الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ليس مجرد حلم.. بالفلاحة البيئة يعود الهلال المتصحر خصيباً.... سعد داغر

 لربما جاءت التسمية من خلفية سياسية، بل ربما كانت المنطلقات قومية في جوهرها عند بعضٍ حين أُطلق الاسم على هذا الإقليم، لكن الثابت أنه "يوماً ما" كان ذاك الهلال خصيباً.

 هلالٌ ضم في خريطته غرب إيران، وبلاد الرافدين وما حولها، وجنوب تركيا، ولواء الإسكندرون السوري الذي تحتله تركيا منذ عام ١٩٣٩، وبلاد الشام (الأردن، سوريا، لبنان، فلسطين) وصولاً إلى أجزاءٍ من "أرض الكنانة" مصر. 

ووفقاً لتاريخ هذه المنطقة فهي كانت تحوز في معظمها على أراضٍ خصبة، تُنتج الكثير من الغذاء وبخاصة المحاصيل الأساسية لحياة الناس، ما دفع الهنود منذ القِدم إلى تسميتها بالهلال الذهبي، حين كانت هذه الأرض مصدراً للقمح والحبوب الأخرى بلونها الأصفر الذهبي، التي استوردتها الهند من بلاد الشام وبلاد ما بين الرافدين. 

المسألة الثابتة الأخرى هي وفرة المياه من مصادرها المختلفة، التي كانت تتميز بها المنطقة، سواء من الأمطار أم مياه الينابيع والأنهار، التي انسابت مياهها بوفرة، لتروي البساتين المترامية على ضفاف تلك الأنهار قبل أن ينتهي بها المطاف إلى البحار، إذ لو لم تكن هناك وفرة في المياه لما كانت هذه الأرض لتنتج تلك الوفرة من الغذاء والخيرات، التي تحدّث عنها التاريخ، وما كانت لتوصف بالخصوبة، وما كان للحضارات أن تزدهر فيها عبر التاريخ.

منطقة واسعة استضافت وتستضيف على أرضها شعوباً متنوعة عديدة وديانات وقوميات كثيرة، أَثْرَتْ تاريخ المنطقة بالحضارات التي نشأت وما أنتجته من ثقافات مختلفة وبقيت آثار بعضها قائمة، راوية قصص تلك الشعوب وما بنته من حضارات عبر التاريخ وأغنت به الثقافة والتاريخ البشري. 

بعض تلك الشعوب والحضارات والديانات اندثرت وتلاشت؛ وبعضها ما زال يحتضنها هذا الهلال الخصيب في التاريخ الصحراوي في الحاضر.  

هنا ظهرت حضارة بابل والكنعانيين، الأنباط والأشوريين، وهنا نشأت السريانية والسومرية، والديانة المانَوية (نسبةً لـ حام بن مانو)، والصابئة-المندائية. 

كما ظهرت اليهودية والمسيحية وانتشر في ربوعها الإسلام آخر الديانات. ولعل تنوع الثقافات والديانات والغنى بالموارد تارةً واختلاف الشعوب واللغات، ونقص الموارد وسهولة لعب قوى الهيمنة والاستعمار بشعوب المنطقة تارةً أخرى، كل هذا جعل المنطقة تعيش صراعات ممتدة عبر التاريخ حتى هذا الزمان.

 وربما بدأت الصراعات قبل صدام حضارتي الفرس والرومان، مروراً بصدام المسلمين معهما ومع غيرهما ومع الخلافة الإسلامية وبينها التي بدأت بالراشدية وانتهت بالعثمانية وحروب التتار والمغول، والاستعمار الفرنسي والبريطاني، وصولاً إلى الاستعمار الصهيوني لفلسطين والأميركي للعراق وشرق سوريا والتركي في شمالها وشمال العراق. 

كما أن الظلم الذي عاشته وتعيشه الأقليات العرقية والدينية كالأكراد وغيرهم، أبقى على حالة الصراع وخلق "وعي الخوف" من الآخَر وحياة البغضاء على امتداد الإقليم كله، إقليم بات طابعه الأساسي انقسامات وصراعات وعنف وخوف ومحاولات للبقاء بنفي الآخر.

