الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الامن الاسرائيلي: لا خطر يهدد استقرار الاردن نتيجة الاحداث الاخيرة

قالت صحيفة "هارتس" العبرية ان لأجهزة الأمنيّة في تل أبيب تنظر بقلقٍ التطورات الأخيرة في الأردن، مُعتبرةً أنّه لا يوجد حتى الآن أيّ تقدير بوجود خطرٍ يهدد استقرار النظام في المملكة.

واشارت الصحيفة ان أحداث الأسبوع الماضي تثبت إلى أيّ درجةٍ تجد العائلة المالكة والحكومة في عمّان صعوبة في مواجهة الاحتجاجات وأعمال العنف والأزمة الاقتصادية، كما أكّدت موضحة أنّ الأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي في الأردن تحصل في الوقت الذي أصبحت فيه العلاقات بين إسرائيل والأردن متوترةً على خلفية عداء طويل بين الملك عبد الله وبنيامين نتنياهو، الذي يتوقع أنْ يعلن عن تشكيل حكومته الجديدة، وهي حكومته السادسة، الأسبوع القادم.

بالإضافة إلى ذلك، أكدت المصادر الإسرائيليّة أللصحيفة نّ الأردن يجد صعوبةً في الخروج من الأزمة الاقتصادية، رغم المساعدات المالية السخية التي يحصل عليها من دول الخليج، مُشدّدةً على أنّ إسرائيل ليست الوحيدة التي تقلق ممّا يحدث في الجانب الشرقي لنهر الأردن، فقد تحدث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هاتفيًا مع الملك عبد الله، وعبّر عن دعم السلطة للعائلة المالكة.

وطبقًا للمصادر ذاتها، “يخاف الفلسطينيون من أنْ يمتد عدم الاستقرار في الأردن إلى الضفة الغربية، فهم أيضًا يعتبرون الملك عبد الله الحليف الاستراتيجيّ الرئيسي لهم في نضالهم السياسي ضد إسرائيل”.
وأشارت الصحيفة العبريّة إلى أنّه طبقًا لأقوال مصادر إسرائيليّةٍ، تتابع مصر ما يحدث باهتمام، على خلفية التشابه المعين في المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الدولتين.

المصادر في تل أبيب لفتت إلى أنّه “يسود في عمان أيضًا قلق كبير من مستقبل العلاقات مع إسرائيل، على خلفية نتائج انتخابات الكنيست الأخيرة، ومن حكومة اليمين التي يلوح تشكيلها في الأفق الآن”، مُضيفةً أنّ “جهات رفيعة في المملكة تقلق بالأساس من احتمالية قيام إسرائيل بمحاولة لتغيير الوضع الراهن الديني في الحرم في القدس على خلفية هيمنة أحزاب يمينية متطرفة على الائتلاف الجديد، خصوصًا تعيين بن غفير وزيرًا للأمن الوطني، الذي سيكون بحكم منصبه المسؤول عن نشاطات الشرطة في القدس“.

المصادر أشارت إلى أنّ “العلاقات بين نتنياهو والعاهل الأردنيّ بقيت مشحونةً، واحتج الأردن خلال السنين على تعامل غريب من قبل نتنياهو عندما كان في الحكم. حدثت أزمات صعبة مع مرور الوقت، ظهرت فجوة كبيرة بين مواقف نتنياهو ومواقف الأغلبية الساحقة لكبار جهاز الأمن الذين يعتبرون الأردن شريكًا مخلصًا وحيويًا لأمن إسرائيل، رغم الأزمات المتواترة بين الدولتين.”

المحلل الامني لهارتس نقل عن مصادره في تل أبيب بان “الأردن وقع على اتفاق سلام مع إسرائيل في العام 1994، وهو يساعد في أمن إسرائيل بطرق مختلفة، وفي المقام الأول، إبعاد التهديد الأمنيّ، سواءً من جانب إيران أوْ من جانب (داعش)، من الشرق، بعيدًا عن حدود إسرائيل، ويمكن التقدير بأنّ هذه الأمور تُقرأ بقلق معين في عمان. في الخلفية، هناك شك بأن الأردنيين لم يطردوا من تفكيرهم تمامًا أنّ نتنياهو مثل آخرين في اليمين، لم يتخلوا عن فكرة (الأردن هو فلسطين)، التي كان لها مكان كبير في حزب (ليكود) على الأقل حتى التسعينيات.”

يُشار إلى أنّ نتنياهو يتزعّم حزب (ليكود) وفي الانتخابات الأخيرة، التي جرت في الفاتح من تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت، حصل على 32 مقعدًا في الكنيست من أصل 120، الأمر الذي اعتُبِر في الكيان نجاحًا باهرًا.

2022-12-22