الجمعة 24/10/1445 هـ الموافق 03/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نكبة الشعب الفلسطيني فصول رواية لا تنتهي/ بقلم : خالد كراجة

يعيش الشعب الفلسطيني أسوء  أنواع الاحتلال أقل ما يمكن أن يوصف به بأنه احتلال استعماري احلالي منذ ساعاته الاولى كان الهدف منه هو تهجير الانسان الفلسطيني والسيطرة على أرضه تحت شعار " ارض بلا شعب لشعب بلا ارض" شعار تبنته الحركة الصهيونية لاقامة ما يسمى بدولة اسرائيل المزعومة على انقاض شعب كان همه الأول زراعة أرضه بسنابل قمح  تجعل من الحياة ممكنة ، بعد ما تقالبت عليه شعوب ودول استعمارية عدة.

      لم تكن نكبة بل كانت "تطهير عرقي" مس شعب يحلم بقوت يومه، وشجرا وحجرا كتبت عليه ذكريات طفولة شعب بأكمله، شعار "شعب بلا ارض لارض بلا شعب" رفعته الحركة الصهيونية لتنفيذ أبشع أنواع "التطهير العرقي" لم يعرف التاريخ مثله من قبل ،

    مأساة تتكرر يوم بعد يوم، وتستمر معاناة شعب شرد وطرد من بيته وارضه، وذكريات تتجدد كل لحظة وكل نظرة من نظرات طفل يجد نفسه بين اناس مدججين بالسلاح لا تعرف امه ماذا تقول له اهم حماة الديار؟ ام هم سالبوها؟ كما أطفال العالم ،شعب لم يعرف طعم الحرية ابدا.

     نكبة تشبه نكبات كثيرة حدثت لشعوب أخرى عبر التاريخ من حيث كونها "تطهير عرقي" ، نكبة تشبه ما حصل من تطهير عرقي للسكان الأصليين لأمريكا الشمالية "الهنود الحمر" ،  ولكنها تختلف عنها في جانبين:

      الجانب الاول:  ان النكبة  "التطهير العرقي" التي حصلت بحق الشعب الفلسطيني جرت بعد قرابة القرنين ونصف من التطهير العرقي بحق الهنود الحمر، وتلك الفترة - اواسط القرن العشرين-  شهدت تقدم وتطور علمي وتكنولوجي على أصعدة مختلفة وتقدم فكري على صعيد قضايا حقوق الانسان وبدايات تأسيسي ألامم المتحدة التي قامت على أساس نشر وحماية حقوق الانسان ومحاربة التمييز على أساس اللون او الجنس او الدين ، وهذا ما يدفعنا للقول ان ما حصل للشعب الفلسطيني تم بأيدي  الحركة الصهيونية ودعم مباشر من الامبراطورية الانجليزية ، وصمت منقطع النظير من معظم دول العالم .

    الجانب الثاني : الذي تختلف  فيه نكبة الشعب الفلسطيني عن أي نكبة او تطهير عرقي لاي شعب اخر  انها  مستمرة منذ 65 عاما ، فنكبة الشعب الفلسطيني منذ حدوثها حتى ألان لم تنتهي ولم تتوقف بل مستمرة وتزداد يوما بعد يوما وان اختلفت الأساليب والأدوات ، فاستمرار القتل والتدمير ومصادرة الاراضي وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد القدس وهدم البيوت، وهجمات قطعان المستوطنين على القرى والمدن، وقطع الاشجار لا يختلف بشيء عن ما ارتكب بحق الشعب الفلسطيني عام 1948 ، بل هو جزء من فصول رواية النكبة الفلسطينية التي لا تنتهي، وما زال العالم يمارس دور المتفرج وغير المحرك لساكن بل على العكس في كثير من الاحيان يتأمر على  القضية الفلسطينية ويستخدمها بما يخدم مصالحه.

     ولكن ولكي لا تكون النكبة الفلسطينية مجرد احتفالات لاحياء ذكرى ألامها ومعاناتها تتجدد، وفصولها لا تنتهي يجب أن نفكر بشكل أعمق وأدق في كيف يمكننا جعل قضية النكبة الفلسطينية جزء من الخطاب السياسي الفلسطيني؟

        بحث نكون قادرين على تذكير العالم دوما بحجم المأساة التي ارتكبت بحق شعب اعزل لم يكن يملك سوى أماله التي أصبح التشرد والشتات جزء منها ، وهذا ما نجحت فيه الحركة الصهيونية بما يتعلق بالمحرقة اليهودية التي أصبح الحديث عنها حقل من اللألغام لم يمكن اختراقه وفرضت على كل من يحاول الحديث عنها أخذ حذره من الوقوع في محرقة اللاسامية.

      ولكي لا نجلد أنفسنا كثيرا فقضية النكبة واللاجئين قضية حاضرة في ذهن كل فلسطيني وهي قضية حية ومركزية، لا يمكن تجاوزها ، فهي تمس أغلبية الشعب الفلسطيني لكون أغلبية الشعب الفلسطيني هم من اللاجئين ، بالاضافة الى وجود بعض القادة الوطنيين الذين لا تغيب عنهم الأحداث والمجازر التي حصلت بحق الشعب الفلسطيني ويحاولوا تذكير العالم أجمع بما حدث في ذلك الوقت.

       ولكي نعطي كل انسان حقه لا بد ان نذكر من بينهم القائد الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الذي لا يألو جهد في هذا المجال ودائما يجعل من قضية النكبة ومجازر "التطهير العرقي" بحق الشعب الفلسطيني جزء من خطابه السياسي قعندما يقارن في تصريحاته السياسية بين ما يقوم به جيش الاحتلال او قطعان المستوطنين من قتل وتدمير وتهويد ومصادرة للأراضي وهدم البيوت بالمجازر التي قامت بها عصابات الاحتلال الاسرائيلي عام 1948 وما بعدها. 

       هذا يعني ان قضية النكبة حاضرة ويجب ان تبقى حاضرة على مدار العام وليس مجرد ذكرى ، ويجب ان نذكر العالم ان النكبة لم تنتهي وعليكم وقفها ، يجب تذكير العالم بأنه أن الاوان لكتابة الفصل الاخير من الرواية المأساوية التي لم يشهد التاريخ مثيل لها.

     عليهم أن يوقفوا  ما عجزوا عن وقفه قبل 65 عام، كجزء من التكفير عن ذنوبهم في انتهاك حقوق الانسان الفلسطيني وحرمانه من ارضه ووطنه ، وحرمانه من أبسط الحقوق التي يجب أن يحظى بها أي انسان في العالم وهو العيش بكرامة وحرية في دولته المستقلة.

2013-05-19