الأحد 26/10/1445 هـ الموافق 05/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
من فلسطين إلى الجزائر ثورة حتى النصر .. /بقلم د.مازن صافي

الجزائر .. دولة عربية سجلت في التاريخ حضورا ثائرا وبطولات أجبرت الاحتلال على الرحيل .. لذا فهي دائما قريبة من الحضور والنضال والحلم والفعل الفلسطيني .. إنها الجزائر .. الدولة والشعب وقصة المعاناة من الاستعمار .. احتضنت القوات والأسر الفلسطينية حين أجبر الفلسطيني أن يغادر من لبنان إلى الشتات مرة أخرى بعد مجازر رهيبة وتآمر واضح ضد الوجود الفلسطيني والصمود العربي .. وبعد عدة سنوات كان الحلم الفلسطيني يقترب .. وصفقت الجزائر كما صفق كل فلسطيني بل كل عربي وبل كل حر حين قالها الرئيس الشهيد ابوعمار " نعلن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف " .. كان ذلك في قلب الجزائر في 15 نوفمبر 1988 و مع نهاية الإعلان عزفت موسيقات الجيش الجزائري النشيد الوطني الفلسطيني فدائي فدائي .. إنها الجزائر الحرة تحتضن حرية فلسطين ودولتها وقيادتها..  ولهذا ليس غريبا أن ينظر الاحتلال الإسرائيلي إلى الجزائر كعدو رئيسي .. حتى أن جولدا مائير رئيسة الحكومة الإسرائيلية الاحتلالية السابقة كانت تقول  " من حسن حظ إسرائيل أنه لا توجد حدود مشتركة مع الجزائر " .. وهي بالفعل مصدر خطر عليه لأن التاريخ القريب يذكر أن المشاركة الجزائرية دوما كانت ولازالت المميزة والقوية، في الحروب العربية المتعلقة بنصرة القضية الفلسطينية، سواء على الصعيد السياسي والدبلوماسي (ميلاد الدولة الفلسطينية بالجزائر) تطبيقا للشعار الرسمي الذي يرفعه كل جزائري حكومة وشعبا وقيادة " مع فلسطين ظالمة أو مظلومة  " .. ومن بداية استقلال الجزائر وتحررها من قبضة الاستعمار رفع الشعار الذي لازم سياساتها ودعمها المطلق للحق الفلسطيني " لن تستكمل الجزائر استقلالها، إلا باستقلال فلسطين " .. واليوم حين وصلنا إلى الأمم بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن استكملنا الحلم وأصبح العلم الفلسطيني يرفرف في كل العالم وما هي إلا خطوة حتى يتحول الحلم الذي أعلن في الجزائر إلى دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف بمؤسساتها وبرلمانها فوق الأرض الفلسطينية لتقف الجزائر أيضا موقفا بطوليا ورائعا ومشكورا مع فلسطين ..
للجزائر قيادة وحكومة وشعبا مواقف بطولية وفارقة في الحياة والمسيرة النضالية الفلسطينية ، فهي أول دولة تفتح مكتب لحركة فتح في العالم عام 1964، وهي أول من فتح مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية مع الصفة الدبلوماسية الكاملة،و هي أول دولة تعترف بدولة فلسطين حينما اقر المجلس الوطني الفلسطيني إعلان الاستقلال،وكانت هذه الدورة منعقدة في الجزائر، والجزائر صاحبة أول طلقة رصاص انطلقت علي الاحتلال وأول الدول التي قامت بتدريب العسكريين الفلسطينيين والمتطوعين من منظمة التحرير الفلسطينية ، والشعب الفلسطيني لن ينسى بل يستذكر بكل الفخر والامتنان لجزائر الحرية أن الرئيس الراحل هواري بومدين قام بترتيب زيارة الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات ابوعمار  التاريخية إلى الأمم المتحدة عام1974، بل ووفر له الطائرة التي أقلته إلى هناك .. واليوم تقوم الجزائر ببناء الاقتصاد الفلسطيني وتقديم المساعدات الدورية للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ليتمكن من بناء دولته وبنيته التحتية ، وعلى صعيد الانقسام الفلسطيني فهي تقف موقف الداعم لجهود وخطوات المصالحة واستعادة الوحدة وبناء المؤسسات وتصليب الجبهة الداخلية الفلسطينية أمام الاحتلال الإسرائيلي ووقفت مع الجميع وقفة عادلة وعلى مسافة واحدة عنوانها فلسطين أولا وقبل كل شيء .. 

