السبت 18/10/1445 هـ الموافق 27/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
لكم الله يا عمالنا ..!/ كرم الشبطي

 
يهل علينا الأول من آيار وهو عيد العمال كما يحتفل به العالم في كل مكان ويتم التكريم لهذه الطبقة بتوفير القوانين اللا زمة لضمان أمنهم وتوفير الحياة لهم بحقوقهم المعيشية لهم ولعائلاتهم من تأمين صحي ومعاشات والإجازات تكون حاضرة لهم من كل عام ومدفوعة الثمن والأجر والإمتيازات والتكريم لمن يجتهد ويبذل الجهد الحقيقي بعمله وهنا يأخد العامل حقه ..والإحترام والتقدير يكون الحاضر بالفعل لهذه الطبقات فهي الأساس لأي نمو إقتصادي بالعالم وهذه الإنجازات أتت علي مراحل من دول العالم ..فكثير من شهدت الثورات العمالية لتنال حقها وتعزز دورها بالريادة
وظهرت من بعدها النقابات والمتحدثين بأسماء العمال حتي وصلوا كثيراً منهم الي سدة الحكم في بعض الدول وفنزويلا تشهد حتي اليوم علي ذلك من سائق شاحنة لرئيس فنزويلا الحالي
الرئيس حاكم ومنتخب من الشعب بحرية كاملة نيكو لاس مادورو.. وتكثر الأمثلة بحق ويحضر بذهني بهذا الوقت بما يعرف بأفقر رئيس بالعالم وهو خوزيه موخيكا رئيس الأرغواي
ولا أريد التحدث والخوض بتاريخ الحركة العمالية من التاريخ ومحاربتها للرأس المالية
والإقطاعين فهي حاضرة ومؤرخة لمن يريد المعرفة والقراءة ..
بدأت كلماتي بالبداية عن وصف بسيط لما يحدث بالعالم بالنسبة لطبقة العمال التي تحتفل بحق بعيدها وتكرم وما زالت تناضل حتي الآن لنيل الحقوق الأفضل وهذا حقها بالطبع والجميع يتنافس من الساسة علي تقديم ما يطلبونه وهم يقدمون مرشحينهم للإنتخابات ويحققون الكثير من التفوق وضربت بعض الأ مثلة علي ذلك لنتعمق أكثر بالثقافة لأي مجتمع ..والمقارنة بينهم ..

لنتطرق بمرحلتنا الثانية لعالمنا العربي وماذا حقق العمال فيها وهل بتاريخها ما يكتب ويؤرخ بحق وهل سمعنا عن تحقيق المطالب الشرعية لعمالنا كما يحصل بالغرب ..
أسئلة كثيرة يطرحها عمالنا البسطاء وهم ما زالوا يبحثون عن العمل وعدد البطالة دائماً متصدر الإحصائيات والدراسات ..وهنا نشعر بالفرق الشاسع ..
فثورة العمال الحقيقية لم تقم بحق بعالمنا العربي
مع تفاوت النسب لكل دولة حسب الإقتصاد المركزي والرئيسي لها
غياب الزعامات والأحزاب الإشتراكية علي المشهد زاد الأمر سوء لهذه الطبقات
أصبحت تحتفل فقط بهذا اليوم كالحكومات في القاعات المغلقة وأمام الكاميرات
وهذا ما ينعكس بالسلب الدائم علي مجتمعاتنا بتزيين الشعارات وإطلاقها من الفوهات
بلا عمل حقيقي علي الأرض وهذا ما أضعف اليسار العربي بشكل عام وأدي لتراجعه
بشكل ملحوظ وغيابه عن المشهد السياسي
ماهي حقيقة دور النقابات ..؟
هل تقوم بدورها وهل لها رموز تتحدث بإسمها وتحارب من أجل العمال ونيل الحق لعمالنا البواسل
بل هي أيضاً تحولت لمكاتب وموظفين ومجرد نشرات دعائية بالمناسبات
هجرة الوطن

