الأحد 26/10/1445 هـ الموافق 05/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الرئيس مرسي وإغتصاب المستقبل /د. إيهاب العزازى

عندما تغتصب الأحلام وتنتهك الأفكار ويتم إقصاء كل العقول المبدعة فى وطن مريض يعانى حالة متردية فى كافة المجالات واضحة للجميع فعلينا أن نتسائل من وراء تجهيل الشعب المصري ومن يريد طرد كل العقول الشابة وتهجيرها للخارج أوقتلها فى الداخل باليأس والحرمان من تنفيذ ما تعلموة وقضوا سنوات طويلة من عمرهم وراء العلم من أجل شئ واحد هو النهوض بمصر عالميآ من خلال عقول وإبداعات أبنائها الذين يضيئون مشاعل العلم والتنوير فى كل  دول العالم فمصر هى التى أنجبت زويل ومجدى يعقوب ومصطفى السيد والبرادعى وعصام حجى وغيرهم من علمائنا المنتشرين فى كل دول العالم يبدعون بأفكارهم وإختراعاتهم لنهضة البشرية فهل لايعلم رئيسنا العالم المهندس قيمة العلم والعلماء والباحثين فى نهضة الأمم أم ماذا .
أتحدث عن مشكلة حقيقية تجاهلها الإعلام والسياسيين والأحزاب ورئيس الجمهورية  وحكومتة وتعاملوا معها بسياسة فرق تسد والوعود البراقة حتى يتم تفريغ القضية من مضمونها والقضاء عليها وهى قضية حملة الماجستير والدكتوراة وهى أزمة شهيرة لمجموعة من خيرة شباب مصر تعلموا وإجتهدوا وقدموا أبحاث متميزة حبيسة الأدراج ومكتبات الجامعات وعندما قامت الثورة توهموا أن مصر تتغير وأنهم سيستطيعون تنفيذ أفكارهم وأحلامهم لخدمة وطنهم وطالبوا بحقهم فى التعيين فى الجامعات والمراكز البحثية التى تحولت لعزب خاصة تورث فيها الوظائف لأبناء الأساتذة مما جعلها تتدهور وتخرج من كافة التصنيفات العربية والأفريقية وتراجع مستوى التعليم والخريجين فى الجامعات المصرية بشكل واضح .
تاريخ القضية والمطالبات بحلها من شباب الباحثين واضح ومعروف للجميع منذ قيام الثورة وحتى الأن  ولاتحتاج لإعادة شرح لكن الجزء الغريب الغير مبرر هو الرئيس مرسي وتجاهلة القضية برغم علمة بها منذ الثورة وتوقيعة على أوراق خاصة بها ودعم الباحثين له فى جولة الإعادة ليصبح رئيسآ للبلاد ومنذ تولية الحكم رفض مقابلتهم والحوار معهم لدرجة أنهم ناموا أمام منزلة فى التجمع الخامس وصلوا الفجر فى المسجد معة ليقابلوة ولم يفلحوا وتظاهروا أمام قصر الإتحادية وقدموا مئات الطلبات لديوان المظالم ولم يحدث شئ ثم خرج علينا رئيس الوزراء بإهانة لهم وسحل وضرب أمام منزلة وكلمتة الشهيرة لاوظائف جامعية ولا بحثية لامكان لكم سوى موظفين إداريين تخيلوا الكارثة وحجم المأساة أن يعمل شاب حاصل على الدكتوراة موظف إدارى فلا قيمة للعلم ولاكرامة للباحثين ولا خدمة للوطن .
تخيلوا الرئيس وحكومتة ومجلس الشعب المنحل والشورى الحالى لا يريدون حل المشكلة ويعملون على ترضية هؤلاء الشباب العاطل الملقى فى الشارع فريسة للبطالة واليأس عن طريق وظائف إدارية  مثل حملة الدبلومات وهل هذة هى المكافأة التى يستحقونها بعد سنوات من العمل والدراسة والأهم هل الرئيس الذى قرر بعد تولية رئاسة البلاد بأسبوع واحد زيادة رواتب أساتذة الجامعات غير قادر على حل القضية أم أنة لايريد الحل ويريد أن تظل الجامعات بوابة للتوريث والفساد.
حل هذة الأزمة يحتاج فقط إرادة سياسية تقوم على تنفيذ القانون داخل الجامعات وإنهاء مافيا الإنتدابات التى تجعل البعض يعمل فى عدة أماكن فى نفس الوقت  وتحديد سن المعاش للأساتذة ستون عامآ وتحديد العجز الحقيقي بالكليات والأقسام وتطبيق معايير الضمان والجودة والقضاء على  فساد التعليم الخاص الذى لايراعى أى قيم علمية وتعليمية وغيرها من الحلول الواقعية التى تريد أن ترى النور فهل شباب مصر لا يستحقون دعمهم من أجل تنمية مصر أم ماذا ؟
هذة القضية تثبت شئ واحد أن مصر لم تتغير وأن الثورة بلا قيمة ولا توجد إرادة سياسية لإنقاذ مستقبل هذا الوطن .
[email protected]

2013-04-24