رواية الخطيب الجديدة عن الهجرات عن روايته الجديدة \"أخبار آخر الهجرات\" الصادرة اليوم من القاهرة يكتب برهان الخطيب في مقدمتها: على تخوم فاصلة بين واقع وحلم، بين معنى ولا معنى، حيث تمتد حياتنا عادة، تجري أحداث هذه المرويّة، المختلفة كثيرا بأوقات وأماكن كتابتها ومسارح أشخاصها، الذين صنعوا حركتها من خارجها، وغيرهم في داخلها.. لسوف يكون من غير النافع، بل من الساذج تفسير محتوى أخبارها من جانبي. الأدب شأنه شأن الحياة هبة يتلقاها المرء صدفة أو عن نية.. يلجأ السارد إليه لتعبير عن العسير في عرض مباشر معتاد، ذلك سبب ظهور الأساطير، ذلك ما جعل عيسى عليه السلام يخاطب الناس بالقصص. الغموض جزء من حياتنا منذ بدء تاريخ البشر حتى إشعار آخر، نحن لا نريد إتعاب عقولنا المشغولة بمتطلبات الحياة كصليب نحمله على أكتافنا، ولو أمورنا عالية فإن عقولنا متعبة بكسل من عيش يتيح كل شيء إلاّ تأمل أنفسنا وما حولها فالاقتراب إلى الأفضل، الأدق... أي ما تطمح إليه هذه المنمنمات رغم ملابساتها. من الاطلاع على فصول هذه الرواية الخلابة نراها منمنمات فعلا غنية بالتفاصيل تشكل بانوراما عريضة لشرقنا في لقائه مع الغرب تفاعلا وصراعا وذلك أسوة بمعظم روايات الخطيب التي حازت على إعجاب القراء والنقاد واسعا واعتبرت من الأكثر مبيعا ونقاشا بل واقتبست السينما المصرية منها. الجديد في هذه الرواية تماما إعادة تفكيك الشكل الروائي الكلاسيكي الذي درج الخطيب عليه في معظم رواياته إلى شكل فني جذاب متعدد السطوح والزوايا مستلهما في ذلك شكل ألف ليلة وليلة كما يذهب الناقد السوري د. صالح الرزوق في دراسته القادمة عنها قريبا.. الغلاف للفنانة العراقية فريال حسن والناشر مؤسسة نوافذ المصرية وهي جديدة للنشر تنتقي بحذر شديد مطبوعاتها في نظرة متجهة إلى اليابان والشرق عموما. الرواية في أكثر من 300 صفحة مزينة برسومات داخلية لفنانين عراقيين منهم عماد الطائي. وقريبا يمكن اقتناؤها من على النت بسعر أرخص مما تباع به الكتب في المكتبات عادة. الوسط اليوم تهنئ الروائي برهان الخطيب بمناسبة صدور روايته واثقة من رواجها المضمون أسوة برواياته السابقة ومنها \"الجنائن المغلقة\" ، \"ليالي الأنس في شارع أبي نؤاس\" ، \"على تخوم الألفين\" وغير ذلك من رواياته الطليعية المتميزة..