الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
وسط هذا الضجيج !! - /عبد الهادي شلا


  ينتابنا جزع وخوف ونحن نسمع ونشاهد تطورالمواجهات العربية - العربية في معظم الأقطار مباشرة وفي كلها بأشكال متفاوتة بين مؤيد و معارض و لا مبــالٍ !!



منذ أن بدأ الصهاينة في إستقطاع فلسطين من جسد الوطن العربي والصراع يتطور و تتشابك فيه الدول ، بعد أن كان بين عصابات صهيونية وشعب فلسطيني تحت الإنتداب البريطاني المتواطئ معها وبعدم تكافؤ في العتاد والعدة، فما توقفت مقاومة الشعب الفلسطيني التي ظنت خيرا في إمتدادها العربي الرازح تحت الإستعمار ذلك الوقت لتثبت الأيام أن مساندته لم تكن بحجم المأساة، ودون أن ندخل في تفاصيل تاريخية فهي مكشوفة ويتم تتداولها بفكر وفهم لواقع الأمة العربية المتشرذم منذ نشأتها و لم تنزع ثوب القبلية ولا عنترية القوة و دخلت القرن الواحد والعشرين دون أن تمتلك أسباب قوة فعلية مع كثرة خيراتها وعددها البشري وعقول أبنائها التي تهاجر بإبداعاتها للدول التي ترعاها وتمتلكها وتنتفع بها لتعود بصورة أو بأخرى لتهيمن على أمة عربية ليس بإستطاعتها إلا أن تقبلها "راضخة" لحاجتها إليها. نقول بعد أن كانت القضية بين طرفين في زمن تخللته حروب لم ينتصر العرب فيه بواحدة إلا إذا كانت حرب أكتوبر نصرا بما فيه الكفاية ،والتي يرى البعض أنها حرب لتحرير أرض سقطت في "نكسة" أخذت ما تبقى من فلسطين "الضفة الغربية وغزة" وأكثر. و أصبحت القضية الفلسطينية ودم الشهداء موزع بين أمم الأرض وبكل وقاحة أصبح كل يدلي بدلوه حتى أصبح من الصعب الإمساك بجزء منها وتواصله مع جزء أخر و وقعت القضية الفلسطينية في متاهات الإتفاقيات والمعاهدات ولجان التحقيقات وغيرها التي يتعذر إحصائها أيضا وبهذا خرجت عن حيزها الضيق وهو الصراع الفلسطيني- الصهيوني ليحل محله مسميات عديدة حتى أصبح في أقلها يطلق عليها قضية "الشرق الأوسط"!.!. تبقى قضية فلسطين أساس كل ما جرى فى المنطقة من أحداث كبيرة، الأمر الذي يتحدث فيه كل من أراد تثبيت مبادئه ومعتقداته المذهبية منها والسياسية، فكانت فلسطين ومقدساتها البضاعة الرائجة لكل من باع نفسه لشياطين الخراب والدمار في المنطقة العربية مبررا فعلته !. المحزن في الأمر أن هذه الظواهر الجديدة بكل مسمياتها التي تهتف لتحرير فلسطين هي أبعد ما تكون في تطبيق شعاراتها عن هذه الفكرة السامية . وإن ما تشهده البلاد العربية من تناحر وصل طريق اللارجعة بعنترية وعصبية أعمت العيون وغلفت القلوب وطبل لها المطبلون الذين يظهرون في مثل هذه الأوقات التي تتعرض فيها الأمة العربية لمأزق فيصبون الزيت على النار ،إنما هي النتيجة الحتمية لهذه العنتريات والعصبيات. الإعلام العربي يتخبط ويتلعثم في قول الحقيقة وتبصيرالشعوب المكلومة التي تدفع ثمن هذا التخبط والمتعبة من سنين الإحباط المركب فهو إعلام لمن "يدفع" أو "أنه إعلام عقيم" فقد البوصلة و ركب موجته نرجسيون يخالفون الواقع ليحققوا مواقع على خارطة الإعلام بلا ضمير ولا مسؤولية. هذه الظاهرة من تلاعب الإعلام وبهرجة الصورة التي يرسمها ويزوقها بكل أسف فإنها تستقطب البسطاء وهم الأكثرية في الشعوب العربية وتنحى بهم إلى مساحات الضياع الأوسع رغم وجود إعلاميين كفؤ لكن أصواتهم لا تلقى صدى وسط هذا الضجيج الإعلامي إلا من القلة القليلة!.. ختاما..فإن نظرة شاملة سريعة ،تعطينا الصورة الكئيبة والمظلمة لمستقبل الأمة العربية في المنظور القريب مهما علت الأصوات التي تمجد الحروب هنا أو هناك ظنا بأنها الخلاص من الظواهر الطارئة ،وتنفخ في صور قادتها في وقت متأزم لا يلتقي فيه بلد عربي مع الأخر على نفس الرؤية حتى الذين يتعانقون أمام عدسات المصورين فإن سيوفهم الإعلامية دائما مجردة وجاهزة للطعن. وسط هذا الضجيج، من أين يأتي الأمل الذي يتمسك به الضعفاء ، أو الذي يداري به خجلهم الكبار؟!.


2015-04-08