر

... ترددت كثيرا قبل الكتابة ولكن ايضا انتظرت كثيرا و تعددت بل كثرت الاشاعات والحقائق التي تخرج علينا – الاحداث والأخبار- لا نصدق ان كانت حقيقية ام نوعا من انواع الاشاعات  وفن الكذب وهنا وبكل تاكيد المناشدة موجهة للجهات المعنية وخاصة للناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية والأجهزة الامنية الفلسطينية، المؤسسة التي نحترمها ونثق بما يصدر عنها ... المفقود هنا والذي أود التحدث عنه او الكتابة بشأنه "مخلوق فلسطيني اي انه مواطن فلسطيني بسيط: مواطن درجة خامسة اوعاشرة في مفهوم المواطنة والرفاهية الاجتماعية وليس مواطن vip " وليس المفقود طائر ببغاء يعيد من ورائنا كُل كلماتنا وحركاتنا او كلب ملون مدلل او قط عاجي الفرو او سيارة فارهة او بطاقة هوية او جهاز اي فوون ... المفقود والمُشاع انه مفقود ، مواطن فلسطيني من شمال الضفة الغربية ... من عصيرة الشمالية ، من عقابا، أنا من ياصيد وعلمت بموضوع اختفاء احد ابناء عصيرة الشمالية التي تبعد عنا 10 كيلومترات فقط ، يعني الموضوع حقيقي وموتر. و المؤلم اكثر هو اشاعة جديدة او قد تكون معلومة عن محاولات خطف هنا وهناك وقصص تروى وتُسمع ولا نعرف صحتها من عدمها وخاصة تلك التي يرويها لنا الاطفال او البسطاء من الناس وهؤلاء  الناس العاديين متخوفون من كل شيء متحرك يمر من امامهم او بجانبهم و حتى من الاناس او الاشخاص الذين يعرفونهم ، فما بالك تخوفنا من السيارات المتجولة تبيع وتشتري في الارياف وأخرى دونما لوحات تمييز وأخرى ليست من منطقة سكناك او عملك وأخرى تتبع شركة معينة  للخدمات او التأجير او مكاتب السفريات المختلفة ... الخ. وتبقى القصص قصصا وهمية خيالية بعيدة او تقترب من الحقيقية (معلومة او اشاعة) عندما نتحدث عن طفل مثلا ""سمعنا انه اختفى اسبوعاً او اكثر وعاد ظهره مفتوحاً، استئصلت احدى رئتيه، وعاد لاهله وبيده كيس من الفلوس ... قد يكون هذا حصل قرب جامعة بيرزيت مثلا ، قد يكون في رام الله مثلا وهل من يخطف و يرتكب مثل هذه الجرائم يعطي الفلوس ، يعني هل يخاف الله تعالى في شيء" ... لا اريد ان يخاف أحد ولكن أريد من الكل ان يعرف اننا منذ فترة نسمع بهذه الاحداث ومضى على بعضها 50 يوما دونما خبر او تصريح رسمي وان حصل فقد اكون لم اسمع الاخبار!!