كثيراً ما سمعنا ورأينا عن الحوادث بعرض البحر ويذهب ضحاياها بالآلاف وللعلم معظمهم من هذه الطبقة المسحوقة بكافة دولنا العربية وإن تصدر المشهد لها فهي كانت بمن تتعرض للحروب الدائمة والوضع المأساوي بحق كفلسطين والعراق وسوريا
وكثيراً ما يلحق بها البعض بسبب الوضع الإقتصادي البائس لبعض الدول العربية وهنا مصر تتصدر الأرقام الكبيرة بسب تعداد سكانها والهجرة منها بدون ما تتعرض البلد لحرب
وهذا يشمل الأعداد الكبيرة بالهجرة من عالمنا العربي والتوجه للغرب رغم المخاطرة بالطرق المختلفة وبرغم تكرار الحوادث والموت
لماذا كل هذا الجزاف؟
لأن من يعيش بلا عمل وبلا توفير لقمة العيش يفقد الأمل بحق رغم عشقه ومحبته للوطن وهنا أختلف مع الكثير ممن يحملون المسؤلية لهذا الشخص وهو يجازف بحياته
وبحياة أسرته من أجل توفير الأمان والعمل المفقود بوطنه وعلي أرضه الحبيبه بالطبع
ولا تحسبوا أني أشجع علي الهجرة الجماعية
لكن علينا أن نتكلم ونكتب بصدق ونشعر بحالة الإنسان عندما يفقد باب الرزق ..
من يتحمل المسؤولية؟
هم الحكام والأحزاب والحركات والبرلمانات العربية التي علي شكل الديكور فقط
وضعنا الفلسطيني
عندما أستذكر حالة العامل أرجع بذهني للخلف وأري العمال بكل يوم تفيق من الصباح بنشاط وحرية وتنتقل الي أرضنا المحتلة والمغتصبة وتعمل عند الكيان الصهيوني
كانت حالة العامل الفلسطيني أفضل بكثير من هذا الوقت وبالأخص من بداية هذا القرن
وهي بدخولنا في الإنتفاضة الثانية وبدأت الحالة تسوء بحق لكل عمالنا البواسل بالضفة الغربية وغزة علي وجه التحديد
فهي مساحة صغيرة جداً من الأرض ويقترب عدد سكانها بالسنوات القادمة الي مليونين
نسمة من البشر وبنفس المساحة والمخيمات منذ النكبة وحرب السبعة وستون

منذ بداية الإنتفاضة وهذه الطبقة تعاني
لأن ركيزتها الأساسية هي العمل بداخل الكيان الصهويني وما تسمي بإسرائيل
وكان الراحل أبو عمار يصرف بعض المساعدات المالية وتوفير بعض البطالات الحكومية
ووكالة الغوث والمؤسسات توفر القليل لهؤلاء العمال
بالإضافة الي العمل المتقطع داخل القطاع وحسب ما يتوفر من البناء والمصانع القليلة
ليتجه الكثير منهم لفتح مشاريع صغيرة وسيارات أجرة ولكن يبقي السؤال ..؟

من دافع عن حقهم من بداية الأزمة لهم بصلابة موقفهم ومعاناتهم

ماذا وفرت لهم النقابات والأحزاب والحركات داخل فلسطين

ليسود المشهد أكثر سوء لهم بآخر سنوات وبسبب الإنقسام البغيض والحصار منذ سنوات طويلة ليدفعوا الثمن بالحفر من تحت التراب ويموت منهم العشرات بكل عام
وما زال حتي اليوم المعاناة تتفاقم لهذه العائلات بدون أي سؤال مطروح ولا جواب شافي لهذه القلوب غير إنها باتت تفارقنا بكثير من الأمراض المفاجئة بغزة وبشكل عام مما نعانيه من هذا الوضع القائم منذ سنوات
النهاية هي كالبداية بكل عيد ومناسبة بالأول من آيار
ترفع الشعارات والخطابات من الحكومات المتعددة والأحزاب والحركات والنقابات
يبقي العامل الحقيقي هو الغائب عن هذه المشاهد والمسرحيات كما تعودنا
فهوا لا يريد ذلك ..

يريد توفير العمل بكرامة من أجل عائلته وأبنائه
يريد تأمين صحي مجاناً وبدون رسوم مكلفة له بهذا الوقت العصيب
يريد ضمان من يكفله في حالة عدم توفر العمل منذ سنوات له
يريد العيش بحرية وبوطنه سالم غانم كما يردد أجدادنا
يريد قوانين حقيقية تذكر بقانون العامل
يريد الحماية ممن يستغلون حالته
يريد معاشاً في كبر سنه
يريد.....الخخ

حاولوا أن تسمعوا منهم وتلبوا طلباتهم ليكونوا معكم بأي حراك صادق من أجل حقوقهم

كثير من يلومون الضحية ولا يحاولوا مساعدتها بعالمنا العربي والفلسطيني

لا يسعني إلا أن أبارك لهم بعيدهم وأقول لهم كان الله بعونكم

صرختكم هي صرخة وطن بأكمله ويعجز القلم عن وصف مشاعركم بهذا الوقت والحال وأنا أصادف وأري الدمع بعيونكم وأنتم تشكون جنب الحائط ولا أحد سامع

فهم يشرعون قانون التكافل ويجنون الملايين والعمال أيضاً غائبين

كل عام وأنتم بخير وسلام وتقدير عمالنا البواسل بكل يوم وليس فقط بيوم العيد
 

2015-05-02