صراعات وحروب

وكما هو ثابت ومُتناقَل من التاريخ أن هذا الهلال كان خصيباً يجود بالخيرات على من سكنوا أرضه، فإن الثابت أيضاً أن هذا الهلال بات الآن صحراء قاحلة في جزئه الأكبر، على امتداد غالبية دُوَله، إن لم تكن كلها، ويعاني سكانه مشاكل مزمنة يسكنهم القلق والخوف من الحاضر والمستقبل الآتي، يعتمدون في معظم غذائهم على ما يأتيهم من أقاليم بعيدة، حين أضحوا فاقدين للقدرة على إنتاج غذائهم بأنفسهم ومن أرضهم.

الصراعات والحروب لعبت وما زالت دوراً محورياً في تصحر هذا الهلال، ولعل مجزرة النخيل في العراق، الذي كان ينتج ٧٥٪ من تمور العالم وأصبح الآن ينتج ٥٪، وتحديداً المجزرة في منطقة البصرة/شط العرب في حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران، ثم العدوان الأميركي على العراق عام 1990/ 1991، واحتلال العراق من طرف المستعمر الأميركي عام ٢٠٠٣ الذي استهدف نخيل العراق وأشجاره وبذوره، تعد أكبر مؤشر على دور الصراعات المسلحة في عملية التصحر والخراب والتدمير الذي لحق بهذا الإقليم. وهو نفس الاستهداف الصهيوني للأراضي العربية ومشروع قتل زيتونة فلسطين وتجفيف البحيرة الفريدة من نوعها - بحيرة الحولة، والآن تجفيف المستعمر الصهيوني للبحر الميت وقتله، بقطع شريان الإمداد الرئيس لهذا البحر المتمثل في نهر الأردن وتحويل هذه المياه إلى المدن الصهيونية، وصولاً إلى صحراء النقب.

 وكان هناك أيضاً قطع الأتراك للغابات في منطقتنا لبناء سكك الحديد التركية وتشغيلها في نهايات الحقبة العثمانية. كل هذه الأعمال أسهمت في تصحر منطقة الهلال الخصيب وفقدانها للغطاء الأخضر ولمصادر إنتاج الغذاء، وخلق الصراعات والخوف والعنف. 

كما أن الأساليب الزراعية التي اُتبّعت سابقاً والنشاطات الزراعية الحالية لعبت وتلعب دوراً محورياً في تصحر هذه المنطقة، من حيث نشوء مشاكل تملح التربة وانجراف الطبقات السطحية الخصبة بسبب إزالة الغطاء النباتي والغابات، وحديثاً بسبب الاستخدام المتواصل للسموم المختلفة على شكل كيماويات زراعية من أسمدة ومبيدات بآثارها المدمرة على التربة والمياه والتنوع الحيوي، إضافة إلى الرعي العشوائي.

سياسة التعطيش

يبرز شكلٌ آخر من الصراعات في العقود الأخيرة في هذه المنطقة وهو صراع الماء، الذي بات يستخدم سلاحًا بيدِ بعض الدول المحيطة بالمنطقة العربية، وأبرز ما نراه هو قطع الأتراك لمياه نهري دجلة والفرات، وعملهم الدؤوب لتعطيش كلٍ من العراق وسوريا والنتائج الكارثية على البيئة والقدرة على إنتاج الغذاء الكافي لمن يعيش في هذه الدول الناتجة عن هذه السياسة التركية. 

كما تستخدم "إسرائيل" هذا السلاح بقطعها مياه نهر الأردن وسيطرتها على مياه الجولان ومياه الضفة الغربية ومحاولتها السيطرة على مياه الجنوب اللبناني، قبل أن تنقشع من هناك بسبب المقاومة اللبنانية. 