أين الأمن والأمان ومصداقية الاعلام الرسمي والخاص في نقل حقيقة الواقع ... نترك المواطن ونتلهى باخبار الرياضة والفن والجمال؟ وتسمع بقصة اخرى وتصبح شكاكا، تقول القصة التي لم تؤكد صحتها من عدمه : يأتيك طفل مثلا بيده كرت او ورقة ويقول لك ضللت العنوان ، تقرأ الكرت ، توصله لعنوانه المُدون على الكرت ، تجد نفسك مدعوا لتناول كاس من القهوة بالرغم من ان غالبيتنا يفضلون الشاي و قد تجد نفسك مدعواً للغذاء وترى السفرة بام عينيك، تجلس ، فتشرب فتاكل فتنام فتخطف فتفقد.!!!. ودونما علم او دراية منك بأن الطفل التائه الذي تود مساعدته كان طعما بريئا يعمل لمجموعة من الوحوش ومرضاء النفوس والعياذ بالله!!! هنا تذكروا بأن هناك شرطة فلسطينية تعمل لخدمتكم ودار بلدية او مجلس محلي بامكانكم الذهاب اليه فقط وتسليم التائه او المفقود لهم، لا تذهبوا لاي عنوان سواء اكان ورقيا او هاتفيا ... احذروا وبلغوا عن اية شُبهات ... بلغوا على الرقم 100 مثلا !! لا نعلم لمن ولماذا يفعلون هذا او حتى الى اين يصدرون أجسادنا الفلسطينية وهنا لا نعلم ما النتيجة و لا كيف تسير الامور بعد الخطف،  يشق جسمك النائم المُغتال ، يُغتصب، يُنقل لجهة مجهولة، يُسجن، يُحرق، ... الخ ، أين نحن من اختفاءنا القصري؟ من يحمينا؟ الموضوع ليس موضوع ثأر و نصب واحتيال ولكن كما يبدو لي ولغيري ان وراء الأكمة شيء عظيم مجموعات مافيا تتاجر ببني البشر مثلا تعمل محليا مقابل مبلغ مالي زهيد و او قد تمتد لأعماق اسرائيل والعالم مثلا وهنا المصيبة اكبر وأعمق، ما هذا البلاء وما هذه الاشاعات و ما الذي يحصل و جميعنا يضع في كلتا اذنيه طينة وعجينة من شعب ومسؤولين! اجبرت على كتابة هذا لان الكل يقول لي او لك : لا معلومات ، فتشنا، بحثنا، لم نجد شيئا، نبشنا حتى المقابر ولا دليل، علقنا الصور في كل مكان ... اذا عليك ان تفكر بابعد من الكهوف والمقابر والحدائق والجبال. هنا قلت في نفسي قد يكون وراء الموضوع شيء سياسي مثلا بالرغم من ان تجربتنا مع الاحتلال الاسرائلي لم تعطينا او وقع حدثا واحدا بهذه الطريقة والأسلوب وهذا لا يبرأ ذمة المُحتل من أشياء حصلت لشعبنا، مثال: قد يكون الهدف من هذه الاعمال اشغال الشارع الفلسطيني بهذه المواضيع ليمضي الاسرى في اضرابهم و يمضي الشارع في نسيانهم والانشغال بهذه الاخبار الصحيحة في عصيرة وعقابا بالرغم من ان العيساوي من القدس!! لنمضي دونما مقاومة شعبية سلمية! لننسى القدس والمقدسات؟ قد يكون لخلق الفوضى من جديد: احمد الله على نعمة الامن التي توفرها لنا اجهزتنا الامنية الفلسطينية، قد يكون امتدادا لافكار التطرف الاستيطاني "دفع الثمن" والتي اقول لنفسي، جننت عندما فكرت بمثل هذا التفكير!! والاهم ان الاشخاص المختفون لا علاقة لهم بالسياسة او حتى في المشاكل الصغيرة  حسبما يقول اهاليهم وبعيدون عن المستوطنات نوعا ما ولم تصادر اراضيهم ... انهما مواطنان صالحان!! هما مفقودان على ارض الواقع وليس على المدونات والفيس بوك والجوالات ... بكل تأكيد يريدا المساعدة والنجدة و الاهتمام العاجل السريع ... انقذوهم ... ذويهم من اباء وأمهات وزوجات وأبناء بانتظارهم.
اجتماعيا ونفسيا : الموضوع ليس انتحارا ، قال لي احد الاطباء : الانتحاريون (المُنتحر) يبحثون عن الشهرة وتاريخيا لم ينتحر اية انسان سراً و او اختفى للأبد!! اذا اين نحن من هذا الواقع الاليم و كيف سنعيش ايامنا و كيف نؤمن على انفسنا واولادنا وبيوتنا وكل ممتلكاتنا اذا كان هذا الواقع؟ هذا المٌ جديد لم نعهده من قبل.
اقول لكل فلسطيني ((صدق نصف ما ترى وكذب كُل ما تسمع)) لكن الموضوع جد جد خطير ويجب ان نتدارك الامر قبل امتداد هذا السرطان لبيت اوعائلة كل واحد فينا ... الحذر الحذر ... تفقدوا انفسكم واولادكم لحظة بلحظة ... علموهم وقولوا لهم ليس كُل ما يلمع ذهبا ... و خالقوا الناس بخلق حسن وانقلوا لهم النصيحة المجانية واعطوهم درهم الوقاية خيرا من البحث و التفتيش ووقوع الماسي لا قدر الله ... و يجب على المسؤولين ان يكون عند حسن ظن الله بهم والرعية و ان يبذل الكل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على الامن والأمان والإنسان الفلسطيني ... المفقود الفلسطيني هو المعطاء الصامد المرابط الصابر على ظلم كل مكونات بني البشر له، علينا ان نرعاه ونحميه ونصون ماله ودمه وعرضه ... دمتم بخير ...

الكاتب: رأفت عمر الظاهر/ نابلس

الصورة المرفقة للناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية والأجهزة الامنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري

 

2013-04-14