وحقيقة هنا نشهد أن سفارة فلسطين في الجزائر لها دور ومجهود هام جدا وأرجو وان يعمل به في كل السفارات الفلسطينية في دول العالم ، فهي تصدر ملحق خاص حول الأسرى والقضايا الفلسطينية المختلفة ويشرف على ذلك الأخ الفاضل خالد عز الدين  رئيس اللجنة الإعلامية للقدس والأسرى في الجزائر  والذي استطاع أن يوجه بوصلة الأقلام والعقول الفلسطينية الى اتجاه تفعيل قضية الأسرى إعلاميا وعربيا وعبر الصحف الجزائرية في ملاحق زاخرة بالإبداع والمصداقية والانتماء الحقيقي لفلسطين ولقضايا المركزية ولقضية الأسرى كأولوية إنسانية وسياسية وحقوقية وإعلامية ، ونلاحظ تفاعل الإعلام الجزائري ودعمه لهذا التوجه ونشره الملاحق الدورية حول الأسرى على وجه الخصوص ، وما زاد سعادتي وإيماني بأن هذا العمل الإعلامي الناجح قد وصل إلى قلب الجزائر وإعلامه أن الأخت الإعلامية القديرة أ. حنان هانو وهي تعمل صحافية بمجلة الشروق العربي الجزائرية قد تحدثت معي حول هذه الملاحق وأبدت اهتمامها وإعجابها وتفاعلها وقالت أنها قرأت كل ما كتب في الملحق من مقالات ومتابعات وإحصائيات ، وتقدر كافة الجهود المبذولة في هذا الاتجاه الإعلامي والدبلوماسي .
فمن هنا من قلب فلسطين والقدس العاصمة ومن ارض الرباط الى هناك في جزائر الاحرار والبطولة والثوار ، نرسل بسلامنا وتحياتنا الى أشقائنا واهلنا في الجزائر الحبيبة ..  ونقول لهم لقد شاركتمونا منذ لحظات الثورة الأولى وابليت بلاءً حسنا في لبنان الصمود في معركة البقاء واستمرت مواقفكم الرائدة والرائعة والمسؤولة في كل المحافل العربية والدولية واحتضانكم للحلم الفلسطيني والانجازات المتلاحقة وصولا الى دعكم المشكور الى ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات وفوق ارض الجزائر .. واليوم تفتحون اعلامكم الحر والثائر ليحتضن قضيتنا العادلة قضية اسرانا الأبطال الذين سنحتفل معا وسويا بحريتهم واطلاق سراحهم ومشاركتهم في بناء اركان دولتنا الفلسطينية المستقلة ودعمكم لقرار قيادتنا وعلى راسها رئيس دولة فلسطين الأخ محمود عباس ابومازن لحصولنا على حقنا في أن نكون دولة مستقلة كسائر دول العالم وان يكون ذلك في الأمم المتحدة .. انتم دوما مع حلمنا الوطني واهدافنا وخطواتنا ونثق تماما في أنكم مستمرون معنا حتى الحرية والاستقلال واطلاق سراح كل اسرانا وعودة لاجئينا وزوال الاحتلال .. شكرا لجزائر الثورة .


http://youtu.be/Rr_xThOpiyA
قصيدة عن فلسطين من اجمل بنت جزائرية

2013-04-25