تعطيش شعوب المنطقة ليس فقط سببه سيطرة وسرقة قوى إقليمية لمياه المنطقة وقطعها، في عمل منافٍ لكل القيم الإنسانية والقوانين الدولية التي تمنع مثل هذه الأفعال التي ترقى حد جرائم الإبادة حين تقطع المياه عن شعوب كاملة، ولكن أيضاً بفعل القوى الحاكمة في هذه البلدان، هذه القوى التي لا تقوم بما يجب من أجل قلب المعادلة المائية داخلياً، مع استمرار العمل لتحصيل الحقوق المائية، والاستفادة من المصدر السماوي المجاني للمياه "الأمطار".

 ويستمر منذ عقود الحديث عن الحرب القادمة حول المياه وترديد هذه "الأسطوانة" المهترئة، لتبرير تلك الحرب القادمة حين تقع، وجعل شعوب المنطقة تُسَلِّم بحتمية تلك الحرب وبالتالي تقبل بها وكأنها قدر لا يمكن رده في وقت ستكون أسباب الحرب مختلفة عما يُرَوّج له، لتقبل الشعوب بالحرب، دون إدراك لما يجري من حرفٍ للوعي عن رؤية الوفرة وعيشها وعيش حياة البركة.

 تلك الوفرة الآتية مع مياه الأمطار، التي يضيع ثلاثة أرباعها نحو البحر، جارفة معها التربة وبالتالي تجرف القدرة على إنتاج الغذاء وتخلق الفقر بضياعها في البحر.

إن الصراعات التي شهدتها هذه المنطقة وما زالت، وتقاعسنا عن القيام بما يجب شعوبًا وحكومات، وسياسة التجهيل المنتهجة، وحرف وعي الناس عن رؤية الوفرة والبركة في وسائل ومصادر العيش، إلى جانب الممارسات الزراعية الخاطئة على مر العصور تعد واحدة من أهم أسباب التصحر وتحول الهلال الخصيب الذي نسكنه إلى هلال صحراوي قاحل تشكل الصحراء غالبية مساحته، ليتحول إلى منطقة طاردة لأهله، في سعيهم لإيجاد حياة الاستقرار والأمان في أماكن أخرى من المعمورة.

سياسياً، يعد المشروع الاستعماري الصهيوني بتحالفاته الإقليمية-الدولية المرتبطة بالإمبريالية العالمية، هو الأخطر على هذه المنطقة، هذا المشروع الذي بدأ في استعمار جزء من فلسطين مع بداية الاستعمار البريطاني قبل مائة عام تقريبًا، ثم استكمل استعمارها عام ١٩٦٧ وما زال المشروع التوسعي مستمرًا لاستكمال باقي المشروع والسيطرة على كل منطقة الهلال الخصيب وأكثر.

 وقد يرى بعضٌ أن هذا الكلام مُبَالغ فيه أو أنه  يحمل نوعًا من التهويل، لكن هذه الخطة لا يُخفيها الصهاينة أنفسهم، وينشرون الخرائط التي تظهر "إسرائيل الكبرى" كما هو واضح من الصور المرفقة مع هذا المقال، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نجد بعضٌ يقول إن هذه أحلام بعض الحالمين محدودي العدد من الصهاينة الذين ينشرون الخرائط، فيما الواقع يبدي غير ذلك ويثبت أنها ليست أحلام بعض الحالمين منهم، وذلك بالتدقيق في الرسم الذي تضعه "إسرائيل" على العملة المتداولة حالياً والذي يثبت أن هذا ليس ثرثرة من بعضهم، إنما هو المُخَطط الحقيقي الذي يسعى ساسة "إسرائيل" والحركة الصهيونية لتحقيقه واحد من أكبر المخططات الاستعمارية التي يجري العمل عليها. 

وليس ساسة "إسرائيل" ببعيدين عن المسؤولية عن حالة الفوضى والاحتراب التي تعصف بمنطقتنا في العقود الأخيرة، والتي يقع في أحد أهدافها التمهيد للسيطرة على المنطقة وإنشاء "إسرائيل الكبرى".

