الأربعاء 22/10/1445 هـ الموافق 01/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ايمن العباسي،،، بطولات أصعب من أن تُروى ...يوسف شرقاوي

كان يمازح رفاقه دائما،بأن قدماه تأخذاه دائما الى البلدة القديمة من القدس، الى الجهة التي يحبها،حيث جنود الإحتلال ومستوطنيه،يعيثون فسادا واحتلالا وصلفا هناك. يسألونه رغم معرفهم للجواب بدون سؤال،الا تخافهم يا أيمن؟ يجيبهم بابتسامة وثقة ، أبدا لا أخافهم ،وسيجبرهم وجودي هناك كما وجود غيري على الرحيل،فلقد رحلت من هنا الى غير رجعة ممالك ،وجيوشا،وامبراطوريات أكثر منهم بأسا و قوة. كان يعلم أن تواجده،كما تواجد غيره من رفاقه في البلدة القديمة سيؤنسها خوفا من موت بيوتها،وستبقيها على حالها على الأقل. كان خفيف الظل،تقمص مرة دور مرشدا سياحيا ،وأخذ يشرح للسواح بطريقته الخاصة ،وبلغة انكليزية جيدة ،كم عانى أهل المدينة من بطش جيش الإنتداب البريطاني، ويشرح لهم كيف قصفها الإنكليز من الجو عام 1929 عندما عصت عليهم بعد حصارها لأشهر،وكيف امتلأت "زواريبها" بالدم. ويأخذهم الى ابوابها ويحدثهم كيف كانت تغلق في الليل بحراسة اهلها كي لايدخلها الغرباء عنوة،وكيف كان القمر ينير ازقتها القديمة.وكيف تعاني اليوم من قمع ،واستيطان صهيوني ،لتهويدها وسلخها عن محيطها العربي،بعد اقامة هيكلهم المزعوم. ايمن كان يعلم أن المدينة كما كانت عصية على "بغال" الإنكليز ،ستكون عصية أكثر على "بغال" الإحتلال،وستحرر يوما ما ليعود قمرها جميلا كما كان،وسيروي لجيل أصغر منه سناً، إن بقيَ حيّ كيف مروا من هنا،وكيف كان جنودهم يتدافعون ويهزمون ،ويسقطون عن "بغالهم" مذعورين من حجارة، وزجاجات فارغة ،والعاب نارية. ايمن العباسي لابأس بتركك الحصان وحيدا،،، لأن خلفك جيلا سيؤنسون بيوت القدس العتيقة،وسيدافعون عنها ،بمقل العيون،من هنا رحل "يوشع بن نون، بعد أن اقاموا مجد مملكتهم من حجارة بيوتنا القديمة،من هنا حلمنا سينتصر على احفاده،بعد أن اورثهم "وصاياه اليائسة" سنهزمهم يا ايمن ،فلقد تزوجت امهاتنا هنا جيوشا كثيرة ،ولكنهم رحلوا وأصبحوا أثرا بعد عين. ايمن ايها العاشق للقدس،ولفلسطين، لم تعرفك القدس ،ولم يعرفك رفاق دربك الا معتقلا أو شهيدا،أو شريدا ،فتلك هي قصتك وقصة أبناء جيلك الآن،فامضي الى سدرة المنهى مجللا بالياسمين، تنثره عليك عصافير فلسطين،،، فأنت بطولات أصعب من أن تُروى

2015-12-02