الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
في المنطقة الرمادية/ جمال الموساوي

في المنطقة الرمادية
يصاب الحب بتلف في الرئتين.
يلهث حين يتقدم،
ويسقط ضحية لقصر القامة.
في المنطقة الرمادية
يتحول العاشق إلى بكَّاء عارفْ
يضيق صدره فيكتشف أنه مصاب بربو الصبابة.
في المنطقة الرمادية
يبدأ القلب في عد نبضاته
ويسلم زمامه للألم.

في المنطقة الرمادية
يفتنني ضباب اللحظات القادمة،
فأتساءل: هل للحب منبع واحد؟
في المنطقة الرمادية
تسرق الجداول خطواتها
وتتجه حثيثا نحو النهر الكبير.
في طريق العاشق تنتصب أسئلة معلقة.
في المنطقة الرمادية
يلوذ الليل بصمته أو بضجيج العالم
والكائن  المستسلم لنبض الوقت
يحتشد لوحدته كلُّ أرق الحياة.
في المنطقة الرمادية
لا يطرق النوم جفن العاشق،
زفرة تلو شهقة ينفق عمره في انتظار الصباح.
في المنطقة الرمادية
يبدو العاشق كالعائد من الحرب
يدان فوق رأسه وقلب معطوب.
في المنطقة الرمادية
يبحث العاشق عن أصابعه المفزوعة
لم يعد ثمة مكان تأوي إليه الأصابع.
في المنطقة الرمادية
يتحول الجسد إلى آلة من الشهوة.
لا دفء في المخيلة ولا ورد للقلب.
في المنطقة الرمادية
تبدو الأحلام أشبه بأشباح آخر الليل
تنهش العاشق في طريق بلا آخِر.
في المنطقة الرمادية
يأكل القلق قلب العاشق
ويبدو الشعر كائنا من عالم آخَر.
في المنطقة الرمادية
يتحول الشاعر إلى شبه شيء.
يستعيذ بالوحدة ويقضم في صمت أظافره.
في المنطقة الرمادية
تعشش الكآبةُ.
النهر يكاد يستسلم.
في المنطقة الرمادية
لو كان للحب منبع واحد
ما كان للعاشق ليعيش أكثر.

في المنطقة الرمادية،
خيول بيضٌ
ونارٌ .
في المنطقة الرمادية
طرق مفتوحة... وألغامٌ.
كآبة معششة... وأحلام ممكنة.
في المنطقة الرمادية
عاشق أعزلُ.

2012-10-11