 إذن هو مشروع استعماري توسعي هدفه السيطرة والاستغلال واستعباد شعوب المنطقة، معاديًا الطبيعة الإنسانية والأرض والطبيعة.

المشروع البديل نقيض عقلية السيطرة

في مقابل هذا الفكر الصهيوني والمشروع الاستعماري هناك حاجة لفكرٍ ولمشروع يبني المنطقة ويعيد لها خصوبتها، مشروع جوهره خلق الوفرة باستعادة الطبيعة، مشروع قد يكون محوره الغذاء، لا سيما أن أكثر ما يجتمع عليه الناس اليوم هو وجبة الطعام، فما زالت الأسر الصغيرة والممتدة، الزملاء في العمل والوظيفة، الأصدقاء، كلهم يجتمعون على الطعام. وبسبب ظروف حرب روسيا-الناتو في أوكرانيا بدأت أسعار الغذاء وتوفره واحتمالات نقص إمداداته تأخذ حيزاً من حديث الناس في لقاءاتهم وخلال تناولهم الطعام معاً.

 الكل يجتمع على مائدة واحدة لتناول الأكل، يتحدثون عنه وعن جودته وعن تلوثه بالسموم في آن، وعن السبيل للحصول على غذاء سليم خالٍ من السموم، غذاء لا يثير قلق الناس جراء الأمراض الكثيرة المتصلة به بسبب تلوثه بالكيماويات. 

مثل هذا الغذاء يمكن الوصول إليه حين نتّبع أساليب إنتاج تستبعد استخدام السموم الكيميائية، أساليب إنتاج طبيعية يمكن أن تكون ركيزتها الفلاحة البيئية، التي تراعي أبعاداً عديدة محورها الإنسان. 

المشروع المتناقض مع عقلية السيطرة الذي تسهر على تحقيقه الحركة الصهيونية أداة تنفيذية، المشروع التدميري للأرض والإنسان، القائم على خلق عقلية النقص في الموارد وفي مقومات الحياة في منطقة هلال الفقر "المتصحر".

 المشروع المتناقض معه هو مشروع البناء القائم على خلق عقلية "الوفرة"، الذي يحتاج إلى "وعي" الوفرة في الموارد واستعادة الخصوبة وإعادة بناء هلال الوفرة "الخصيب"، وذلك حين يبدأ الناس أو نواة منهم في خلق نماذج الإنتاج الصحي الوفير، لبناء صحة الإنسان بالمساهمة ببناء صحة الطبيعة. 

سر البدء يأتي بالنظر لخير السماء "الغيث"، التي يرى فيها الناس شحاً، رغم وفرتها، لكن الشح سببه عدم العمل على استضافة واحتضان هذه المياه احتضانًا سليمًا في جسد الأرض حيث تسقط، ورؤية الوفرة فيها، ثم الاستفادة منها بحكمة لإنتاج الغذاء الذي يبنى الأجساد وصحتها، ويعيد للطبيعة بهاءها، وليس الإنتاج المدمر لصحة الإنسان والطبيعة والعلاقات البشرية وخلق حالة التناحر بين المنتجين.

 أساليب الإنتاج الطبيعي جوهرها خلق حياة التعاون بين المنتجين أنفسهم والطبيعة وكذلك الآكلين لهذا الغذاء، إنتاج مصبوغ وممزوج بالمحبة يقدمه المُنتِج للآكل أيضاً بمحبة، وحيث توجد المحبة تنتفي وتغيب البغضاء. 

احتضان مياه الغيث

احتضان مياه الغيث يحتاج من شعوب الهلال هذا، إعادة بناء الفكر للتعامل مع التربة التي تعد أكبر وأهم خزان لتلك المياه، ما يعني وقف أو الحد من جريان المياه على سطح التربة وجرفها، ببناء التربة لتستوعب تلك المياه بزيادة المادة العضوية فيها وعلى سطحها، وإنشاء بُنية توقف الجريان في المناطق المنحدرة والمائلة، وزراعة الأشجار لأنها هي ما يجذب الأمطار.

