الأحد 26/10/1445 هـ الموافق 05/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
يا عمال العالم هل تتحدوا ؟/بقلم .أ . تحسين يحيى أبو عاصي

يا عمل العالم ... يا فقراء العالم ...أيها الفلاحون ... أيها المضطهدون ... ثوروا فلن تخسروا شيئاً ... يقول الشهيد القائد عمر المختار رحمه الله : إن الظلم يجعل من المظلوم بطلاً، وأما الجريمة فلابد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء.
فالمطارق من فوقكم تضربكم ، والأرض من تحتكم تُزلزلكم ، والسماء تقصفكم ،  والسياسة تنهشكم ، والرياح تعصف بكم ، وتدفعون الثمن أنتم وعائلاتكم ، ليُمسي قوت أطفالكم ومعاناتكم  مادة لأصحاب الكروش المنتفخة ، والقلوب المتخمجة ، والعقول المتعفنة يتسلقون من فوق جماجمكم ...
يا عمال فلسطين ... منذ سنوات وانتم تعيشون المعاناة ...
يا عمال سوريا منذ أشهر وانتم تعيشون الموت ...
يا عمال مصر تؤلمنا أحوالكم وانتم تسكنون المقابر وأسطح المنازل وتحت الجسور ...
يا عمال العراق أنتم أول من دفع الثمن من بعد عز وكرامة ...
يا عمال العالم في كل مكان خذلتكم مؤسساتكم ، واحتال عليكم كل محتال ، وسُحب البساط من تحت أقدامكم وقد كنتم عجلة التاريخ التي تدوس كل ظالم من خلال ثوراتكم التي سجلها لكم التاريخ ، يؤازركم الفلاحون والفقراء والمعذبون في الأرض كما آزركم من قبل العبيد والمضطهدين عبر التاريخ ...
يا عمال العالم متى تتحدوا ؟ ... فلكل كرامة ثمن ولكل تغيير وقود ، فلا تسمحوا للمتسلقين ركوب الموجة ... رصوا صفوفكم ... اثبتوا ... ناضلوا ... فلا أحد يشعر بمعاناتكم إلا من كان منكم ومثلكم ... لا تشكو للناس جرحا انت صاحبه لا يألم الجرح الا من به ألم
يا عمال العالم ... الرئيس الامريكي – آيزنهاور - كان عاملا  ، بل كان فقيرا إلى درجة أن قميصه كان ممزقا  وتمنى ارتداء قميص جديد ، فأصبح له أضخم مصانع القمصان في أمريكا ...
والرئيس البولاندي السابق -  ليخ فاليسا - كان عامل منجم  ، ورئيس وراء هولندا لا زال يأتي إلى عمله بالدراجة الهوائية وقد كان عاملا ولا زال يقف إلى جانب العمال بكل قوة ، ورئيس الإكوادور لازال يعيش بمزرعته متواضعا بسيطا رافضا العيش في قصر الرئاسة ، وقد التف العمال والفلاحون والفقراء من حوله ، وكذلك رئيس الوزراء التركي ، وكثير من وزراء العالم منهم من كان عامل بنيان ومنهم من كان سائقا ... أولئك الرجال لا يطيرون مع الرياح حيث طارت ، وقد صاروا بفعل نضالاتهم المستمرة رموزا حفظ لهم التاريخ مواقفهم بشرف وأمانة ، وأما غيركم معشر العمال فإلى مزبلة التاريخ .
يا عمال العالم ... يا فقراء العالم ... ثوروا فلن تخسروا شيئا .
يا عمال العالم ... يا فقراء العالم ... لا تكونوا مادة للمزايدة عليكم من أجل وصول المتسلقين من فوق ظهوركم .
يا عمال العالم هل تتحدوا فتتوقف السياط عن جلد ظهوركم  ؟.
[email protected]
كل عام وانتم بخير .... أتمنى ذلك .

2013-04-26