 وأهم تلك الإجراءات وقف نشر السموم الكيميائية في جسد الأرض، الذي إذا مرض مرضت معه الكائنات الأخرى بما فيها الإنسان. إن أرضاً تستقبل ما يزيد على 150 ميللمتراً من مياه الغيث، يمكن تحويلها إلى جنان وارفة تنتج الحياة والغذاء للإنسان، وتحقيق الوفرة في الماء والغذاء. 

احتضان واستضافة مياه الغيث في جسد الأرض أساس الحياة في التربة كما الدم في جسد الإنسان، وهذه أولى الخطوات لنعيد للهلال خصوبته، وبالعمل على إعادة الخصوبة لأرضه نكون قد بدأنا إعادة الخصوبة للعلاقات الإنسانية بين المجموعات البشرية التي تسكنها. 

وليس من هدف أسمى من استعادة خصوبة العلاقات الإنسانية عند شعوب هذه المنطقة بعرقياتها المتنوعة وأديانها ومعتقداتها المختلفة. والارتباط بين كل هذا يبدأ بالإيمان بإمكانية تحقيق الوفرة وعيش حياة البركة، ونبذ فكر النقص. ووفرة الغذاء والماء أساسها فلاحة تراعي احتياجات الإنسان والطبيعة، فلاحة بيئية تغذي بإنتاجها الجسد والعقل والنفس. فليس هناك من أمرٍ أكثر إنسانية من العمل على توفير غذاء يحقق للناس صحة وينمي علاقات البشر القائمة على المودة والسعي نحو هدف واحد وهو السعادة، التي لا يمكن أن نعيشها ونحن نؤذي بأعمالنا وبزراعتنا الأرض وما عليها ببث السموم في التربة.

 السعادة يمكن أن نعيشها ونحن نعمل معاً لاستعادة خصوبة أرض الهلال وتحويل صحاريه إلى جنان، ولعل فكرة العمل نحو إنتاج الغذاء الشافي للجسد والنفس تحتاج من كل قادر أن يبدأ بنفسه، يقدم الأنموذج، يتأثر به محيطه، ثم تتسع دائرة التأثير للمحيط الأبعد، لنصل إلى بناء "الهلال الخصيب" من جديد.

 وحين ننتقل إلى فعل تحقيق السعادة، بواسطة خلق فكر "الوفرة"، تذوب بين العرقيات والشعوب والأديان خلافاتها، وتذوب مشاعر الخوف من النقص، وتتجه القلوب نحو عمل سَامٍ بكل معاييره وقيمه فينتفي فكر الاستغلال وعقلية السيطرة، ليحل مشروع البناء مكان مشروع التخريب في هلالٍ لا بد له إلا أن يعود خصيبًا بمائه وترابه ونباته وعلاقات الناس فيه. 

مقدمات فكر البناء قد بدأت، ومجموعات إنتاج غذاء الصحة والسعادة تتمدد بجهود قادة الوعي الجديد الذين يجمعهم فكر إنساني مُحب منتمي، هذا الفكر الذي بدأ بأفراد قليلين، بدأ يتحول إلى فكر مجموعات، لم تتلقفه بعد "مؤسسات العمل التنموي" كما يليق به، والحكومات ما زالت متخلفة عنه، لكن يوم التغيير آتٍ.

 ولكي تقطع الألف خطوة لا بد أن تبدأ بخطوة "احفظ ماء الغيث حيث يسقط". كن فلاحاً بيئياً في الريف والمدينة وازرع حيث يصل ضوء الشمس، في سبيل بناء هلال خصيب بترابه وعلاقات الناس فيه. 

السعي نحو استعادة خصوبة التربة في الهلال الخصيب هو المقدمة والأساس لاستعادة خصوبة العلاقات الإنسانية وتذويب كيانات العدوان، وسرقة الثروات وسياسات فرض السيطرة، فما الظلام إلا غيابٌ للنور، وحين يحل النور يتلاشى الظلام ويذوب.

سعد داغر

خاص بآفاق البيئة والتنمية 

2022-08-20